۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
رسالة إمام المركز الإسلامي في هامبورغ إلى رئيس الجمهورية الألمانية

وكالة الحوزة - بعث إمام المركز الإسلامي في هامبورغ الدكتور محمد هادي مفتح رسالة إلى رئيس الجمهورية الألمانية فرانك والتراشتاين ماير، وذلك حول الأحداث الأخيرة التي وقعت إثر تفتيش مراكز الشيعة ومساجد المسلمين.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي النص الكامل لسماحته:
بسم الله الرحمن الرحیم

سعادة السيد فرانك والتراشتاين ماير

رئيس جمهورية ألمانيا المحترم

 بعد السلام وتمنايتنا لكم ولشعب ألمانيا الكريم بالسعادة والهناء. إنّني وفي شهر رمضان شهر العبادة والصيام والتضرع لله عند جميع المسلمين أطلب من الله العلي القدير أن يبارك في جهود الأطباء والعلماء العاملين في هذا المجال بإيجاد العلاج لوباء كورونا، وأن يُبدّد قلق الإصابة به عن شعب هذا البلد.

سعادة رئيس الجمهورية

إنّ الكنائس والصوامع والمعابد والمساجد جميعها أمكنة للعبادة جُعلت لتحقيق الارتباط الروحي والمعنوي مع الله، كما أنّ احترام هذه الأمكنة أمر يتّفق عليه جميع المتدينين ويلتزمون بحفظ حرمة مقدسات كل الأديان. كذلك فإنّهم يحترمون الكتب المقدسة لجميع الديانات. وبالمناسبة فإن دولة ألمانيا تُعدّ مهداً للتعايش والحوار بين الأديان والمذاهب، ودائما ما كان يتمّ التأكيد في هذا البلد على تقوية أواصر هذا الارتباط وحفظ حرمة المعابد والمقدسات. ولعلّه لأجل هذا السبب الذي تمتاز به دولة ألمانيا وحكومتها أقدم العالم الإسلامي الكبير ومرجع التقليد عند الشيعة قبل ستين عاماً اية الله العظمى السيد البروجردي على تأسيس مسجد ومركز للمسلمين في أوروبا، ووقع اختياره على دولة ألمانيا وبالتحديد مدينة هامبورغ من أجل تحقيق هذا الأمر. وهذا ما دأب على تحقيقه هذا المركز الإسلامي -الذي كان وعلى الدوام ممثلاً لكبار المرجعيات الشيعية في إيران والعراق- حيث وبالاستفادة من هذا الاهتمام الموجود عند المسؤولين في الحكومة الألمانية كان يسعى دائماً لتفعيل الحوار والارتباط الفكري مع أقطاب الأديان المختلفة، بالإضافة إلى العمل على ترويج ثقافة الوعي والصلح والأخلاق وتفعيل الجو الروحي بين المسلمين.

سعادة رئيس الجمهورية

 كما تعلمون فإنّه ومنذ عدّة أيام وأثناء قيام أجهزة الدولة بتفتيش بعض المراكز والمساجد للمسلمين الشيعة، لم تُراعَ وللأسف حرمة المسجد والقرآن بصفته الكتاب الديني عند المسلمين، الأمر الذي تسبب في جرح مشاعر المسلمين المقيمين في ألمانيا.
كنا نتمنى لو تمّ الالتفات والتدقيق أكثر أثناء تنفيذ هذه المهمّة حتّى لا يُصار إلى هتك المقدسات الإسلامية، ويا حبذا لو تم اختيار زمان مناسب آخر لذلك غير شهر رمضان، حيث إنّ المسلمين في هذه الآونة وبسبب وباء الكورونا مضطربين وقلقين بسبب التزامهم الابتعاد عن التجمعات العامة والمشاركة في الأنشطة العبادية. في الوقت الذي كان المسلمون الشيعة سبّاقين بشكل دائم لاحترام القانون في المجتمع، وكانوا يتحلون بالعقلانية ويرومون للحوار مع بقية الأطراف.
 بناء على ما تقدم ومن مقام مسؤوليتكم بحفظ الوحدة والألفة بين مواطني هذا البلد وبما لديكم من صداقات إنسانية سامية وانطلاقاً من اعتقادكم بلزوم حفظ كرامة المواطنين في هذا المجتمع، إنّني أطلب من سماحتكم أن تقوموا بإصدار التعاليم والأوامر بأيّ طريقة ترونها مناسبا بنظركم لجبران ما حصل من هتكٍ لحرمة المسجد والقرآن وشهر رمضان.   

مع كمال الشكر والتقدير
الدكتور محمد هادي مفتح
إمام ومدیر المرکز الإسلامي في هامبورغ

ارسال التعليق

You are replying to: .