۱ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۱ شوال ۱۴۴۵ | Apr 20, 2024
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

وكالة الحوزة - وجه سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله إلى المؤتمر الدولي لإحياء الذكرى السنوية الثانية للمفكر آية الله مصباح اليزدي (رض).

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطيبين الطاهرين.

العائلة الكريمة لسماحة العلامة آية الله الشيخ مصباح يزدي (قدس سره).

السادة الأعزاء في مقر إحياء ذكرى آية الله الشيخ مصباح اليزدي قدس سره..

الأعزاء المشاركون في المؤتمر الدولي لإحياء الذكرى السنوية الثانية للعلامة المفكر آية الله مصباح اليزدي رضوان الله عليه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

«الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا» (الأحزاب- الآية- 39)

تطل الذكرى السنوية الثانية لرحيل سماحة العلامة الكبير آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (رض). ولايزال الشعور بالفقد قاسياً، والفراغ الذي خلفه برحيله واسعا لايسده شيء، فبحر علمه لا يُدانى، وعظيم بصيرته لايُجارى.

لقد سخّرَ سماحته حياته كما أراد الله تعالي فكان وجوده في سبيله، يرفع كلمته، ويلهج باسمه، ويهدي إلى طريقه.. ولأنّ الله يضاعف لمن يشاء، وهبه تلك المكانة العظيمة، فكان شخصية فريدة استثنائية في العالم الإسلامي..

عرفته الحوزات والأوساط العلمية فقيهاً كبيراً وفيلسوفاً لامعاً مبدعًا قدّم لمراكز العلم والمعرفة والمثقفين الباحثين عن الحقيقة ثورة علمية على مستوى الفكر ونتاجاً ثقافياً عامراً. وتصدي من موقعه الريادي للدفاع عن الإسلام وعن الثورة بفكره الأخّاذ وموقفه الواضحة، حول مختلف القضايا الفكرية المعاصرة.

ووفّر أجوبة شافية حول قضايا كثيرة أروت ظمأ الباحثين بعمق فكره وسلامة بيانه... وقد نَدَر أن جادت الأمة بمثل قامته العلمية والفكرية الشامخة على مستوى التنظير للمفاهيم والأفكار الإسلامية.

ولقد منّ الله على أخواننا في حزب الله، قيادات وعلماء وكوادر ومجاهدين، أن كانوا من المستفيدين من فيضه، والمقرّبين من ساحته، والمتشرفين بالحضور بين يديه، مستلهمين من نفسه المطمئنة وروحه الجاذبة كل منهل عذب، حيث كان إخواننا وطيلة العقود الماضية خلال زياراتهم المتتالية للجمهورية الإسلامية، حريصين على اللقاء بسماحته والإرتشاف من رحيق علمه وتوجهاته وسلوكه..

إنّ سماحته كان بحق ملاذاً وقبلةً ومقصداً في كل ما يتعلق بالمسائل الفكرية والعقائدية والأخلاقية.

ولقد فاض سماحته علينا تكرماً، أن زارنا في لبنان والتقي علماءنا ومجاهدينا وأهلنا، وإرتاد ثغورنا وجالس مقاومينا.

ونحن نفخر أننا كنّا محل دعائه في صلواته وخلواته، ومحل تقديره ورهانه.

لقد كان سماحته رجلاً إلهياً موكلاً بتثبيت الإيمان وتعميقه وتأصيله، لايزيد الإيمان إلا ايماناً ويقيناً وتسليماً.

إنّ ارتباط سماحته بحزب الله بلغ مستوى عاطفياً عميقاً، عكسته مواقف تأييده العالية حيث كان يعتبر أن إخلاص حزب الله وارتباطه العميق بالولي الفقيه، يوجب هذه المواقف، ولذلك كان سماحته مع المقاومة إلى أقصى درجات الدعم والنصرة.

إنّ عمق وسعة ووعي ومعرفة سماحته بالإسلام، عمّق إرتباطه بالولاية، فكان حصناً منيعاً متقدماً في الدفاع عن ولاية الفقيه وقيادة الإمام الخميني (قده) والإمام الخامنئي (دام ظله). وثبتَ وثبَّت على خطها وأعدّ الكادر المتخصص الذي يسهم بتعميم هذا الفكر الذي هو مسار فكر النبوة وامتدادها. لذلك كانت كل جهوده وحركته تصب في تجذير هذا النهج المبارك.

ولقد أدرك رضوان الله عليه، أنّ التمسك بنهج الولاية والإرتباط بها والطاعة لها هي عصمة الأمة، وركيزة وحدتها، ومنابع قوتها، وسبيل نصرها، بل إن طاعة الولي أيضاً شرط أساس في طريق نيل الرضوان الإلهي.

فما أحوجنا اليوم إلى الإستفادة الكاملة من كل ما خلفه الراحل الكبير من إرث عظيم، فكراً وسلوكاً واستقامة وزهداً وإخلاصاً.

الحقّ أن رحيل سماحته خسارة كبيرة للأمة وللفكر الإيماني والإنساني وللثورة الإسلامية في إيران والحوزات العلمية.

ولقد خسرنا في حزب الله عقلاً منيراً جاذباً، وحبيباً غالياً، وحضناً غامراً ويداً داعمة، ودعاء صادقاً.

نعاهد الله على ما أراده سماحته وعمل لأجله ودعا إليه.. الإخلاص لله.. والاستقامة في السير، والثبات على خط الولاية.

والحمدلله رب العالمين.

التاريخ: 28/12/2022

ارسال التعليق

You are replying to: .