وكالة أنباء الحوزة - وهذا نص الكلمة:
يعدّ الإعلام الأقوى والأوسع تأثيراً في هذا العصر، إذ وسائله غايات بعيدة في عمق الأثر وقوة التوجيه وشدّة الخطورة أدت إلى تحولات جوهرية في دور الإعلام، وجعلت منه محوراً أساسياً في منظومة المجتمع ولذا وسمَ عصرنا بأنّه (عصر الإعلام).
وتتمثل أهمية الإعلام في الآثار التي يحدثها من قيم وأفكار ومعتقدات، فوسائل الإعلام هي مصدر المعلومات، ومع التطور التكنولوجي أصبح مصدر المعلومة في وضع خطر، فلا ندري ما مصدر المعلومة الصحيح وكيف نتعامل معه.
وأدّى الوعي بأهميته وقوة تأثيره إلى أن أصبح في ظلّ تصارع العالم المعاصر وسيلة المتسلطين في تشويه الذاكرة وحيلة المضللين في تزييف الحقائق والتلاعب بها.
ولخطورة هذا المشكل وضع مؤتمر العميد الدولي بنسخته السادسة عنواناً لمجرياته البحثية؛ فكان: ((الحقول المعرفية في مجابهة الإعلام غير الموضوعي-الوقاية والتحديات-)) ليأنس بأقلام الباحثين والدارسين المتخصّصين في الوقوف على أصول هذا المشكل، وتحليله، والتوصية بطرائق صدّه ومعالجته وصناعة أساليب ناجعة لتعديل المسار.
ولكلّ مؤتمر أهداف يضعها نصب عينيه يحاول أن يحققها على المستوى القريب والبعيد بعد أن وجدها من الأهمية البالغة لحل المشاكل التي نجمت عنه وما زالت، وتمثلت هذه الأهداف بـ
1. مراقبة خطاب المؤسسات الإعلامية ومنصاتها للميز بين
الموضوعية منها وغير الموضوعية.
2. استثارة أقلام الكتاب والباحثين المتخصّصين في حقول المعرفة
المتنوعة لتحليل الخطابات الإعلامية وبيان مواطن الاستهداف
السلبي لإرباك ذاكرة المجتمعات العامة وإضعاف صلتها
بالمجتمعات العلمية الخاصة.
3. الاستعانة بالتجارب العلمية الساعية لبناء طرائق صد وممانعة
للاستهداف السلبي من الإعلام غير الموضوعي وتقديم بدائل
موضوعية لإعادة التوازن للمجتمعات المستهدفة.
4. تسليط الضوء على وسائل التضليل الإعلامي لتوقيه.
5. وجوب صنع مناعة مجتمعية من إضعاف قوة الصف المجتمعي وتشتيت وحدة كلمته.
وعبر المحاور التي اقترحت من لدن اللجنتين العلمية والتحضيرية وصلتنا مجموعة طيبة من البحوث، بلغ المقبول منها للمشاركة في فعاليات المؤتمر وجلساته العلمية (سبعة عشر) بحثاً باللغة العربية وعشرة أبحاث باللغة الإنكليزية، وخضعت جميع هذه الأبحاث الى الفحص والتدقيق والمراجعة وانطبقت عليها الاشتراطات العلمية ومدى التزامها بمنهجية البحث العلمي وخطواته المتعارف عليها عالمياً، ورُفِض (أحد عشر) بحثاً لعدم توافقها مع المحاور المعلنة وأهداف المؤتمر التي يصبو إليها القائمون عليه.
أما الدول المشاركة فهي كل من: (كندا، والسويد، والهند، والسودان، والمغرب، ولبنان، وسوريا) فضلاً عن مشاركة العراق بجامعاته ومؤسساته التعليمية فكانت كلاً من:(جامعة القادسية، وجامعة ميسان، وجامعة المثنى، وجامعة تكريت، وجامعة ذي قار، وجامعة الفرات الأوسط التقنية، وكلية الإمام الكاظم (عليه السلام)، ومديرية تربية المثنى، ومديرية تربية بابل، ومديرية تربية كربلاء المقدسة، والكلية التربوية المفتوحة، ومديرية تربية ذي قار، ومديرية تربية البصرة، ومديرية تربية الكرخ، وديوان الوقف الشيعي).
ومن الجدير بالذكر إن هذا المؤتمر المبارك الذي تقيمه جمعية العميد العلمية والفكرية وجامعة الكفيل وجامعة العميد ما كان ليكون لولا الرعاية الكريمة والكبيرة للعتبة العباسية المقدسة والسادة المسؤولين فيها متمثلين بشخص المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، إذ كان دعمه المتواصل أساس نجاحه وظهوره بهذا الشكل المبهر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.