۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
الزعيمين الحكيمين للعالم الإسلامي

وکالة الحوزة- صرح أحد أقرباء الشهید اللبناني: وكان الشهيد "علي محمد يونس" أحد شهداء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، أوصى دائمًا بالطاعة الكاملة لقوائم الإمام الخامنئي والسيد المقاومة ، ونصح أهله ونسائه بالحفاظ على عفة زينب وحجابها.

أفاد مراسلة وكالة أنباء الحوزة أنّ أحد أقرباء الشهید اللبناني صرح: وكان طلبه من إخوانه المجاهدين إطاعة التكليف  وإطاعة أمر القيادة تحت راية السيد الخامنئي وسماحة السيد حسن نصرالله الذي يعتبره الإنسان والقائد العظيم وهو بركة هذا الخط وهذا النّهج.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: من فضلك، اشرح شخصية الشهيد "علي محمد یونس"  وطريقته في الحياة وأنشطته وسلوكياته الاجتماعية.

الشهيد المجاهد علي محمد يونس، اسمه الجهادي؛ فادي، تاريخ الولادة؛10 تموز1982فی البلدة؛ جبشيت الجنوبية و تاريخ الاستشهاد ؛ 4 نيسان2020 الموافق ١٠ شعبان1441  و مكان الاستشهاد جنوب لبنان.

تربى الشهيد في بيئة ملتزمة دينيا وجهاديا .. كان والدي يجمع إخوتي لقراءة دعاء كميل كل ليلة جمعة ودعاء التوسل كل ليلة اربعاء والمواظبة على قراءة دعاء الافتتاح طيلة أيام الشهر المبارك ، وكان الإلتزام بالصلاة في اول الوقت من الاولويات والحفاظ عليها ، لذا نشأ الشهيد في بيئة دينية عقائدية وجهادية أهّلته للسير في خط الجهاد والمقاومة والتي كان ملتزما بها من بداية عمره فالتحق بدورات المقاومة العسكرية والثقافية معتبراً أنّ هذا الطّريق هو الطريق الصّحيح الذي يوصله الى الله وأهل البيت عليهم السّلام.

لقد كانت علاقة الشّهيد بالعائلة أكثر من مميّزة ، كان حلقة الجمع والوصل وهو محور العائلة وملجأ الجميع عند الشّدائد . لقد كان  الأخ والسّند والرّفيق ، لقد كان بارّاً بوالديه ، كنّا نأنس بالجلوس معه وننتظر قدومه من عمله بفارغ الصّبر ، كما كان نعم الزّوج ونعم الأب لأولاده لقد كان زوجاً محبّاً وأباً عطوفاً، كان يتمتّع بصفات الإنسان المؤمن المجاهد الحقيقي وكلّ من عرفه أو جالسه كان يعرف ذلك.

الحجاب من المقدّسات بالنسبة للشهيد ، وخصوصاً العباءة الزينبية ، فكان دائماً يردّد أنّ العباءة من المسلّمات بالنسبة له، لذا فكان يقول:  *"إبنتي فاطمة  عند بلوغها سن العاشرة إن شاء الله سترتدي العباءة"*، لأنه كان يعتبر العباءة هي الرّداء الذي يحفظ المرأة ويصونها ويحافظ عليها . أمّا بالنسبة لدور المرأة فقد ، فقد كان يعتبر أن المرأة شريكة الجهاد بصبرها وتربيتها لأولادها على هذا الخط وهذا النهج.

لم يكن الشهيد علي يحبّذ نشر الصّور بشكل عام ، ولم يكن ليرضى أن تُنشر صور أخواته وعائلته على مختلف مواقع التّواصل الإجتماعي وكان غيوراً على شرفه من منبع الإلتزام الدّيني.

لقد كان واضحاً تأثر الشهيد بخط أهل البيت عليهم السلام وخط الشهداء والمجاهدين ، ففي مطلع شبابه التحق بالدّورات العسكرية والجهادية بعد أن كان مندوباً للتعبئة التربوية في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، تميّز بذكائه الشّديد في كل ميدان دخله وكان دائماً يسير تحت ظل القائد ويمضي على درب المقاومة.

أمّا علاقة الشهيد بأصدقائه يروي أحدهم أنه كانوا يسمونه " *ملاك المجاهدين*"  لقد كان خلوقاً ومميّزاً ويعمل بصمت فقد كان يأتي لمركز عملهم يمكث عدة ساعات ينجز عمله المطلوب منه دون أن يشعر بوجوده أحد.

الحوزة: اشرح علاقة وممارسة الشهيد "علي محمد" مع آل البيت (ع) والذكريات الباقية منه في هذا الصدد.

لقد كانت علاقة الشهيد علي بأهل البيت (ع) علاقة مميزة فقد كانوا المدد والعون والملجأ بالنسبة للشهيد ولكن علاقته بالسيدة الزهراء (ع) كانت غير عادية فمبجرد سماع اسمها كانت عيناه تدمع ومن شدة تعلقه بها أسمى ابنته  " فاطمة " حبّا وعِشقاً بها.

بعد إستشهاده بفترة وفي ليلة شهادة السّيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) رأته ابنة اختي في منامها فتروي:

"أتيت لزيارة ضريحه..فجأةً أرى الشهيد يجلس بقربي..وقد كان وجهه يشعّ نورًا وثغره باسمًا، فسألته

 أين آثار الإصابات التي كانت في وجهك وجسدك؟! وأثر الرصاصة التي أصابت عينكَ قد تجلى! هل شعرتَ بالألم عندَ إستشهادك؟

فأجابها مبتسمًا: ” لا٬ أمّا بالنسبة لآثار الإصابات فعند استشهادي رأيتُ السيدة فاطمة الزّهراء عليها السلام وقد مسحت بيدها على وجهي ثم زالت الآثار. ..“

وكذلك علاقته بصاحب العصر والزمان (عج) كانت علاقة قوية بحيث كان يواظب على دعاء العهد كل صباح.

أمّا بالنسبة لعبادته فقد كانت هيئة الخشوع واضحة لدى الشهيد سواء كانت بصلاته أو بدعائه فكثيراً ما كان يجهج بالبكاء عند تلاوته للأدعية وبالأخص دعاء كميل الذي كان مواظباً عليه كل ليلة جمعة.

ليس غريباً على من تربّى في مدرسة الولاية أن يكون عاشقاً لسماحة السيد القائد الخامنئي دام ظله ولسماحة السيد المفدى السيد حسن نصرالله حفظه الله فكان يرى فيهما إمتداداً لخط الولاية المحمدية العلوية وهما  قادة المسيرة الولائية المباركة في زمن الغطرسة والظلم والاستبداد وقد أوصى إخوانه المجاهدين في السّير قُدماً في هذا الخط وهذا النهج المبارك الذي هو من أكبر النعم الإلهية  وأنّه مهما بلغت التّضحيات والصّعوبات  يجب متابعة الطريق لأنّ هذا الخط هو امتداد لولاية أهل البيت عليهم السلام وكان طلبه من إخوانه المجاهدين إطاعة التكليف  وإطاعة أمر القيادة تحت راية السيد الخامنئي وسماحة السيد حسن نصرالله الذي يعتبره  الإنسان والقائد العظيم وهو بركة هذا الخط وهذا النّهج.

في الحقيقة هناك الكثيرون ممّن تأثروا بالشهيد علي  بالرغم من عدم معرفتهم الشخصية به. الملامح الملائكية وملامح الطّهر  البادية على وجهه  جعلت الكثير يتأثرون به.

الحوزة: ما هي أهم وصية الشهيد "علي محمد" لأسرته وأصدقائه ورفاقه؟

إنّ الوصية الأساس التي أوصى بها إخوانه المجاهدين هي السّير قُدماً في هذا الخط وهذا النهج المبارك الذي هو من أكبر النعم الإلهية  وأنّه مهما بلغت التّضحيات والصّعوبات  يجب متابعة الطريق لأنّ هذا الخط هو امتداد لولاية أهل البيت (ع) وكان طلبه من إخوانه المجاهدين إطاعة التكليف  وإطاعة أمر القيادة تحت راية السيد الخامنئي وسماحة السيد حسن نصرالله الذي يعتبره الإنسان والقائد العظيم وهو بركة هذا الخط وهذا النّهج.

كما أنّ وصية الشهيد كان لها الاثر البالغ في نفوس الكثير ممن سمعوا الوصية .فعند الإستماع الى وصيته شعروا بروحية وإخلاص الشهيد ومنهم من قصد وأتى لزيارة ضريحه.

كما أنّ عشق الشهيد لأهل البيت "ع"، علاقته بالامام الحسين "ع" والسيدة الزهراء"ع"،شكّل دافعاً قوياً لتأثر الآخرين به.

الحوزة: أرجو أن تتحدثوا عن استشهاد "علي محمد" ومعاملتكم له؟

قبل يومين من الإستشهاد اتّصل بي على غير عادة وعلمت لاحقاً أنّه اتّصل بالجمیع كافةً وكأنه كان على علمٍ بأنّه سيغادرنا ويرحل عن هذه الدّنيا وأنّه آخر صوت قد لامس أذننا ،فقد اتصل ليطمئن وكان الإتّصال الأخير.

غروب يوم السبت ٤ نيسان ٢٠٢٠ ... جاء خبر الاستشهاد والذي لم يكن كأي خبر شهيد.

طبيعة عمل الشهيد الأمني والمحاط بسرية وكتمان شديد ولم يكن أحد ليعرف تحركاته أو حتى ماهية عمله جعل خبر الاستشهاد مفاجئ من ناحية الزّمان والمكان  لأن الجميع يجهل طبيعة عمله.

الحوزة: كيف كان رد فعل والدة الشهيد عندما تلقت خبر استشهاده؟

إرادة الله أنزلت الصبر ورباطة الجأش على العائلة ولا سيما الوالدة الصابرة والتي عندما تلقت الخبر حمدت الله وذهبت الى محراب صلاتها لتصلي وتسبح وتستغفر ولم يغمض لها جفن طوال ذلك الليل بل بقيت تصلى وتسبح وتقرأ القرآن حتى أنها لم تترك صلاة ليلِها، بل توجّهت بكل ما أوتيت من عزيمة وصبرٍ وقوة وتوجهت إلى ربّها متأسّيةً بمولاتها  زينب"ع" وصلّت ليلَها بقلبٍ دامع حزنا على فراق الأعز على قلبها صابرة محتسبة وكانت بحق أجمل الأمّهات.

الحوزة: ماذا كانت تنبؤات الشهيد عن استشهادهم بالنسبة لأصدقائهم وعائلاتهم، وهل تحدثوا عنها بشكل مباشر؟   

يروي أحد أصدقاء الشّهيد عندما زار روضته أنّه كان برفقة الشّهيد لعدّة سنوات لزيارة أربعين الإمام الحسين ع وكما في كلّ عام تبدأ الزيارة بمقام أمير المؤمنين (ع)في النّجف لتنتهي عند مقام سيد الشهداء (ع)سيراً على الأقدام. يقول هذا الأخ أنّ الشّهيد كان عندما يصل إلى كربلاء عند أعتاب المقام يتوجّه نحو القبّة الشّريفة ليخاطب سيّد الشّهداء ويزوره بكلمات من القلب وكان يردّد دائما بعد كل زيارة *" ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتكم "* وكأنّه يخاطب الإمام أن وفّقني لزيارتك كلّ عام.

حدث في الزّيارة الأخيرة في أربعين الإمام الحسين (ع)العام الذي سبق شهادة أخي أنّ الشّهيد عندما وصل إلى كربلاء حدّق بالقبّة الشّريفة كثيراً وقال *" اللهم هذا آخر العهد منّي لزيارتك.

يقول صديق الشّهيد أنّه لم يلتفت كثيراً إلى ما قاله الشّهيد ولم يدرك ما قال إلا حينما نال الشّهادة.

كما تشاركت شقيقة الشهيد ذكرى قبل استشهادها ببضعة أشهر، عندما ذهبت مع الإمام علي لزيارة الأربعين الإمام الحسين (ع)، وبعد إتمام الزیارة إلى مرقد أمير المؤمنين (ع) ، قال علي  لي أن هذا الزیارة كان غير الزیارة من العام السابق ؛ لأنني تلقيت بشرى من أمير المؤمنين.

قالت أخت الشهيد: كنت أفكر في نفسي وعلى طول الطريق التي كنت أسألها، لعل هذه بشرى الاستشهاد، لأن أمنية كل مجاهد وكل من يسير على هذا الطريق هي الاستشهاد.

تحدثنا عن الاستشهاد على طول الطريق ، فقال لي: في المرة القادمة ستأتي إلى الزیارة الأربعين فقط وتحضر صورتي معك و انا لم اعد معك، لكنني لم أتوقع أن تكون هذه آخر رحلة الزیارة له في هذا العالم.

ولدى عودته إلى لبنان جمع الشهيد كل الثياب التي كان يرتديها كل عام أثناء زیارة الأربعين و وضعها في كيس وأمر بدفنه معه بعد استشهاده وقد وصل حبيبه.

الحوزة: إذا كان لديك ذكريات عن الشهيد "علي محمد"  فيما يتعلق بأسرته وكيف عامل الشهيد والدته، فيرجى توضيح ذلك.

حدث ذات يوم بعد تطهير منطقة السيدة زينب"ع" من رجس التكفيريين وبعد ان اصبحت المنطقة آمنة بفضل تضحيات المجاهدين ودماء الشهداء،  توجهت أمّ الشهيد  لزيارة السّيدة زينب(ع)، وكان قلبها قد مُلئ شوقًا لرؤية  علي(الشهيد) بعد غيابِه عنها. توجهت نحو الشّام لتواسي أمّ المصائب "زينب"، وما إن وصلت أعتاب المقام حتّى شعّ نورُ وجه علي أمامها الذي بدا وكأنّه البدر الطالع.

يا لها من صدفةٍ ...هناك كان اللّقاء المفاجئ.. في ساح الجهاد لقاءٌ بين الأمّ المشتاقة وولدها المجاهد والمدافع عن مقام مولاته زينب"ع" تقدّمت نحوه بخطواتٍ ملؤها الشوق والحنين، وقبّلته في جبهته قبلةً تحاكي فخرها واعتزازها بفلذة كبدها المدافع والمحامي عن إبنة الزهراء زينب"ع". كانت الجموع المشاهدة جميعها تبكي لتلك الّلحظة، لحظة الّلقاء دون موعد عند أعتابِ الحبيبة. لحظة كانت كفيلة أن تطفئ نار الشّوق.

اجریة الحوار: وجیهة السادات الحسیني 

ارسال التعليق

You are replying to: .