۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
شهید سید عباس موسوی

وکالة الحوزة - صرحت السیدة بتول الموسوي: كان والدي الشهيد السيد عباس ويعشق المجاهدين ويشتاق للشهداء يخدم الناس ويبلسم الجراح. عاش لله وحمل مسؤولية الأمة، وكان يؤمن بأن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر العدو الصهيوني، وعشق الشهادة والشهداء..

أفادت مراسلة وكالة الانباء الحوزة أنّ بنت الامين العام السابق لحزب الله السیدة بتول الموسوي صرحت: ومن أولى اهتمامات السيد الوالد الشهيد بعد عودته القسرية من النجف إلى لبنان عمد إلى تأسيس حوزة دينية متواضعة بإسم الإمام المنتظر "عج" في مدينة بعلبك، وكان لعدد من العلماء والمراجع الفضل في دعمها والتي كان لها فيما بعد دور كبير للتبليغ ولتعليم العلوم الدينية وشكّلت نقطة انطلاق كبيرة في مسيرة العلم والجهاد كما فتحت هذه الحوزة بابها للحرس الثوري الذي أحدث أيضا انقلابا كبيرا في مواجهة الكيان الصهيوني.    

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: من فضلك اوضحي خصائص والديكم الشهداء( الشهید سید عباس موسوي و ام یاسر) وأنشطتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية.

بسم الله الرحمن الرحيم (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) أفتتح حديثي وباختصار للإجابة على أسئلتكم أختي العزيزة عن والداي الشهيدين سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد عباس الموسوي ووالدتي الشهيدة السيدة أم ياسر "رض"

أقول والدي الشهيد السيد عباس "رض" جمع في شخصيته العلم والتقوى والصبر والشجاعة والجهاد صاحب الروح المحمدية العلوية النورانية الذي تميّز بحبه للناس والتواضع لهم بلا تكلّف، ولقد وعى والدي هموم وآلام أمته يحب المساكين ويأنس بالفقراء ويعشق المجاهدين ويشتاق للشهداء يخدم الناس ويبلسم الجراح عاش لله وحمل مسؤولية الأمة، وكان يؤمن بأن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر العدو الصهيوني عشق الشهادة والشهداء، وكان مُلِحّاً في الدعاء لنيل الشهادة، وسعى لتحقيق أهدافه بإخلاص وتفاني، ووفى بعهده مع الله فكان مجاهداً في كل ساحات المواجهة :

السياسية والعسكرية والثقافية والإجتماعية لم يهدأ ليلا ولا نهارا كان أمّةً في رجل. أما والدتي الشهيدة السيدة أم ياسر صاحبة الروح الفاطمية الزينبية الطاهرة تلميذة الوالد العزيز وتلميذة شهيدتنا العلوية السيدة بنت الهدى رض. فكما كان والدي نموذجا علمائيا متميزا كذلك كانت الشهيدة الوالدة نموذجا للمرأة العالمة المجاهدة الصابرة العاملة لخدمة الإسلام ولنصرة المقاومة لا مكان للراحة في حياة والداي الشهيدين ترجما العلم بالعمل وكانا مستعدان لتقديم كل شيء في سبيل الله بذل الروح والمال والولد وكل الوقت والجهد في سبيل هذه المسيرة وحفظ المقاومة، فجاهد كل منهما لتحقيق أهدافهما على كل المستويات الفردية والإجتماعية والجهادية؛ للوصول إلى مبتغاهم ونيل رضا محبوبهما الأوحد.

الحوزه : ما هو اهم اهتمامات الشهید الموسوي بعد عودته الی لبنان؟

ومن أولى اهتمامات السيد الوالد الشهيد بعد عودته القسرية من النجف إلى لبنان عمد إلى تأسيس حوزة دينية متواضعة بإسم الإمام المنتظر "عج" في مدينة بعلبك، وكان لعدد من العلماء والمراجع الفضل في دعمها والتي كان لها فيما بعد دور كبير للتبليغ ولتعليم العلوم الدينية، وشكّلت نقطة انطلاق كبيرة في مسيرة العلم والجهاد كما فتحت هذه الحوزة بابها للحرس الثوري الذي أحدث أيضا انقلابا كبيرا في مواجهة الكيان الصهيوني.

وإيمانا من الوالد بأهمية دور المرأة وقدراتها قام بتأسيس حوزة السيدة الزهراء"ع" الخاصة بالأخوات وكانت والدتي الشهيدة أم ياسر ورفيقة العلم السيدة أم زهراء تشرفان عليها، وكانت كذلك رفيقتا التبليغ والإرشاد في الحوزة، وهكذا بدأت والدتي وأم زهراء بإقامة الندوات والدروس في الحسينيات والبيوت أيضا، فكانت النساء والفتيات يُقْبِلْنَ بلهفة وشوق والهدف من إنشاء الحوزتين نشر الإسلام وتعاليمه وما زالت الحوزتان مستمرّتان في مسيرة التبليغ والعطاء، وكانت تميّزت إدارة السيد الوالد الشهيد لهذه الحوزة بالإهتمام بالأجواء الروحية والأبعاد الأخلاقية وبمتابعة أوضاع الطلاّب العلمية والوقوف إلى جانبهم وقد نجح والدي رض في بناء علاقات متينة للحوزة العلمية مع الناس، وقد خرّجت الحوزة نخبة من العلماء والعالمات المجاهدين والمجاهدات؛ وهي إلى الآن تخرّج العشرات من الذين كان وما زال لهم الدور الأكبر في صناعة أرضية صلبة للمقاومة وبيئة حاضنة للمقاومة، وتوسّعت فيما بعد مجالات التبليغ لتعمّ أغلب  البلدات اللبنانية الشيعية وبعض المدن.

الحوزه: رجاء اوضحي تعارفكم بشهيد المقاومة الشهيد الفريق سليماني في لقاءاتكم معه وخصائص هذا الشهيد العظيم.

أما بالنسبة لعلاقتي وعلاقة  إخوتي بسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحج قاسم سليماني "رض" هي علاقة الحج الشهيد بأبناء الشهداء، بحيث جمعتنا به لقاءات معدودة وقليلة، كَمًا ولكنها غنيّة بمضامينها وكبيرة بمنفعتها علينا روحيا ومعنويا، بحيث جعلتنا نتعرف على بعض جوانب هذه الشخصية العظيمة عن قرب ونستفيد من حديثه، ونتعرف على بعض صفاته التي تميّز بها.

والتي جعلتني أعود بالذاكرة إلى بعض صفات والدي التي يتشابه كل من الشهيدين بحملها كما تشابها بطريقة الإستشهاد إن كان من حبهما وعشقهما للشهادة والشهداء أو من تواضعهما ومحبتهما للناس وبالأخص لعوائل الشهداء والمجاهدين واهتمامهما بهم أسرتني شخصية الحج الشهيد لشدة إهتمامه وقربه وأسلوبه بالتعامل معنا، و شعرت  بأُبُوّته لأبناء الشهداء حقيقة.ً

وبصراحة الكلام ليس كالواقع. كنت أدعو له دائما بالحفظ وطول العمر خوفاً من أن يصيبه أي مكروه لمعرفتي بطبيعة جهاده. من أول لقاء لي مع الحج في طهران مع بعض الأخوة والأخوات علمت منه انتظاره لنيل الشهادة بفارغ الصبر واشتياقه إليها  من اللحظة التي أهداني فيها سبحته وطلب مني أن تُدْفَن معه في ضريحه عند استشهاده وحين دفنه.

 حديث الحج الشهيد مؤنس للنفس؛ لأنه دائما يذكرك بالمجاهدين يذكرك بالله ومجرد النظر في وجهه تشعر أنك مع إنسان ملكوتي نوراني ليس من أهل الدنيا بل من أهل الله والآخرة روحه متعلقة بالله صاحب روح مطمئنة يحمل بقلبه الرحمة والعطف والمحبة. أحمدالله عز وجل أن جمعني أنا وإخوتي وزوجي وأولادي مع هذا الإنسان الإلهي والذي سبب لنا بالكثير من الخير والبركة والفضل من الله، وأعتبرها رحمة من الرحمات الإلهية ومن بركة دماء والداي وأخي الشهداء رحمة الله عليهم جميعا.

رحم الله الشهيد سليماني، ورحم الله والداي وأخي، ورفع الله من درجاتهم مع الأولياء والصدّيقين والشهداء. فسلام الله عليهم، وجعلنا من المتمسكين بنهجهم والسائرين على خطاهم والناشرين لفكرهم وأهدافهم.

اجریت الحوار: وجیهة السادات الحسیني

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .