وكالة أنباء الحوزة - تعدّ مسألة التكليف أو الوظيفة من العناوين المهمة التي أشار إليها الإمام الخامنئي في درس عاشوراء. يقسم الإمام القائد التكليف والوظيفة إلى أمرين، تكليف رئيسي من الدرجة الأولى وتكليف ووظيفة من الدرجة الثانية. على أساس هذا التقسيم، مطلوب من المكلف أن يحدد هذان القسمان يعني أن يعرف أي تكليف هو من الدرجة الأولى ويُعتبر رئيسيا وأيها يُعتبر ثانوياً أو من الدرجة الثانية وذلك لأنه في عاشوراء الإمام الحسين (ع) بحسب ما يقوله القائد قد شخّص، وفي فصل حساس جدا من تاريخ الإسلام، الوظيفة الأساس من بين الوظائف المتنوعة. إذن هناك واجبات متعددة وتكاليف مختلفة، والأساس في التكليف هو أن نحدّد التكليف الأوّل، أي التكليف رقم واحد. يعتبر الإمام الخامنئي أنّ تشخيص هذا التكليف من بين التكاليف الأخرى هو الأساس في عدم وصول المجتمع الإسلامي إلى الإنحراف، وكذلك يعتبر أن الكثير من الإنحرافات التي حدثت في المجتمع الإسلامي قد نشأت من خطأ قد صدر من قبل بعض الأفراد على مستوى الأمة في تحديد ما هو التكليف الأول. على أساس هذه الرؤية وعلى أساس كون هذا العنوان مهما نستطيع أن نشير إلى النقاط الرئيسية في عنوان التكليف.
النقطة الأولى هو التسليم. قوام التكليف هو التسليم أمام التكليف. يقول الإمام القائد أن كل أحداث عاشوراء أي جميع الأقوال والتصرفات والحركات نجد فيها مشهداً واحداً وهو التسليم أمام الله يعني التسليم قبال التكليف. الشاهد الذي يأتي به الإمام القائد أنّه عندما قيل للإمام الحسين (ع) إن تذهب وتقوم بهذه الثورة فمن الممكن أن تُقتل فقد كان الجواب من الإمام: إني سمعت رسول الله (ص) يقول إنه من رأى منكم سلطانا جائرا يعمل كذا وكذا فعليكم المواجهة والوقوف. إذن العنصر الأول في التكليف هو التسليم. العنصر الثاني الذي يشير إليه الإمام القائد (حفظه الله) هو ضرورة بيان هذا التكليف للناس. لذلك الإمام الحسين (ع) جاهر للناس علناً أنه خرج لطلب الإصلاح في أمة جدة. هو حدد هذا التكليف، بيّنه للناس وكشف عن معالمه بشكل واضح لكل الناس. تبليغ الأحكام الإلهية للناس وبيان هذه الأحكام واجب ولكن عندما وصل الحد إلى ضرورة التكليف في القيام بالثورة قام الإمام ببيان هذا الخيار بشكل واضح وعلني أمام الناس. هذا كان العنصر الثاني. العنصر الثالث هو أن بعض التكاليف ومنها التكليف الذي يقوم به الإنسان تجاه الثورة يكون مطلق، أي لا قيود ولا شروط فيه. هل هناك ثورة وصلت إلى هذا الحد الذي وصل إليه الإمام الحسين (ع)؟ يذكر الإمام الخامنئي (حفظه الله) مجموعة من المشاهد في كربلاء منها علي الأصغر الذي شارف على الموت من شدة العطش. هل قال الإمام الحسين إن هذا التكليف سقط عني لأن الأمور وصلت إلى هذا الحد؟ أو عندما رأى الإمام الحسين مجموعة من نساء النبي (ص) سيَقَعن في الأسر هل وقف الإمام الحسين (ع)؟ هل قال ما دمت قد وصلت إلى هذا الحد فقد سقط عني التكليف؟ كلا ليس كذلك. تكليف الإمام ثورة غير محدودة وغير مشروطة وعلينا أن نلتفت إلى أن بعض التكاليف تكون كذلك. العنصر الرابع هو أن الخواص إذا قصروا انقلبت النتيجة وإذا عملوا انعكست النتيجة. يقول الإمام الخامنئي بعبارة واضحة وصريحة أنه عندما تحرّك الإمام الحسين (ع) كان بإمكان مجموعة من خلال التحاقها به أن تحول تلك النهضة إلى ثورة بناءة ولا إلى نهضة إنتهت بالقتل فالنتيجة اختلفت لأن الخواص خذلوا الإمام الحسين (ع).
العنصر الخامس والأخير هو اللحظة أي الاستفادة من اللحظات أو ما يعبر عنه الإمام القائد بتكليف اللحظة. إذا أخرت أداء التكليف قد لا يكون هناك وقت آخر تستطيع أن تقوم به، في التكليف عليك المبادرة. هذا هو الفرق بين شهداء كربلاء وبين التوابين كما يقول الإمام الخامنئي (حفظه الله) شهداء كربلاء استشهدوا وكذلك التوابون استشهدوا والفاصلة الزمنية لم تكن كبيرة جداً، ولكن الفرق أن شهداء كربلاء استشهدوا في اللحظة التي كان التكليف فيها يَفترض أن تكون الشهادة فكانون كذلك. التكليف إذن هو العنوان الأول والأساس الذي نتحدث عنه في حركة الإمام الحسين (ع) في عاشوراء وهذه العناصر التي ذكرناها يعني التسليم أمام التكليف وبيان هذا التكليف للناس، والتكليف غير المشروط علينا، أي أن نلتزم به، ولابدّ أن نلتفت إلى تقصير الخواص وألا نأخر العمل بالتكليف ولو لحظة واحدة. هذه العناصر التي تعد قوام التكليف هي درس من دروس عاشوراء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رمز الخبر: 363773
١ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٧:١٣
- الطباعة
وكالة الحوزة - ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي كلمة لسماحة السيّد عليّ الموسوي يتحدّث فيها حول جوانب وتجلّيات الالتزام بالتّكليف في حادثة عاشوراء على ضوء خطابات الإمام السيد علي الخامنئي.