۲۹ اسفند ۱۴۰۲ |۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 19, 2024
زينبُ الكبرى

وكالة الحوزة - يذكُرُ أصحابُ السِيَر أنّه في مثل هذه الأيّام من سنة 61 للهجرة، لمّا وصل ركبُ سبايا آل محمد من كربلاء إلى الكوفة، أمرَ عبيدُ الله بن زياد عاملُ الطاغية يزيد بإحضار رأس الإمام الحسين(عليه السلام)، وأخذ يعبث به وينكت بين شفتيه الكريمتَيْن بعصا كانت في يدِه، ثمّ أُدخلت السبايا عليه تتقدّمهم السيّدة زينب(عليها السلام).

وكالة أنباء الحوزة - وذكر الشيخُ المفيد في كتاب (الإرشاد): (وأُدخِل عيالُ الحسين(عليه السلام) على ابن زياد، فدخلت زينب أختُ الحسين في جملتهم متنكّرةً وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتّى جلست ناحيةً من القصر، وحفّت بها إماؤها.
فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها؟! فلم تُجبْه زينب. فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها؟
فقالت له بعضُ إمائها: هذه زينبُ بنتُ فاطمة بنت رسول الله. فأقبل عليها ابن زياد(لعنَه الله) وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذَبَ أحدوثتكم. فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرَمَنا بنبيّه محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وطهّرنا من الرجس تطهيراً، وإنّما يُفتضح الفاسقُ ويُكذَّب الفاجرُ، وهو غيرُنا والحمد لله.
فقال ابن زياد: كيف رأيتِ فعل الله بأهل بيتك؟!
فقالت: ما رأيتُ إلّا جميلاً، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده، فانظر لمَنِ الفلجُ يومئذٍ، ثكلتك أمّك يا بنَ مرجانة!!
فغضب ابنُ زياد واستشاط، فقال له عمرو بن حريث: أيّها الأمير، إنّها امرأة والمرأةُ لا تؤاخذ بشيءٍ من منطقها. فقال ابنُ زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
فرقّت زينبُ وبكت وقالت له: لعمري لقد قتلتَ كهلي، وقطعتَ فرعي، واجتثثتَ أصلي، فإنْ كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.
فقال ابن زياد: هذه سجاعة، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.
ثم التفت ابن زياد إلى عليّ بن الحسين وقال له: مَنْ أنت؟
فقال (عليه السلام): أنا عليّ بن الحسين. فقال: أليس الله قد قتلَ علي بن الحسين؟
فقال (عليه السلام): قد كان لي أخٌ يُسمّى عليّ بن الحسين، قتله الناس.
فقال ابن زياد: بل اللهُ قتله.
فقال علي بن الحسين: (اللهُ يَتَوَفّى الأنفُسَ حِينَ مَوتِها). فغضب ابنُ زياد وقال: ولك جرأةٌ على جوابي وفيك بقيّةٌ للردّ عليّ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه. فتعلّقت به عمّته زينب، وقالت: يا بن زياد! حسبك من دمائنا. واعتنقته وقالت: والله لا أفارقه، فإنْ قتلته فاقتلني معه.
فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة، ثمّ قال: عجباً للرحم! والله إنّي لأظنّها ودّت أنّي قتلتُها معه، دعوه فإنّي أراه لما به.
ثمّ أمر ابنُ زياد بعليّ بن الحسين وأهله فحُمِلوا إلى دارٍ جنبَ المسجد الأعظم، فقالت زينب بنت علي: لا يدخلنّ علينا عربيّة إلّا أمّ ولد مملوكة، فإنّهن سبين وقد سبينا).

ارسال التعليق

You are replying to: .