۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
الإمام الخامنئي

وكالة أنباء الحوزة ـــ صرح الإمام الخامنئي: إنّ المجتمع الذي لا تتوفر فيه روح التضحية والصمود أمام الباطل يفقد عزته وشرفه وتهيمن عليه إرادة قوى الاستكبار.

وكالة أنباء الحوزة ـــالتقى الإمام الخامنئي القائمين على مؤنمر تكريم المجاهدين والمضحّين من مدينة خميني شهر حيث تحدث سماحته خلال اللقاء عن أهمية تكريم المجاهدين لافتاً إلى أن المجتمع الذي لا تتوفر فيه روح التضحية والصمود أمام الباطل يفقد عزته وشرفه وتهيمن عليه إرادة قوى الاستكبار.

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أهدي السلام لأهالي خميني شهر الأعزاء، وخصوصاً عوائل الشهداء وعلى الأخص المجاهدين الأجلّاء المنتسبين لتلك المنطقة، أي من إصفهان ومنطقة خميني شهر ونجف آباد. كما أشرتم فإن منطقة خميني شهر ونجف آباد وهذه المدن والقرى المحيطة بها كان لها تميزها الخاص في المشاركة في ساحات الدفاع المقدس وفي زمن الحرب المفروضة والدفاع المقدس. لقد كانت هكذا بحق وقد كنا مدركين لهذا المعنى منذ ذلك الزمن، أي إن كل المعنيين بقضايا الدفاع المقدس كانوا يدركون أن هذه المنطقة منطقة خاصة من حيث الرغبة في المشاركة في ساحات الجهاد والدفاع.

حسناً، ملتقيات ومؤتمرات الشهداء وتكريم مكانتهم شيء تقوم به الكثير من مدن البلاد ومحافظاتها، وأنتم تعرفون نماذج لذلك ونحن أيضاً نعرفها وتعرفونها، ولكن إبداعكم وما بادرتم إليه هو تكريم المجاهددين، وهذه خطوة حسنة جداً. المجاهدون الذين جاهدوا وكافحوا وناضلوا فجُرح بعضهم وتحمل بعضهم الآخر مشكلات ومتاعب كبيرة وصبروا، الكثير منهم لا يلتفت إليهم ولا يهتم بهم المجتمع. تضحية هذا المجاهد لا تختلف عن تضحية ذلك الشهيد، فكلاهما توجه إلى جبهات القتال، لكن القذيفة التي انفجرت لم تصب شظاياها هذا المجاهد وأصابت ذاك، هذا هو الفرق بينهما فقط. وبالطبع فإن الشهداء يحظون بلطف خاص من قبل الله، وهذا اللطف لم يمنح بعد للذين لم يستشهدوا، وقد ينالوا الشهادة لاحقاً لقاء العناء الذي تحملوه، كما أن بعض مجاهدي فترة الدفاع المقدس استشهدوا بعد سنوات نتيجة آثار الدفاع المقدس، بيد أن المجاهد له قيمة الجهاد وهذا الجهاد بحد ذاته قيمة، وينبغي تثمين وتكريم هذه القيمة.

إذا لم تتوفر في بلد أو مجتمع روح الجاهزية الفرديّة للمقاومة والصمود بوجه الباطل والاستقامة في طريق الحق فإن ذلك المجتمع سوف ينهار. وحين نقول سوف ينهار فليس معنى ذلك أنه سوف يُمحى ويزول وينعدم بالكامل بل المعنى هو أنه سوف يفقد شرفه وكرامته وعزته واستقلاله واعتماده على إرادته، وسوف يتسلط الآخرون عليه على شكل حالات استبداد أو تدخلات أجنبية خارجية. روح الصمود والثبات والمقاومة هذه روح مهمة للغاية وقد أبدى مجاهدونا هذه الروح عن أنفسهم لكن وصيّتنا هي أن يحافظوا على هذه الروح في أنفسهم فهي ذخر إلهي ومن المؤسف أن يفقدوها. البعض كانوا خلال فترة الدفاع المقدس شباباً متحمسين ناشطين عملوا وتحركوا في بعض الساحات لكن المظاهر والإغراءات المتنوعة جرّتهم بعد ذلك باتجاهات أخرى، وهذا مؤسف، أي إنه بحق فقدان لقيمة حقيقية، فقدان لذخر وكنز. أن يوفق الله تعالى شخصاً لإنجاز عمل كبير حسن فهذا يستوجب أن يشكر الله دوماً على هذا التوفيق الإلهي، وهذا الشكر يتحقق بمواصلة هذا الدرب ولا يُحرز بغير ذلك. إذاً، نحن نحترم المجاهدين الأعزاء الذين بذلوا مساعيهم وجهودهم خلال فترة الدفاع المقدس، ونكرمهم ونجلهم لكننا نوصي في الوقت ذاته أن يعملوا على الحفاظ على تلك الروح في أنفسهم، ليحافظوا على روح الدفاع عن الحق والجهاد في سبيل الله وروح تقديم التضحيات من الروح والوجود وفرص الحياة في سبيل الحق في أنفسهم. نتمنى أن ينزل الله تعالى بركاته وخيراته على أهاليكم إن شاء الله.

نعم، هكذا هو الواقع حقاً كما قلتم، الواقع أن خميني شهر كلها حسينية، وطبعاً إصفهان كلها هكذا بمعنى من المعاني. في قديم الأيام ذهبت إلى إصفهان في سفرة ولم تكن الأيام أيام محرم لكني شاهدت الأسواق الفرعية الصغيرة في السوق الكبير تقيم مراسم العزاء، نعم، في مشهد كان هذا الأمر دارجاً وكنا قد شاهدنا في شهر محرم أن بعض هذه الأسواق الفرعية وخانات السوق يوشحونها بالسواد ويقيمون فيها مراسم العزاء، لكن هذا كان في محرم، لكني شاهدت ذلك في إصفهان في غير أيام محرم فاستغربت، لا واحد ولا اثنين بل عدة مراسم عزاء. فسألت صاحبي الذي كان معي: ما هذه وأي وضع هذا؟ فقال: «الوضع كله هكذا هنا، تقام مراسم العزاء من شهر رمضان إلى شهر محرم وإلى ما بعد شهر محرم بشكل مستمر». هكذا هو الحال، وحب أهالي محافظة إصفهان للشريعة وآل الرسول وقضية عاشوراء وما إلى ذلك حب استثنائي مميز، ومدينة خميني شهر من هذه الناحية مدينة ممتازة وقد شاهدنا نظير ذلك في مدن وأقضية أخرى بمحافظة إصفهان، ولأنني زرت بعض تلك المدن عن قرب فقد شاهدت مباشرة أن الناس هناك راغبون مندفعون حقاً. أنزل الله بركاته عليكم وزاد من توفيقاتكم إن شاء الله ووفقنا جميعاً لنستطيع مواصلة مسيرتنا في درب الشهداء ودرب المجاهدين إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.

الهوامش:
1 – في بداية هذا اللقاء – الذي أقيم في إطار اللقاءات الجمعية – تحدث حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد موسوي (إمام جمعة خميني شهر) واللواء مجتبى فدا (قائد الحرس الثوري في محافظة إصفهان).

ارسال التعليق

You are replying to: .