۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
ذكرى تهديم أركان الهدى وانفصام العروة الوثقى

وكالة الحوزة - توافق ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، الذكرى الأليمة لفقد وصيّ الرسول والإمام العادل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام)، إذ جُرِح في فجرها على يد أشقى الأوّلين والآخرين ابن ملجم المرادي.

وكالة أنباء الحوزة - حيث امتدّت في فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام (40هـ)، يَدُ اللئيم ابن ملجم على الإمام علي(عليه السلام)، إذْ ضَربَهُ بسَيفِه المسموم وهو يصلّي في مسجد الكوفة.
تشير الروايات إلى أنّ الإمام أمير المؤمنين لمّا أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضُرِب فيها، خرج إلى صحن الدار فاستقبلته الإوزّ فصِحْن في وجهه فجعلوا يطردوهنّ، فقال: دعوهنّ فإنّهنّ صوايح تتبعها نوايح...
وعن الشريف الرضيّ (رحمه الله) قال: سهر علي(عليه السلام) في الليلة التي ضُرب في صبيحتها، فقال: إنّي مقتولٌ لو قد أصبحت، فجاء مؤذّنه بالصلاة فمشى قليلاً، فقالت ابنته زينب: يا أمير المؤمنين مر جعدة يصلّي بالناس، فقال: لا مفرّ من الأجل ثمّ خرج.
وفي حديثٍ آخر قال: جعل (عليه السلام) يعاود مضجعه فلا ينام، ثمّ يعاود النظر في السماء، ويقول: والله ما كَذِبتُ ولا كُذِّبتُ، وإنّها اللّيلة التي وُعدت، فلمّا طلع الفجر شدّ إزاره وهو يقول:
أشددْ حيازيمك للموتِ فإنّ الموت لاقيكا
ولا تـجـزعْ مـن المـوتِ إذا حــلّ بواديكا
وخرج الإمامُ (صلوات الله وسلامه عليه) ليصلّي بالناس، فبينما هو ساجدٌ في محرابه ضربه اللعينُ ابنُ ملجم على رأسه بسيفٍ مسموم، فصاح الإمام (صلوات الله وسلامه عليه): فزتُ وربّ الكعبة.
نعم فقد فاز الإمام أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بالشهادة، إذ أنّه قُتل في سبيلِ الله وفي بيت الله وفي شهر الله، على يد ألعن خلقِ الله.
وأحاط الناسُ بأمير المؤمنين(عليه السلام) وهو في محرابه يشدّ الضربة ويأخذ التراب ويضعه عليها، ثمّ تلا قوله تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ)، ثمّ قال (عليه السلام): جاء أمرُ الله وصدَقَ رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله).
وذكرت النصوص أنّ الملائكة ضجّت حينها بالبكاء وهبّت ريحٌ عاصفةٌ سوداء واصطفقت أبواب المسجد، ونادى سيّد الملائكة جبرائيل في تلك اللحظات بين الأرض والسماء:
((تهدّمتْ والله أركانُ الهدى، وانطمستْ والله نجومُ السماء وأعلامُ التقى، وانفصمتْ والله العروةُ الوثقى، قُتِل ابنُ عمّ المصطفى، قُتِل الوصيُّ المجتبى، قُتِل عليُّ المرتضى، قُتِل سيّدُ الأوصياء، قتَلَه أشقى الأشقياء)).
فلمّا سمع الناسُ الضجّة ثار إليه كلّ مَنْ كان في المسجد، وصاروا يدورون ولا يدرون أين يذهبون من شدّة الصدمة والدهشة، ثمّ أحاطوا بأمير المؤمنين(عليه السلام) وهو يشدّ رأسه بمئزره، والدمُ يجري على وجهه ولحيته الشريفة وقد خُضبت بدمائه، وهو يقول: هذا ما وعد اللهُ ورسولُه وصدق اللهُ ورسولُه.
ثمّ حملوا أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى الدار، وكانت زينب وأمّ كلثوم وباقي العلويّات واقفاتٍ عند باب الدار ينتظرنه. فلمّا رأينه بهذه الحالة بكين وقلن صائحات: وا أبتاه، وا مصيبتاه.
فبقي الإمام علي(عليه السلام) يعاني من ضربة المُجرم الأثيم ابن ملجم ثلاثة أيّام، عَهد خلالها بالإمامة إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام).
وطوال تلك الأيّام الثلاثة، كان الإمام (عليه السلام) يلهَجُ بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، فالسلام على عليٍّ أمير المؤمنين يوم وُلد في بيت الله، وجاهَدَ بدمه في سبيل الله، ويوم استُشهِد في بيت الله، ويوم يُبعثُ حيّاً بإذن الله..

ارسال التعليق

You are replying to: .