۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
السيّدة المعصومة (عليها السلام)

وكالة الحوزة - تمرّ علينا في اليوم الأوّل من ذي القعدة ذكرى ولادة السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)، بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) سابع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وهي أخت الإمام عليّ بن موسى الرّضا(عليه السلام)، فهُما من أمٍّ واحدة هي السيّدة "تُكْتَم"، وكانت السيّدة تُكْتَم من أفضل النساء في عقلها ودينها.

وكالة أنباء الحوزة - تشيرُ الرواياتُ أنّ ولادتها كانت سنة 173هـ في المدينة المنوّرة، وأنّ أخاها الإمامَ الرّضا(عليه السلام) قد لقّبها بـ"المعصومة"، فتحت هذه السيّدةُ عينَيْها على الدنيا في أيّام محنة أبيها، فارتسمت حياتها بالحزن، لكنّها (عليها السلام) وإنْ فقدتْ أباها وهي في مقتبل العمر، إلّا أنّها ما كانت لتبقى بلا كفيل، فقد عاشت في كنف شقيقها الرّضا(عليه السلام) الذي أولاها العناية الخاصّة في تربيتها ورعايتها، فغدت أفضل بنات الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام)، حتّى قال عنها جدّها الصادق(عليه السلام): (تدخل بشفاعتها شيعتُنا الجنّةَ بأجمعِهِم).
ويقترن اسمُ فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر(عليهم السلام) بلقب (المعصومة)، فيُقال في الأغلب: فاطمة المعصومة، كما يُقال عند ذكر أمّها الكبرى: فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وقد ورَدَ هذا الاسم في روايةٍ عن الرّضا(عليه السلام) حيث قال: (مَنْ زارَ المعصومَةَ بقُمّ كمَنْ زارَني).
ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنّها تدلّ على أنّها (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبةً شامخة، حيث سمّاها الإمام (عليه السلام) بالمعصومة، وإنّ الإمام (عليه السلام) لا يُلقِي الكلامَ جزافاً، فهي وإنْ لم تكن معصومةً بالمَعنى الخاصّ لعصمة الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) والصدّيقة الزهراء(عليها السلام)، فإنّ عصمتهم أمرٌ لازم لا بُدّ منه، إلّا أنّ فيه إشعاراً ببلوغها مرتبةً عالية من الطهارة والعفّة والنزاهة والقداسة، ولا غرو فإنّها تنحدر من بيت العصمة وتربّت على يد المعصوم، وكانت ابنةَ معصومٍ وأختَ معصومٍ وعمّةَ معصوم.
اكتنفت السيّدةَ المعصومة -ومعها آل أبي طالب- حالةٌ من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا(عليه السلام)، منذ أن استقدَمَه المأمون إلى خراسان، فقد كانوا في خوفٍ بعدما أخبَرَهم أخوها الإمامُ الرّضا(سلام الله عليه) أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس، فشدّت الرحال إليه فرحلت تقتفي أثر أخيها الرضا(عليه السلام) والأمل يحدوها في لقائه حيّاً، لكنّ وعثاء السفر ومتاعبه اللذَيْن لم تعهدهُما أقعداها عن السير فلزمت فراشها مريضةً مُدنَفة.
حُمِلت بعد ذلك إلى مدينة قمٍّ وهي مريضةٌ حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً، وذلك في العاشر من ربيع الثاني 201هـ، ودُفِنت في مدينة قمّ المقدّسة وهي الآن روضتها، ولزيارتها فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم، حيث رُويت في فضل زيارتها رواياتٌ كثيرة منها:
- عن سعد بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) قال: سألتُه عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر(عليهما السلام) فقال: (مَنْ زارها فله الجنّة).
- قال الإمامُ الجواد(عليه السلام): (مَنْ زار قبر عمّتي بقمّ فله الجنّة).
- عن سعد عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: (يا سعد، عندكم لنا قبر) قلت له: جعلتُ فداك، قبر فاطمة بنت موسى؟ قال: (نعم، مَنْ زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة).
- قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ لله حرماً وهو مكّة، وإنّ للرسول(صلّى الله عليه وآله) حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين(عليه السلام) حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستُدفن فيه امرأةٌ من أولادي تُسمّى فاطمة، فمَنْ زارها وجبتْ له الجنّة).

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha