۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني ياسر الحريري

كتب الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني "ياسر الحريري" مقالا لوكالة أنباء الحوزة أكد فيه أن ايران اليوم مصدر تهديد حقيقي للكيان الاسرائيلي، تدعم المقاومة بفلسطين بالمال والعسكر والتقنيات، وتدعم سوريا والعراق ومقاومة لبنان. وحق الشعب البحريني والافغاني بالحرية والكرامة. وتعمل في نقاط اخرى من العالم.

وكالة أنباء الحوزة - صرح الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني "ياسر الحريري": لم يكن هذا الرجل اي الامام السيد الخميني، يملك جيوشا كلاسيكية، ولا عابرات للقارات، تطيح بمدن. واستطاع قيادة شعب، واسقط اهم امبراطورية حليفة للولايات المتحدة الاميركية.. وغير وجه ايران الى ما لا يمكن ان يتصوره احد.

والامام الخميني الرجل الفقير الذي جاء من قرية هناك، اهلها بسطاء طيبون، اصبح رجل الحوزات والعلم والساحات، خاف منه نظام قوي وضخم بتحالفاته.

ومن يقرأ هذا الرجل بموضوعية وحيادية.. يفهم انه ينظر للقضايا بمعايير الحق والباطل، ليس بمعيار الطائفة والمذهب، والا فشاه ايران مسلم شيعي المذهب ومن عائلة شيعية .

فنظر هذا الرجل الى الحق والباطل والى العدالة ونصرة المظلوم. وكونه فقيها ومرجع تقليد، فمن البديهيات ان يذهب الى حيث يعتقد الى انموذج الاسلام في الحياة.. اي الى الشريعة السهلة السمحاء وهو الانموذج الذي لم يطبق. والحقيقة هذا العنوان ليس مشكلة الولايات المتحدة الاميركية والغرب .
الا ان المشكلة.. في التوجهات السياسية لهذا الرجل . الموقف من الظالم.. فلسطين .. نصرة المستضعفين.. دعم حق الانسان في حياة حرة على مبدأ الحق والواجب..
اعتقد ان اخطر خطوة عمد اليها هذا المجاهد الفقيه انه اعلنها جمهورية اسلامية.. لا مملكة ولا دولة ولا واي شكل من اشكال التوريث المعتاد. ظاهرا او توريثا مبطنا. فكان الانتخاب عبر الجمهور.من المختار للبلدية الى النائب فرئيس الجمهورية.. حتى الى الولي الفقيه.الذي ينتخب عبر مجلس الخبراء المنتخب بدوره..
فكانت ايران.. تشهد تداول سلمي للسلطة وفق المعايير الديموقراطية الحديثة.. وهو مبرر عقيدياً. كون الله في القران الكريم لم يحدد آلية لشكل الحكم.. بل حدد مفاهيم قيام الحكم والسلطة وادرج مفاهيم وعناوين. مما يعني انه ترك حرية الاختيار..
ولم يكتف السيد الخميني، بهذا الامر، بل ذهب؛ ليقول لا شرقية ولا غربية. وطبق المنطوق بالمفهوم واقعاً؛ فقامت عليه الحروب من كل حدب وصوب..
وهذا الفقيه المرجع لدى المسلمين الشيعة نظر الى الامة، ولم يكن فقيهاً مجتهداً على مستوى المذهب، بل على مستوى الاسلام. وهؤلاء قلائل في التاريخ والحاضر، وربما في المستقبل.
 لذلك لم يقرر على مستوى المذهب، بل ذهب في القرار على مستوى الاُمة.. لذلك بالمعيار المذهبي فلسطين ليست شيعية لا شعبا ولا فصائل ولا مكونات، ومع ذلك اقام اول سفارة لفلسطين في طهران واعلن ان اسرائيل غدة سرطانية.

وهو ليس موقفاً صادراً من رجل سياسية وحسب. بل يرتقي الكلام الى حدّ الفُتيا، وهذا امر على مستوى الاسلام ، وليس المذهب فحسب.

ايران بعد السيد الإمام (ره)
وبعد السيد الخميني، اليوم ايران، باتت لاعباً اقليميا ودولياً، اكملت الخطى والمنهج. لذلك الامام السيد علي الخامنئي ، يمكن التأكيد انه سار على منهج الاسلام. على مستوى الامة. ولم يسر على منهج شخص او فرد، وهنا اهمية حركة الامام الخميني، انه لم يكن منهجاً شخصيا او فردياً، لذلك تبقى الخطوط في السياسة والاقتصاد والادارة واضحة، لا حاجة لاختراعات فكرية ، بل لاجتهادات ،طالما المبادئ العقيدية واضحة المعالم.

وايران اليوم مصدر تهديد حقيقي للكيان الاسرائيلي، تدعم المقاومة بفلسطين بالمال والعسكر والتقنيات، وتدعم سوريا والعراق ومقاومة لبنان. وحق الشعب البحريني والافغاني بالحرية والكرامة، وتعمل في نقاط اخرى من العالم.
وتعرضت وما تزال منذ قيام الجمهورية الاسلامية لحصار اميركي وغربي، ومع ذلك تفوقت علميا وفي النواحي المختلفة. وباتت تجلس على طاولة الكبار وترعى حلفائها. ولا تبيع ولا تشتري، ولا تترك هنا او هناك، وباتت في عين العاصفة الاميركية والاسرائيلية والغربية..
 
ورغم محاولات اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي والعرقي ، في هذه الساحة او تلك، لم تنزلق ايران الى اي مواجهة. تريدها واشنطن مذهبية، رغم بعض المواقف العربية والحديث عن مشروع شيعي وفارسي..و..و.. ظلت ايران  تؤكد ان المشروع ، مشروع أُمة وليس مشروعاً مذهبياً. وبالتأكيد وقوف ايران الى جانب فلسطين غير الشيعية وسوريا غير الشيعية واليمن غير الشيعي، وقبلهم مسلمو البوسنة السُنة.
ودون التفصيل في قضية المقاومة في لبنان، وفلسطين يكفي الرجوع الى الحروب الصهيونية ضدهما اضافة لما يقوله كبار قادة العدو...

وعندها نفهم تماماً اهداف مواقفهم وسنفهم.. لماذا يجب ان تضرب ايران والمقاومة في لبنان وفلسطين والدولة في العراق وسوريا واليمن، وحينها سنفهم الاسباب الموضوعية لضرورة ضرب ايران..

ارسال التعليق

You are replying to: .