أعرب قائد الثورة الإسلامية صباح اليوم في خطاب متلفز؛ عن سعادته بالخطوات المتّخذة خلال العام الماضي، وشدّد سماحته على ضرورة استمرار الحركة التغييريّة في السّلطة القضائية بشكل متزن، وعلى محورية السلطة حول الشعب، ثمّ تابع سماحته قائلاً: إن مكافحة الفساد التي بلغت ذروتها في هذه المرحلة، يجب أن تستمرّ دون تساهل ووفق الحق والعدل والقانون، ويجب أن تكون أيضاً دون التعرض للأبرياء وممارسة الظّلم بحقّهم.
كما اعتبر سماحته أنّ التغيير ضرورة مستمرّة، مُمنهجة وتترافق مع المكتسبات الحديثة والإبداعات الجديدة، ثمّ أردف سماحته قائلاً: ينبغي أن يكون هذا العمل مبنياً على الأصول والمباني الإسلاميّة والدينيّة وإلّا فإنّ التغيير الفاقد للركائز يؤول إلى التأرجح والفوضى.
وفي معرض آخر من كلمته أشار الإمام الخامنئي إلى مسؤوليات السلطة القضائية وفق الدستور، مؤكّداً على أهمية مسألة "إحياء الحقوق العامّة"، وأضاف سماحته قائلاً: يجب على "المدّعين" التدخّل فور شعورهم بتضييع الحقوق العامّة وأن يدافعوا عن حقوق النّاس.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلاميّة في هذا الخصوص إلى مصاديق من قبيل: البيئة ونقل الملكية غير الدقيق للمؤسسات الإنتاجيّة، وتابع سماحته قائلاً: عندما يتمّ نقل ملكيّة المؤسسات الإنتاجيّة إلى أشخاص يفتقدون إلى الصلاحية أو القدرة اللازمة؛ يتضرّر الإنتاج في البلاد. لذلك فإن هذه المصاديق هي جزء الحقوق العامّة.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ النظرة الفوقيّة للنّاس أمرٌ مرفوض، ثمّ أردف سماحته قائلاً: نحن المسؤولون جميعنا جزء من النّاس والكثير من النّاس أعلى مرتبة منّا، لذلك علينا جميعاً أن نعتبر أنفسنا بخدمة النّاس في العمل وفي أيّ مسؤولية لدينا.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة توظيف الفنّ والقدرات الإعلاميّة في استعراض أنشطة وفعاليات السلطة القضائيّة، ثمّ أشار سماحته إلى تشويه وسائل الإعلام المعاندة صورة هذه السّلطة وعلّق على ذلك قائلاً: الغربيّون يستعرضون في أفلامهم السينمائية -خلافاً للواقع- محاكمهم على أنّها ساحة العدل المطلق، لكننا لا نستفيد من القدرات الفنيّة والإعلاميّة حتّى في استعراض حقائق البلاد؛ بل نظهرها بشكل مغايرٍ للواقع في بعض الأحيان.
وعلّق الإمام الخامنئي على تصريحات الرّئيس الأمريكي حول عقوبة السّجن لعشرة أعوام للّذين يقومون بإزالة رموز الاستعباد والتمييز العنصري، وأيضاً على فصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم وأمّهاتهم بالقول: طبعاً ليس هناك ذكر لانتهاك القوانين هذا في غالبيّة الأفلام الغربيّة.
ثمّ أوضح قائد الثورة الإسلاميّة أنّ مكافحة الفساد بدأت في السلطة القضائية منذ العهد السابق وبلغت ذروتها في هذه المرحلة، وتابع سماحته قائلاً: ينتاب الناس الأمل عند مكافحة المفسد بعيداً عن التساهل والاعتبارات لأنّ الفساد المالي والاقتصادي فائق الخطورة كما فيروس كورونا ويتفشّى بقوّة وينتشر بسرعة فائقة.
وأردف سماحته قائلاً: الفرق الوحيد بين فيروس كورونا وفيروس الفساد هو أنّ الأوّل يزول بغسل اليد لكنّ مكافحة فيروس الفساد لا تتمّ إلّا بكفّ يد المفسد عن ممارسة الفساد.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى قضية التصدّي الجدّي للفساد في البلاد وأضاف سماحته قائلاً: إن حركة مكافحة الفساد التي تُشاهد اليوم بوضوح والتي برزت إلى الجميع؛ انطلقت في عهد الشيخ آملي لاريجاني، وقد شرع سماحته بإطلاقها في داخل وخارج السّلطة على حد سواء، ولا ينبغي التغاضي عن هذا الأمر.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ إحدى الخطوات المميّزة التي بادرت إليها السلطة القضائية في مكافحة الفساد كانت "دعم الإنتاج ومنع إيقاف عمل المؤسسات الإنتاجيّة"، وتابع سماحته قائلاً: في الوقت الراهن الذي يعيش فيه الناس ظروفاً معيشيّة صعبة، يجب على كلّ جهازٍ قادر على دعم اقتصاد البلاد أن يبادر إلى فعل ذلك. وإنّ مبادرة السلطة القضائية هذه؛ هي في الواقع دعمٌ لاقتصاد البلاد.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ "المراقبة وإرسال التقارير الشعبيّة" هي من النقاط المهمّة في مجال مكافحة الفساد، ثمّ أضاف سماحته قائلاً: ينبغي توفير الأسس الحقوقيّة في السلطة القضائية لهذا الأمر لكي يُحفظ أمن مرسل التقرير من الناحيتين الماديّة والمعنويّة وأن يكون الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر مطمئنا بأنّ الجهاز القضائي يسانده، ويجب أن لا توفر في المقابل الأرضيّة أمام رمي التهم.
ثمّ تطرّق قائد الثورة الإسلامية للحديث حول قضيّة فيروس كورونا منتقداً الذين يعتقدون بانتهاء هذا الفيروس، وتابع سماحته قائلاً: إثر تضحيات الأجهزة والفرق العلاجيّة والصحيّة وأيضاً جهاد الفئات الشعبيّة التطوّعي وتعاون عامّة النّاس، برزت إيران إلى العالم كبلدٍ ناجح لكنّ هذا كان في بدايات العمل، لكننا نشهد اليوم -للأسف- تراخياً من بعض الناس والمسؤولين في تلك الحركة وذلك الجهاد.
ووجّه الإمام الخامنئي الشكر لخدمات الفرق العلاجيّة وجهودهم المضنية، معتبراً أنّ تفشّي المرض يُنهك هؤلاء الذين يتكبّدون الجهد والعناء، وأردف سماحته قائلاً: إن ما يقال عن وجوب القيام بما لا يجعل فيروس كورونا يتسبّب بالمشاكل الاقتصاديّة؛ كلامٌ سليم، لكن عدم الاكتراث وتفشّي المرض بشكل واسع سيزيد المشاكل الاقتصاديّة أيضاً.
وختم قائد الثورة الإسلامية كلمته بالتأكيد على ضرورة صون البلاد من جميع الجوانب في مواجهة عداوات أمريكا الخبيثة وبريطانيا الخبيثة، ومن ممارسات الحكومات الأوروبيّة أيضاً، ولفت سماحته قائلاً: عندما نقوم بمسؤولياتنا، فسوف يصطدم رأسهم بالجدار في أيّ خطوة يمارسونها بفضل من الله، وسوف يعجزون عن تحقيق مآربهم وستكون نتيجة الضغوط القصوى -حسب تعبيرهم- الرامية إلى إركاع الناس؛ توجيه الشعب الإيراني ضربته إلى صدورهم وإجبارهم على التراجع.