الخميس 6 مارس 2025 - 12:08
طهران: خطة تهجير سكان غزة قسراً هي استمرار للإبادة الجماعية بأدوات سياسية

وكالة الحوزة - أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي" أن خطة تهجير سكان غزة قسرا من الأراضي الفلسطينية المحتلة هي استمرار للإبادة الجماعية ولكن بأدوات سياسية، مشيرا إلى الجهود الإيرانية لعقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي.

وكالة أنباء الحوزة - قال بقائي في مقابلة متلفزة يوم الاربعاء، حول ضرورة عقد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي وتفاصيل وجدول أعماله: "إن الهدف من طلب عقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي هو لفت انتباه المنظمة، باعتبارها أهم تجمع على مستوى العالم الإسلامي، إلى قضية تشغل بال المجتمع والدول الإسلامية، وهي التحذير من استمرار خطر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، خاصة في غزة."

وأضاف بقائي: "كما أن جدول الأعمال سيتضمن مناقشة الأحداث الخطيرة التي تحدث في الضفة الغربية. إن الهدف الرئيسي لوجود منظمة التعاون الإسلامي هو القضية الفلسطينية، أي أن المنظمة تأسست منذ البداية لتحقيق طموح الشعب الفلسطيني المتمثل في نيل حق تقرير المصير والتحرر من الاحتلال."

وأشار بقائي إلى أنه من الطبيعي أن تعقد المنظمة اجتماعا في ظل الأزمة غير المسبوقة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلا: "إن هذه الأزمة واجهت مقاومة قوية خلال 17 شهرا من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، ولكنها الآن تحدث بأدوات سياسية."

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "الخطط الحالية القائمة على تهجير سكان غزة قسرا من الأراضي الفلسطينية المحتلة هي استمرار للإبادة الجماعية ولكن بأدوات سياسية. وإن إيران وباعتبارها عضوا فاعلا في منظمة التعاون الإسلامي ودولة مسؤولة في المنطقة دعمت على الدوام لطموحات الشعب الفلسطيني، قد طرحت هذا الأمر. وقد عُقدت اجتماعات سابقة لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القادة ووزراء الخارجية بناءً على طلب إيران."

وأوضح بقائي بشأن المصطلح الذي استخدمه مراقبو حقوق الإنسان لوصف إجراءات الولايات المتحدة وإسرائيل بـ"الإبادة الاستعمارية"، قائلًا: "الحقيقة هي أن الحالات الثلاث المحظورة في القانون الإنساني الدولي، والتي يُسمح لأي شعب باستخدام جميع الأدوات للكفاح وتحقيق حق تقرير المصير، موجودة جميعها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. أي أننا نواجه كيانا احتلاليا يتمتع بجميع خصائص نظام عنصري وفصل عنصري، وهو نتاج استعماري نشأ في منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية."

وأضاف: "بناءً على ذلك، نحن نواجه كيانا استعماريا وعنصريا واحتلاليا. وما أشار إليه مراقب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين هو الإبادة الاستعمارية، والتي تعبر عن واقع الأراضي المحتلة، وإنشاء مستوطنات جديدة على حساب التدمير التدريجي أو الفوري للشاكلة السكانية والهوية في الضفة الغربية وغزة."

وتابع بقائي: "جزء من هذه الإجراءات تم تنفيذها خلال الـ80 عاما الماضية عبر المجازر والتطهير العرقي، والجزء الآخر تم عبر خطط سياسية، مثل الخطة الأميركية الحالية القائمة على تهجير سكان غزة قسرا ودفعهم نحو الدول المجاورة مثل الأردن ومصر وحتى السعودية."

وأعلن بقائي أن أحد بنود جدول أعمال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة المقبل هو هذه الخطة، قائلا: "الهدف من عقد هذا الاجتماع هو معالجة هذه القضية، وأن يعبر العالم الإسلامي بصوت واحد وبشكل حازم عن رفضه لهذه الخطة.

وأضاف بقائي: "لم تدعم أي من الدول الإسلامية هذه الخطة حتى بشكل ضمني، وإن رفض العالم الإسلامي لهذه الخطة هو قاطع، ولحسن الحظ، فإن الدول الإسلامية في المنطقة تدرك الآثار والتبعات الخطيرة لمثل هذه الخطط. كما قدمت جامعة الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكاني."

وأشار بقائي إلى دعم الجهات المعنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحركة حماس لهذه الخطة، قائلا: "من المتوقع أن يكون اجتماع وزراء الدول الإسلامية يوم الجمعة استمرارا لهذا المسار، وأن يدعم مطالبة الدول الإسلامية برفض هذه المؤامرة الخطيرة."

وحول نجاح منظمة التعاون الإسلامي في تحقيق المطالب، قال بقائي: "التوقعات من منظمة التعاون الإسلامي عالية جدا، ولا أعتقد أن أحدا يمكنه الادعاء بأن أداءها قد لائم التوقعات. ومع ذلك، نجحت المنظمة خلال العامين الماضيين في أن تكون صوت المجتمع والأمة الإسلامية من حيث الدعم الحاسم لحركة الشعب الفلسطيني."

وأوضح بقائي بشأن تفاصيل القرار المحتمل لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي: "بناءً على تقييماتنا والتقارير التي تلقيناها، ستتضمن القرارات نقاطًا مهمة مثل ضرورة محاسبة الكيان الصهيوني، ودعم المحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة جرائم الكيان الصهيوني، والأهم من ذلك، الرفض الحازم وغير المشروط للخطط القائمة على نقل سكان غزة من هذه المنطقة."

وأضاف: "هذه الرسالة ستكون ذات أهمية كبيرة وستظهر أنه لا يوجد خلاف في الرأي أو اختلاف في الرؤية بين الدول الإسلامية بشأن ضرورة رفض الخطط الاستعمارية لتهجير المزيد من الفلسطينيين وطردهم من ديارهم."

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha