وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي السؤال المثار مع جوابه:
بسم الله الرحمن الرحیم
سماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله تعالى أن تكونوا بصحة وخير وأسأله تعالى أن يمد في عمركم الشريف في صحة وعافية.
طرح أحد المتخصصين النصارى على بعض الإخوة السنة في الكويت إشكالا حول معنى الحديث المروي عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: "إن الله خلق آدم على صورته" وقال بأن مثل هذا الحديث مذكور عندهم في كتاب
العهد القديم ولا خلاف عندهم في تفسيره ولكن عندكم أنتم المسلمون آراء مختلفة في تفسير الحديث وصفها بالزئبقية لكونها لا تنفي التجسيم، فما هو التفسير الصحيح لهذا الحديث الشريف؟
بسم الله الرحمن الرحیم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أن الحديث المعروف ان الله خلق آدم على صورته قد رواه اهل السنة عن ابي هريرة (لاحظ: 1- مسند احمد 2/244 مسند ابي هريرة . 2- صحيح البخاري 7/125 كتاب الاستئذان ).
ومن المؤسف جدّاً أنّ الحديث نقل مبتوراً ولذلك وقع ذريعة للقول بالتجسيم ؛ولكن القوم لو رجعوا إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام،لوقفوا على ان الحديث نقل ناقصاً ، فقد روى الصدوق بسنده عن الامام علي (ع) قال : سمع
النبي (ص) رجلاً يقول لرجل : قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال (ص) ، مَهْ ، لا تقل هذا فأن الله خلق آدم على صورته ( التوحيد للصدوق 152 الباب12 الحديث10) أي على صورة هذا الرجل الذي تسبه وتسب من
يشبهه وهو آدم .
وروى ايضا عن الحسين بن خالد انه قال للإمام الرضا (ع) يابن رسول الله ، إن الناس يروون أن رسول الله (ص) قال: إن الله خلق آدم على صورته ، فقال (ع): قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث ان رسول الله مر برجلين
يتسابّان فسمع احدهما يقول لصاحبه قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك. فقال (ص): ياعبد الله لاتقل هذا لأخيك فإن الله (عزوجل) خلق آدم على صورته. (التوحيد:153،الباب12الحديث11)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعفر سبحانی 29 ذوالحجة 1443