۱۵ آبان ۱۴۰۳ |۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 5, 2024
جندي لبناني

وكالة الحوزة - أكد باحث لبناني أن القتال ليس من أجل الانتصار أو الهزيمة، بل لأداء الواجب الشرعي مبينا أن الجهاد وسيلة لتحقيق حقوق الإنسان واصفا المجاهدين بأنهم مثقفون ومنظمون، مؤمنون بعقيدتهم ويعملون من أجل كرامة الناس.

وكالة أنباء الحوزة - قال الباحث اللبناني الشيخ "وليد الضيقة" من مؤيدي جبهة المقاومة في مقالة كتبها، إن القتال ليس من أجل الانتصار أو الهزيمة، بل لأداء الواجب الشرعي وإن الإرهاب يُعرف بأنه اعتداء على الأبرياء، بينما يسعى المجاهدون إلى تحرير البشرية من هذا العدوان وتابع قائلا: إن المجاهدين مثقفون ومنظمون، مؤمنون بعقيدتهم ويعملون من أجل كرامة الناس.

وإليكم نص مقالته:

من نحن؟ ولماذا نقاتل؟

نحن فكرة من التطهير وفكرة من الإصلاح والعمران، وبالجهاد أصبحنا فكرة من التنظيم .

ونحن لم نقم من أجل أن ننتصر أو نهزم، بل من أجل أداء واجبنا الشرعي، فالمسألة مسألة أداء تكليف شرعي.

إن الإرهاب هو العدوان طمعًا وعتوًّا واضطهادًا، وهو رجوع إلى الحيوانية. هو عدوان وتنازع مع الآمنين على بقائهم.

أما نحن فإننا نكافح هذا العدوان لنخلص البشرية من أدران الضراوة الباغية؛ فنحن لا نحارب منازعة على البقاء بل تعميمًا لحرية البقاء. وهذا ليس حربًا بل نضال ضد الحرب، وإن النضال من أجل حقوق الإنسان ودونها إحسان.

نحن نقاتل في سبيل الله، ولا يمكن أن نقدم ما نملك بل جميع ما نملك إلا لأعز هدف وفي سبيل أشرف مقصد؛ فالحياة رأس مالنا الوحيد في الوجود وفرصتنا الوحيدة على مسرح الكون، الفرصة التي لا تتكرر أبدًا.

وبذل الحياة كل الحياة في لحظة واحدة لن يكون إلا لما هو أشرف منها، وفي سبيل ما هو أبقى وأغلى، في سبيل الله، والله هو الحق.

إن جهادنا هو المغنطيس الذي يجذب الأحرار والمطهر الذي يطهرهم يوميًا ويفولذهم كل يوم وينقيهم ويغربلهم من الزوان. (لا تظنوا أن أنقى بيدر يخلو من بعض زوان أو من بعض نمش وبعض تراب).

إن جهادنا ثورة روح وفكر وأساليب، والمجاهدون هم المثقفون المنظمون. وإن مجاهدينا هم الذين يطبقون شرعة الإنسان ويؤتمنون على صيانة الأخلاق والمُثل وينفذون إرادة المسيح(ع) وإرادة محمد(ص). إن المجاهد هو العارف لعقيدته المؤمن بنصرها المحب لشعبه، يبشر الفقير المستضعف بالخبز مع الكرامة، والأمّي بعقيدة مع الكرامة، والجاهل بنور مع الكرامة، والمريض بدواء مع الكرامة.

ولا يستطيع أي مجاهد أن ينفذ المهمة التاريخية المصيرية الملقاة عليه إلا إذا مارس البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.

البطولة المؤمنة أي أم الفضائل والينبوع الأول، والبطولة لا يمارسها إلا مؤمن، كذلك لا يستطيع أن يؤمن بالعقيدة إيمانًا كاملًا سوى شريف صادق، فلا يملك الدجال أن يكون مجاهدًا ولا المرائي ولا الكافر ولا الفرّيسيّ ولا الخائن ولا أبو لهب ولا امرأته ولا نسل الأفاعي ولا الإسخريوطي وملته.

إن الايمان حالة نعمة، وإن الولاء الذي يكون في البدء عاطفة متوثبة يطعم بالعقل فيصبح ولاءً واعيًا. إن الايمان في جوهره ثورة، وإنما الثورة هي حالة نعمة هادئة رصينة متعلقة بإرادة تنفذ ثورة جارفة لا تهدأ قبل النصر. والنعمة الثورية ليست غضبة عابرة وليست حقدًا ولا نزوة، إنها نعمة دائمة أسمى من أن يدركها وجدان موتور في البدء وأعمق من أن تخنقها فورة غضب أو حرد. هي حالة تمرد على مجتمع كافر لكنها تمرد في إطار عقيدة.

إن شهداءنا أحياء يرزقون، ما دمنا نجاهد.

انتهى.

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

ارسال التعليق

You are replying to: .