۳۰ فروردین ۱۴۰۳ |۹ شوال ۱۴۴۵ | Apr 18, 2024
الإمام جعفر بن محمد (عليهما السلام)

وكالة الحوزة - في السابع عشر من ربيع الأوّل ووسط مظاهر البهجة والسرور والاحتفاء بذكرى مولد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وُلد حفيدُ النور الثامن والإِمام السادس أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق الأمين(سلام الله عليه)، ينبوع العلم ومعدن الحكمة واليقين، وكانت ولادته (عليه السلام) في المدينة يوم الاثنين من عام 83هـ.

وكالة أنباء الحوزة - اسمه الكريم جعفر، وكنيته أبو عبد اللّه، ومن ألقابه: الصابر والفاضل والطاهر والصادق والأخير أشهرُها.
والدته السيدة الجليلة المكرّمة فاطمة، المكنّاة بـ(أم فروة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، التي قال الإمام الصادق(عليه السلام) في حقّها: (كانت أمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت واللهُ يحبّ المحسنين).
تربَّى في أحضان أبيه الإمام الباقر وجَدِّه الإمام السجَّاد(عليهما السلام)، وعنهما أخذَ (عليه السلام) علوم الشريعةِ ومعارِفَ الإسلام، حيث استلم مهامّ الإمامة العظمى وله من العمر 34 سنة، وذلك في سنة 117هـ.
لقد كان (عليه السلام) من الفضل بمكانٍ يقرّ له العدوّ والصديق، التفّ حوله العلماء والفقهاء والقرّاء كافّة، كلّهم كانوا يجلسون تحت منبر درسه وينهلون من رحيق أنفاسه علماً وأدباً وحكمة، فكان أعلم الأمّة في زمانه بلا منافس، وقد شقَّق العلوم بفكره الثاقب وبصره الدقيق، حتَّى ملأ الدنيا بعلومه، وأدلى (عليه السلام) بحديثٍ أعرب فيه عن سعة علومه فقال: (والله إنّي لأعلم كتاب الله من أوّله إلى آخره كأنّه في كفّي، فيه خبرُ السماء وخبرُ الأرض، وخبرُ ما كان، وخبرُ ما هو كائن، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء)).
وقد كان من مظاهر سعة علمه أنّه قد ارتوى من بحر علومه أربعةُ آلاف طالب، قد أشاعوا العلم والثقافة في جميع الحضارات الإسلاميّة ونشروا معالم الدين وأحكام الشريعة.
ومن حِكَمه ومواعظِه:
* قال (عليه السلام) لحمران بن أعين: (يا حمران أنظر من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنّ ذلك أقنع بما قسم الله لك وأحرى أن تستوجب الزيادة منه عزّ وجلّ، واعلمْ أنّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.
واعلمْ أنّه لا ورع أنفع من تجنّب محارم الله والكفّ عن أذى المؤمنين واغتيابهم، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ولا مال أنفع من القناعة باليسير المُجزي ولا جهل أضرّ من العُجْب).
* وقال (عليه السلام): (إنْ قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعلْ، وإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنّع ولا تداهن. صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسه وبصره ولسانه وفرجه....).
* وقال رجلٌ لأبي عبد الله(عليه السلام): أوصني، فقال: (أعدّ جهازك وقدّم زادك وكنْ وصيّ نفسك، ولا تقل لغيرك يبعث إليك بما يصلحك).
* وقال (عليه السلام) في وصيّته لعبد الله بن جندب: (... يا بن جندب أقلّ النومَ بالليل والكلامَ بالنهار، فما الجسد شيئاً أقلّ شكراً من العين واللسان، فإنّ أمّ سليمان قالت لسليمان (عليه السلام): يا بنيّ إيّاك والنوم فإنّه يُفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم).

ارسال التعليق

You are replying to: .