۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
داود شهاب عضو ارشد جنبش جهاد اسلامی فلسطین

وكالة الحوزة - أکد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين "داود شهاب": الثورة في إيران تحولت إلى سلوك ونهج في شتى مجالات الحياة ، وهذا جعل منها نموذجا لكثير من الشعوب التي تستلهم التجربة الإيرانية في الجمع بين مبادئ وقيم الثورة وأسس بناء الدولة.

وكالة أنباء الحوزة - قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين "داود شهاب" خلال مقابلة مع مراسلنا: الثورة في ايران كانت حاسمة في موقفها من القوى المعادية للأمة، كما ذكرت القوى الدولية المستكبرة لا تريد مناخات من الحرية والعدالة والديمقراطية تسود في بلادنا، هي مرتاحة تماما مع وجود أنظمة الاستبداد التي تتيح لها الفرص لفرض الهيمنة والتوسع ونهب الثروات، الثورة في إيران حسمت أمرها مبكرا وحددت قواعد تضبط علاقاتها مع تلك الدول ما جعلها لا تجد المساحة الكافية لتحريك الثورات المضادة، على عكس ثورات ما سمي بالصحوة الإسلامية التي تراجعت كثيرا بسبب تعاظم قوة وتأثير الثورات المضادة .

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: كيف تقيم مسار الثورة الإسلامية في ايران منذ أكثر من أربعين سنة حتى الآن من جهة الشعارات والقضايا وتحقيقها والإنجازات لها؟
منذ انتصار ثورة الشعب الإيراني المسلم وإعلان الجمهورية الاسلامية، تعرضت إيران لحرب ضروس من قبل القوى الدولية المستكبرة التي لا تريد للشعوب الاسلامية أن تعيش مناخات الحرية والديمقراطية بل تريدها فريسة لانظمة الاستبداد التي تهيئ الفرصة للقوى الظالمة والمستكبرة للهيمنة على عالمنا ونهب ثرواته .
قلت إذاً إن الجمهورية الاسلامية تعرضت لحرب إجرامية ضروس اتخذت أشكالا متعددة من العدوان والحرب العسكرية التي أرادوا تدمير مقدرات الدولة واستنزاف قدراتها في الحروب، أو الحرب الاقتصادية والحصار والعقوبات التي كان الهدف منها تدمير الاقتصاد الإيراني والقضاء على مقومات قيام النهضة الصناعية والتكنولوجية، وأيضا قامت الدول المستكبرة وحلفاؤها في الإقليم بحملات تشهير وتشويه ضد إيران مستخدمين في ذلك اشهار سيف الفتنة والصراعات المذهبية، كما تم ملاحقة رموز الثورة والدولة في إيران بسبب مواقفهم المنحازة لقضايا الأمة وللشعوب المستضعفة والفقيرة .
رغم ذلك كله، كانت الثورة وفية لشعاراتها ومبادئها، فلقد حملت الثورة رسالة حضارية و رفعت قيم الحرية والعدالة، وأولت التطور العلمي اهتماما واسعا، وقدمت إيران نموذجا في دعم وإسناد القضية الفلسطينية منذ انتصار ثورتها الاسلامية وحتى يومنا هذا .
ما سبق لم تكن شعارات تكتب على اللافتات بل وجدت طريقها نحو التطبيق العملي والشواهد على ذلك حية ومتعددة. لقد زرت إيران ورأيت مستوى التطور الهائل في البنى التحتية وشبكة المواصلات والعمران الواسع والصناعة وعجلة الانتاج والزراعة، والمساواة ورأيت التنوع الثقافي وازدهار الفنون والأدب والرياضة، الثورة استطاعت أن تستقطب الشباب واهتماماتهم وتوظف طاقاتهم ونجحت في خلق بيئة جاذبة لكل المكونات وأرست دعائم الدولة القوية .
الحوزة: ما هو رأيكم عن التداعيات وتاثيرات الثورة في ايران على المنطقة والعالم الإسلامي واستلهام الشعوب منها وتشكيل الجبهة المقاومة في الظروف الحالية؟
الثورة في إيران لم تكن حدثا عابرا في التاريخ الإيراني المعاصر، لقد تحولت إلى سلوك ونهج في شتى مجالات الحياة، وهذا جعل منها نموذجا لكثير من الشعوب التي تستلهم التجربة الإيرانية في الجمع بين مبادئ وقيم الثورة وأسس بناء الدولة، ايضا الصمود الإيراني في ظل هيمنة قوى الاستكبار العالمي التي حاربت إيران، وكيف سارت إيران منذ انتصار الثورة وحتى اليوم وسط الحصار والتضييق والتحديات القاسية، واستطاعت أن تسجل إنجازات وانتصارات مهمة في عديد من الميادين .
إيران لم تترك المبادئ ولم تساوم على قيمها ولم تقايض أو تتنازل، بل استطاعت بناء تحالفات مع قوى التحرر وهذا أكسبها قوة وحضورا واسعا. التجربة التي استلمهمتها الشعوب أنتجت جبهة مقاومة تتقاطع في أهداف مشتركة وتلتقي في مواجهة قوى الشر العالمي، وإيران تقف بما تملك من إمكانات على رأس جبهة مقاومة الهيمنة الصهيو أمريكية .

الحوزة: كيف ترى دور القيادة في تحريك و تحقيق الثورة الإسلامية مقارنة بالثورات الأخيرة (الصحوة الإسلامية) في العالم الإسلامي؟
الثورة في ايران كانت حاسمة في موقفها من القوى المعادية للأمة، كما ذكرت القوى الدولية المستكبرة لا تريد مناخات من الحرية والعدالة والديمقراطية تسود في بلادنا، هي مرتاحة تماما مع وجود أنظمة الاستبداد التي تتيح لها الفرص لفرض الهيمنة والتوسع ونهب الثروات، الثورة في إيران حسمت أمرها مبكرا وحددت قواعد تضبط علاقاتها مع تلك الدول ما جعلها لا تجد المساحة الكافية لتحريك الثورات المضادة، على عكس ثورات ما سمي بالصحوة الإسلامية التي تراجعت كثيرا بسبب تعاظم قوة وتأثير الثورات المضادة .

الحوزة: كيف يمكن إحباط المخططات الأعداء خاصة أمريكا والصهاينة ضد محور المقاومة؟ و كيف ترى مستقبل المقاومة والعالم الإسلامي؟
التجارب والتحديات الكبيرة التي مرت تجيب على هذا التساؤل، لقد مارست أمريكا والكيان الصهيوني أشكالا متعددة من الحروب والمؤامرات .. ماذا كان مصيرها؟ الانكسار والتراجع .. الذي قابله صمود واتساع لقوة جبهة المقاومة .
إذا يمكن احباط هذه المؤامرات، صحيح أن النصر الحاسم في هذه المواجهة لم يتحقق بعد وهذا له أسبابه الكثيرة، لكن نحن نعلم أن الصراعات اليوم لا تحسم بالضربة القاضية، بل تحسم بتراكم عوامل القوة والصمود والوحدة والثبات .
نحن واثقون من أن المستقبل سيكون لصالحنا ولصالح شعوب ودوّل المنطقة، هذه الشعوب باقية ولن تفنى والاستعمار والاستبداد إلى زوال بإذن الله.

ارسال التعليق

You are replying to: .