۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
حجت الاسلام والمسلمین محمدتقی سبحانی

وكالة الحوزة - صرّح السكرتير العلمي للمؤتمر الدولي «دور الشيعة في نشأة العلوم الإسلامية و تطويرها» قائلا: إنّ التيارات التكفيرية من خلال التغطية على ماضيها و تاريخها الأسود و تشويه سمعة الشيعة تسعى إلى عزل الجاليات الشيعية في مختلف البلدان و القيام بأعمال العنف بهدف القضاء على هذه الجاليات.

وكالة أنباء الحوزة - وأدلى حجة الإسلام و المسلمين الدكتور محمد تقي سبحاني بهذا التصريح أثناء مراسيم إزاحة الستار عن مجموعة أعمال المؤتمر الدولي «دور الشيعة في نشأة العلوم الإسلامية و تطويرها» في قاعة الرسول الأعظم (ص) في مدرسة الإمام الكاظم (عليه السلام) العلمية. و أوضح الدكتور سبحاني خلال هذه المراسيم قائلاً: لطالما جرى التأكيد بشدّة في الكتاب و السنة و أقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على العلم و التعلّم و نشر العلوم. و بيّن المتحدّث بأنّ هذا المؤتمر سلّط الضوء على الجفوة التاريخية الكبيرة التي حصلت بحق تاريخ العلم و العلماء الشيعة و أضاف: الأمر المؤسف هو أنّه حتى حوزاتنا العلمية و المختصّين في هذا الحقل العلمي لا يمتلكون عنه إلّا النزر اليسير من المعلومات.
وبيّن السكرتير العلمي بأنّ المؤتمر حفّز العلماء و المفكّرين على بذل جهود أكبر لسبر هذا الحقل المعرفي المهم (أعني التاريخ العلمي للشيعة) و تابع: تحظى مسألة التعريف بالهوية و السابقة التاريخية للأمم و المذاهب و المدارس الفكرية بأهمية كبرى٬ و أنّ عدوّنا اليوم يستغلّ التخلّف العلمي لجيل الشباب إزاء هويّته و ماضيه التاريخي. و في هذا الصدد قال: يسعى العدو في هذه المعركة أن يفرض على شبابنا الاغتراب الثقافي و الانقطاع عن هويته و نحن نشهد اليوم حجم الآثار السلبية التي يسبّبها هذا الانمساخ الهوياتي. و الحقيقة أنّ مراجعة أفكار الماضين هي إحدى ضرورات تاريخ العلم. فالعديد من الأفكار و العلوم و النظريات على مرّ التاريخ قد نُسيت و أنّ المسار التاريخي المنعرج للعلوم صعوداً و هبوطاً يفرض علينا مراجعة النظريات و الأفكار باستمرار.
ولفت الدكتور سبحاني إلى أنّ هجمة الأعداء تشكل إحدى الأسباب في ضرورة الاهتمام بالمسيرة التاريخية للعلم و قال: في القرنين الثاني و الثالث الهجريين بدأت الأقلام المأجورة و الألسن السليطة بشنّ حملات مسعورة على الفكر الشيعي و الهوية الشيعية.
وتابع حديثه قائلاً: تحاول الجماعات التكفيرية في العصر الحاضر التغطية على هذا الماضي الأسود و تشويه صورة التشيّع بهدف عزل الجاليات الشيعية في مختلف البلدان و القيام بأعمال عنيفة ضدّهم للقضاء عليهم.
وفي جانب آخر من حديثه سلّط الضوء على دور الشيعة في نشأة العلوم الإسلامية و تطويرها فقال: بيّنت الدراسات بأنّ الشيعة أينما حلّوا أبدعوا علوماً و سنناً معرفية و تراثاً حضارياً٬ و إنّ دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على روح السلم و حبّ الثقافة و الحضارة عند الشيعة.
وتابع الدكتور سبحاني: كما بيّنت تلك الدراسات أنّ من خصال الشيعة التعاطي و التواصل مع الجماعات العلمية و المذهبية في المجالات الثقافية و الحضارية و لكن هناك جماعات غير مستعدة للأسف للاعتراف بالقيمة المعرفية و العلمية للشيعة٬ أو الإحالة على منابعهم العلمية. و ربما يكون أحد الأسباب وراء ذلك جهلهم بتراثنا و مكنوناتنا ممّا يؤكّد على ضرورة عقد مثل هذه المؤتمرات.
بعد ذلك أشار الدكتور سبحاني إلى مسيرة انعقاد هذا المؤتمر الدولي فقال: لقد كان لسماحة آية الله العظمى مكارم شيرازي حضور فعال في جميع مراحل المؤتمر و قدّم توجيهات قيّمة و سديدة في هذا المجال.
وقال أيضاً: تشكّلت خلال المؤتمر 15 لجنة علمية٬ 13 منها علمية و اثنتان غير علميتان لمناقشة القضايا الإقليمية و المجالات العامة. و إلى جانب هذه اللجان جرت مناقشات حول آراء المستشرقين في الموضوع. و قد استلمت الأمانة العامة للمؤتمر 2000 مقالة٬ منها 1161 مقالة فارسية٬ حيث تمّ اختيار 444 مقالة صالحة للنشر.
في ختام الحوار قدّم الدكتور سبحاني بعض المقترحات منها تلخيص هذه المقالات و نشر الملخصات في 4 أو 5 مجلدات حيث سيكون لها تأثير جدي في مجال الدراسات الشيعية. و المقترح الثاني هو الاهتمام بالبعد التاريخي و بالدراسات التاريخية للعلوم في مختلف المراكز البحثية في الحوزات العلمية. و كذلك تأسيس فرع علمي بعنوان «علم المسلمين» و آخر بعنوان «تاريخ الثقافة و الحضارة للشيعة». كما لا بدّ من إيجاد منبع مرجعي علمي و منهجي في حقل تاريخ علوم الشيعة بالإضافة إلى إصدار مجلة علمية متخصصة على مستوى عالمي.

ارسال التعليق

You are replying to: .