۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
وقفة مع ذكرى شهادة باب المراد الإمام الجواد عليه السلام

وكالة الحوزة - يستذكر محبّو وأتباع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) في مثل هذه الأيّام أواخر شهر ذي القعدة، مناسبةً أليمة وفاجعةً عظيمة ألا وهي ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد(عليه السلام) وذلك في العام (220هـ).

وكالة أنباء الحوزة - الإمام محمد بن علي الجواد(عليه السلام) هو التاسع من أئمّة أهل البيت الذين أوصى إليهم رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله) -بأمرٍ من الله تعالى- تولّي مهام الإمامة والقيادة من بعده، بعد أن نصّ القرآنُ على عصمتهم وتواترت السنّةُ الشريفة بذلك.
وتشيرُ الروايات أنّ المعتصم العبّاسي قد حاول مرّاتٍ عديدة اغتيال الإمام الجواد(عليه السلام)، واختار في خاتمة محاولاته الخبيثة من أجل النيل من القمر التاسع من أئمّة الهدى(عليهم السلام) أُمّ الفضل لتنفيذ جريمته.
فحاول جعفر بن المأمون أن يتّصل بأخته (أمّ الفضل) زوجة الإمام الجواد(عليه السلام)، وكانت أمّ الفضل منحرفةً في سلوكها، وقد عرفَ جعفرُ غيرتها من زوجة الإمام الأخرى (أمّ الإمام الهادي)، فأخَذَ يبثّ إليها سمومه وكلماته وشرح لها الخطّة في القضاء على أبي جعفر فوافقت، فأعطاها جعفرُ بأمرٍ من المعتصم سمّاً فتّاكاً جعلته له في الطعام، ويُقال إنّها وضعته في العنب الرازقي الذي كان الإمام يحبّه، فلمّا أكلَ منه الإمام أحسّ بالآلام والأوجاع حتّى صار يتقيّأ دماً عبيطاً، فرمى بنفسه على الفراش وأخذ يتقلّب ذات اليمين وذات الشمال حتّى رمى كبدَه قطعةً قطعة.
وكان استشهاده (عليه السَّلَام) فاجعة أليمة وحزنًا كبيرًا لا يوصف جرى على الأمة الإسلامية، فقد انطوت بفقده صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية، وكان هذا في سنة 220 هجرية في بغداد إبَّان أوائل حكم المعتصم العبَّاسيّ (لعنه الله)
بعد شهادته (عليه السَّلَام) تمَّ تجهيز جَسَده الطَّاهِر (عليه السَّلَام) كالتغسِيل والتَّكفين، وقام شيعته ومحبيه بتشييعه وحمله (عليه السَّلَام) إلى مقابر قريش، وقد احتفت به الجماهير الحاشدة، فكان يوماً لم تشهد بغداد مثله؛ إذ ازدحمت عشرات الآلاف في مواكب حزينة وهي تردد فضل الإمام وتندبه، وتذكر الخسارة العظمى التي مني بها المسلمون في فقدهم للإمام الجواد (عليه السَّلام)، وحُفِر للجَسَد الطَّاهِر قبرًا ملاصقًا لمرقد جدِّه العظيم الإمام موسى بن جعفر (عليهما السَّلام) في شمال بغداد بمنطقة كانت تسمى مقابر قريش، وتسمى مدينة الكاظمية حاليًّا.
وهكذا خُتمت صفحةٌ بيضاء وأفلَ نجمٌ من نجوم أهل البيت(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، فالسلامُ عليه يوم وُلد طاهراً نقيّاً، ويوم استُشهد صابراً محتسباً، ويوم يُبعث حيّاً شاهداً وشهيداً على الأمّة.

ارسال التعليق

You are replying to: .