۱۷ مهر ۱۴۰۳ |۴ ربیع‌الثانی ۱۴۴۶ | Oct 8, 2024
الشيخ «جواد ریاض»

وكالة الحوزة - صرح الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر: لا ينبغي أن ينخرط الحجاج في عمل غير ضروري فقد علمنا الحج الحفاظ على الأوقات والغايات، وهذا ما ينبغي أن ينبه عليه المسؤولون والدعاة أيضا، فنحن في حاجة أن نستشعر الحج بما فيه من معنويات.

وكالة أنباء الحوزة - قال الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: لا شك أن البراءة من المشركين واجبة في هذا الموسم، وقد كان ذلك أول ما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل إنه بعث الإمام عليا عليه السلام قبل الحج بعد يعلن عن هذه البراءة من المشركين " لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان "، ونحن في العصر الحديث نحتاج إلى إعلان هذه البراءة بصورة أخرى برفض التطبيع مع الكيان الغاصب الصهيوني بإعلان كل الوسائل التي نستطيع أن نسترد بها حقوق الأمة: أراضيها ومقدساتها .

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: هذا العام، بعد انقطاع أعوام، سيوفّق بعض الحجاج مثل اليمنيين للمشاركة في حج التمتع. ما الدروس والعبر والرسائل في برامج العبادة ومناسك الحج لحياتنا اليوم؟

بعد انقطاع الحج لأعوام سابقة فإنه سيبدأ هذا العام الحج لبعض المسلمين مثل اليمنيين، وهنا نحن نرشد إلى الدروس المستفادة من هذه الرحلة ـ وإن كانت كثيرة ـ إلا أننا نشير إلى بعضها فهذه العبادة التي فرضها الله عز وجل على المستطيع تذكرنا برحلة الحج لسيدنا إبراهيم ولسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما كانوا يفعلونه في هذه الرحلة هو التوبة أولا قبل الخروج للسفر ورد الحقوق لأصحابها وجمع المال من حلال ثم الخروج لهذه الفريضة التي فيها تذكير بتقوى الله عز وجل، فهى رحلة يجد فيها العابد فرصة لزيادة التقوى والتزود من العبادة والدعاء ففي الإحرام يتدرب الحاج على الالتزام ومنع نفسه مما هو حلال في وقت آخر فكيف بما هو محرم ! كما يتدرب على الالتزام بالأخلاق الطيبة (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه "، ولبس الإزار والرداء يذكره بالتخلى عن زينة الحياة الدنيا والمساواة بينه وبين غيره وتذكر الآخرة، والحج فيه أيضا الحث على اغتنام الإنسان لوقته فلا يضيع وقته وإنما لكل وقت عمل يقوم به وذكر يذكر الله به، ودعاء يدعو به ولا شك أن دروس الحج كثيرة لكن نشير فقط إلى بعضها.

الحوزة: الحفاظ على وحدة المسلمين من أهم تأكيدات الإمام الخميني - رحمة الله عليه - وقائد الثورة الإسلامية. يمكن للمجموعات العرقية والطوائف المختلفة والشيعة والسنة أن يحوّلوا الحج إلى ملتقى للوحدة ورمز للأمة الواحدة. أخبرنا عن أهمية هذه القضية. وما واجبات الحجاج والقيّمين على الحج في هذا الصدد؟

من أهم ما يستفيده المسلمون من الحج الوحدة؛ فهو مؤتمر سنوي يجمع كل المسلمين من شتى الدول من أجل أن تكون لهم قوة ومن أجل أن يكون لهم تعاضد وتقارب، فالوحدة الإسلامية كان السابقون والسلف يعلمون أن الحج يجسدها؛ ولذلك كانوا حريصين على مناقشة القضايا السياسية والفقهية والدولية في هذا الموسم. فيلتقى الفقهاء فى الحج؛ ليناقشوا المسائل الفقهية ويستزيدوا إحاطة وعلما بما في عصرهم من مختلف الأقطار وأيضا في المجالات السياسية كانت تناقش القضايا التي تهم الأمة فما أحرى أن يكون هذا الموسم فرصة لهذا الأمر وفرصة لحل المشكلات وحل قضايا الأمة خاصة القضايا التي تخص المصير والأراضى والمقدسات. إن العالم ينظر إلينا في هذا الموسم وهو متوجس من هذا الاجتماع إذ علموا أن الإسلام يجمعهم في لحظة؛ ليكونوا مدافعين عن أراضيهم ومقدساتهم ويقوموا بحل مشاكلهم فيجب على الدعاة والعلماء أن يقدموا الوعي للأمة عن قضايانا ومستقبلنا. ويجب على المسئولين أن يقوموا بحل المشاكل التي تعوق تقدم الأمة وأن يقدموا الحلول ـ بالشورى ـ التي تكون سببا في سمو هذه الأمة .

الحوزة: البراءة من المشركين وإعلان الاشمئزاز من المستكبرين من برامج الحج المهمة. ما أثر إعلان هذه البراءة في تنوير أذهان المسلمين؟

لا شك أن البراءة من المشركين واجبة في هذا الموسم، وقد كان ذلك أول ما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل إنه بعث الإمام عليا عليه السلام قبل الحج بعد يعلن عن هذه البراءة من المشركين " لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان "، ونحن في العصر الحديث نحتاج إلى إعلان هذه البراءة بصورة أخرى برفض التطبيع مع الكيان الغاصب الصهيوني بإعلان كل الوسائل التي نستطيع أن نسترد بها حقوق الأمة: أراضيها ومقدساتها .

الحوزة: التأكيدات الأخرى لقادة الإسلامية الاستفادة المعنوية الحجاج من الحج وأنه يجب ألا ينخرطوا في أي عمل غير ضروري وبخاصة التسوّق. ما أهمية هذا التأكيد في الوضع الحالي؟

لا ينبغي أن ينخرط الحجاج في عمل غير ضروري فقد علمنا الحج الحفاظ على الأوقات والغايات، وهذا ما ينبغي أن ينبه عليه المسؤولون والدعاة أيضا، فنحن في حاجة أن نستشعر الحج بما فيه من معنويات. وبما فيها من أهداف تفيد الأمة كلها ولا تقتصر على الإنسان نفسه، فلا شك أن الله عز وجل شرع الجماعة في الصلاة حتى تكون الاستفادة للمجتمع كله بتكاتفه وتراحمه وتعاضده؛ لحل مشكلاته وكذلك مؤتمر الحج السنوي لم يجعل الحج فرادى، وإنما جماعة أكبر من جماعة الصلاة حتى يحقق المسلمون ما يتمنون من أمل فى المستقبل وقبل ذلك استرداد المقدسات والأراضى المغتصبة.

الحوزة: بالنظر إلى محدودية فرصة أيام الحج والإمكانات المعنوية الكبيرة المتاحة للحجاج، ما توصيتكم لهم؟

الحج فرصة كبيرة جدا وقد لا تتهيأ للمسلم مرة أخرى ولذلك ينبغي أن يكون الحرص من المسلمين على الاستفادة من كل منسك من المناسك ومن كل موقف للدعاء ومن كل حركة يتحركها الإنسان فهى فرصة لمغفرة الله عز وجل للذنوب خاصة إذا كانت الأعمال العبادية تتعلق بالغير ومساعدتهم، فهذا ما يؤدى إلى مضاعفة الأجر والثواب .

ارسال التعليق

You are replying to: .