وكالة أنباء الحوزة - جاء حديثه هذا في مركز الإمام الحسن (ع) في مدينة هال البريطانية وذلك بمناسبة الندوة التي أقيمت بمناسبة الغدير.
وقال السيد الكشميري، وفقا لموقع مؤسسة اﻹمام علي، إن ما قام به النبي (ص) من أمر الهي لم يخرج به عما قام به الأنبياء من قبله من تعيين أوصياء من بعدهم، وذلك للحفاظ على أداء رسالتهم وإرسائها واستمرارها وديمومتها.
موضحا إن يوم الغدير هو يوم تعيين القيادة الإسلامية من بعد النبي، تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القيادة الأولى هي لله ورسوله
أما الثانية هي القيادة الامتدادية ونعني بها قيادة الأئمة الإثني عشر المعصومين (ع) بدئا بالإمام علي (ع) وانتهاءً بالإمام المهدي (عج)، باقية ومستمرة الى قيام الساعة
أما القيادة الثالثة هي القيادة النائبة، قيادة الفقهاء والمراجع في عصر الغيبة والتي نعيشها اليوم
وتابع وكيل المرجع السيستاني ان يوم الغدير هو يوم من أيام الله المعظمة وله دلالات مهمة وواضحة نستنتجها من النص القرآني الوارد:
((يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين)).
ضرورة تنصيب خليفة رسول الله
وتساءل السيد الكشميري بالقول: ولعل البعض يقول ربما لم تكن هناك ضرورة ملحة للنص على الخليفة من بعد الرسول (ص) لأن الأمة بلغت رشدها ووعيها وبإمكانها أن تنصب من ترى من بعد النبي (ص).
الجواب: لو أننا تخلينا عن الأمر السماوي النازل في هذه الواقعة ووضعنا الرسول (ص) في موقع إنسان سياسي حريص على مستقبل دعوته ورسالته وامته فالواجب عليه يحتم لإبقاء الرسالة بأن ينصب من بعده من يخلفه في رسالته وسيرته ومنهجه – شخص أمين كعلي (ع)، وهو عين ما أمرت به السماء.مضافا إلى هذا فإنا لو تأملنا الوضع بعد النبي لوجدناه كالتالي:
إن الامة كانت ولا تزال في مرحلة الصياغة والتكوين وعمر الرسالة يوم وفاة النبي (ص) ۲۳ سنة وهذه الفترة لم تكن كافية لصياغة الامة وبنائها على تعاليم الاسلام لأن المسلمين الذين اسلموا قبل الهجرة قلائل والمسلمون الذين اسلموا بعد الهجرة وقبل فتح مكة كانوا اكثر من سبعين بالمائة.
وهذه الفترة كانت قصيرة بالنسبة اليهم لانهم لم يستوعبوا احكام الشريعة ومفاهيمها لهذا فلم يكن من المصلحة ان تترك الامة بدون راع ومعلم لاحكام الاسلام.
لاسيما وان الرسالة كانت محاطة بظروف خطيرة وصعبة جداً والمنافقون في داخل الامة (الطابور الخامس) لهم دور خطير وخطط كبيرة للقضاء على الاسلام ومحو اثره.
وهذا ما أكده لنا القران في سورة المنافقين حين اعتبر خطرهم على الإسلام اكثر من الكافرين من اجل هذا وغيره كان لابد من نصب قيم على الرسالة وشخص عالم وعارف بمصالحها وعاش الاسلام روحا وقلبا وقالباً كأمير المؤمنين (ع) هذا أولا.
ثم إن القوى الخارجية التي كانت تتربص بالإسلام للقضاء عليه كالمدعين للنبوة والذين برز منهم عدد على الساحة وصار يروج لهذا التوجه وغيرهم – فكيف والحال هذا! يترك النبي الرسالة والأمة دون أن يحدد قيادة صالحة تدير شؤونها من بعده وتقوم برعايتها وبمستقبل الدعوة والحفاظ على سلامتها وبقائها وديمومتها؟
لهذا جاء النص الإلهي بالتعيين موافقا لهذه الأهداف وهذه الضرورة. ونحن عندما نحتفل بيوم الغدير – نحتفل بيوم القيادة الإسلامية الأمينة التي لو تخلت الأمة عن الارتباط بها انحرفت عن المسيرة وخط الرسالة.
ضرورة الاحتفال بالغدير
وأكد ممثل المرجع السيستاني إن حاجتنا ملحة وملزمة للاحتفال بيوم الغدير لنبايع أمير المؤمنين (ع) ونعاهده باننا سائرون على خطه ونهجه وطريقته، لأنه القائد لمسيرتنا دنيا وآخرة.