۵ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۵ شوال ۱۴۴۵ | Apr 24, 2024
تفشي كورونا

وكالة الحوزة ــ عللت إيران تأخرها في الكشف المبكر عن الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد-19) في مدينة قم (بؤرة انتشار المرض في البلاد)؛ بالعقوبات الأمريكية التي حالت دون استيراد كواشف مخبرية ومستلزمات طبية أخرى لتشخيص المرض.

وكالة أنباء الحوزة ــ وفي ظل ارتفاع وتيرة وفيات الفيروس إلى 26 حالة، وتسجيل 245 إصابة مؤكدة، كشفت عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية في وزارة الصحة مينو محرز عن السبب الحقيقي وراء تأخر طهران في الكشف عن أولى الإصابات.

وقالت المسؤولة "لم تكن لدينا كواشف معتمدة للكشف عن الفيروس، ورغم عدم وجود أي مشكلة عملية في البلاد لكشفه مبكرا، فإننا تأخرنا في تشخيصه بسبب انعدام مستلزمات الفحص"، مؤكدة أنه كان بالإمكان احتواء المرض أسرع مما نحن عليه في حال كشفه مبكرا.

وألقت محرز اللوم على العقوبات الأميركية التي عرقلت استيراد بعض المستلزمات الطبية والمواد الأولية اللازمة لإنتاج نظيراتها داخل البلاد، موضحة أن "إيران عانت كذلك خلال تصديها للإنفلونزا العام الجاري، إذ لم تصلنا الأدوية اللازمة في المواعيد المحددة، ناهيك عن المشاكل التي كانت واضحة في توفير اللقاحات لهذا المرض".

وختمت بالقول إن إحدى الشركات الأوروبية المنتجة للكواشف المخبرية لم تبع إيران منتجاتها خشية العقوبات الأميركية، وإن طهران لم تستطع التأكد من الإصابات بكورونا إلا بعد حصولها على مستلزمات الفحص عبر منظمة الصحة العالمية.

وفي السياق، دفع تفشي فيروس كورونا الجالية الإيرانية في الدول الغربية لتوجيه خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمطالبته بالعمل على رفع العقوبات عن تصدير الأدوية والمستلزمات الطبية لإيران، في ظل المخاوف من نفاد بعض الأدوية وأجهزة الفحص جراء تفشي الفيروس.

وأشارت الجالية الإيرانية في رسالتها التي بعثت نسخة منها كذلك إلى منظمة الصحة العالمية إلى أن العقوبات المشددة على الأدوية والمستلزمات الطبية من شأنها الإسراع في تفشي الفيروس وتهديد أرواح الإيرانين، مؤكدة أن العقوبات تحول دون رغبتها في إيصال المستلزمات الطبية المستخدمة في الكشف عن الفيروس والوقاية منه وعلاج المصابين إلى الجهاز الطبي في إيران.

في غضون ذلك، أكد بعض ذوي المصابين بفيروس كورونا في مدينة قم أن السلطات الطبية لم ترغب في أخذ عينات من جميع المشتبه في إصابتهم لإجراء اختبار عليها بسبب الخشية من نفاد الكواشف المخبرية المتوفرة لديها.

ولتجاوز هذه المشكلة، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الخبراء والعلماء في وزارة الدفاع الإيرانية تمكنوا من صنع وإنتاج أول نموذج لعدة طبية مخصصة لتشخيص فيروس كورونا، مشيرا إلى أن النموذج الوطني في طريقه لإجراء الاختبارات النهائية.

ولم تقتصر العقوبات الأمريكية على عرقلة استيراد إيران المستلزمات الطبية والأدوية والأجهزة المخبرية، بل تجاوزتها لتقيّد استخدام طهران بيانات موقع جامعة جونز هوبكنز الذي يقدم خارطة تفاعلية لمتابعة إحصاءات الوباء المستشري.

ووفق وكالة "إرنا" الرسمية، فإن بيانات موقع الجامعة الأمريكية تنشر عبر شركة "أمازون" التي تحظر خدماتها على إيران تلبية لعقوبات الولايات المتحدة.

ورغم أن إيران دأبت على التنديد بالعقوبات الأمريكية خلال الأعوام الماضية، فإن موقف الرئيس روحاني الأخير من عقوبات واشنطن التي طالت 13 كيانا وشخصا أجنبيا في الصين والعراق وروسيا وتركيا لدعمهم البرنامج الصاروخي الإيراني جاء "كورونائيا"، كما وصفه الإعلام الإيراني.

وقال روحاني لدى استقباله وزير خارجية النمسا إن مثل العقوبات الأميركية كمثل فيروس كورونا رعبه ومخاوفه أكبر من حقيقته.

ويقول مراقبون في إيران إن العقوبات الأمريكية التي طالت الكثير من القطاعات الوطنية، أضعفت البنى التحتية في البلاد، وهددت حياة المرضى الإيرانيين جراء تقويض الاقتصاد والحد من التعاملات التجارية مع الدول الأخرى؛ مما انعكس سلبا على قطاع الصحة في البلاد.

ولم تختلف نبرة المغردين الإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي عن نظيرتها الرسمية، إذ تحدث الناشط مرتضى سيمياري عن العجز الذي تعانيه بلاده في توفير الكواشف المخبرية للكشف عن فيروس كورونا، موضحا أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على التعامل مع إيران بشأن الأدوية والمستلزمات الطبية والزراعية وفق قانون "إي سيل".

كما أعادت "عسل سادات" تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللغة الفارسية عن دعمه للشعب الإيراني، وتساءلت: "أين ترامب من الشعب الإيراني الذي يرزح في هذه الظروف تحت العقوبات.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .