وكالة أنباء الحوزة ــ ما سجلته هنا أن أكثر من مائتي باحث وعالم إيراني يعدّون من ضمن الواحد بالمائة الأفضل بين علماء العالم. هذه مفاخر. وبالطبع فإن الأرضية والمواهب والطاقات أكثر بأضعاف من الشيء الذي تحقق لحد اليوم. ومن المتيقن منه أنهم سيكونون بعد خمسة أعوام أكثر من هذا بكثير، وبعد عشرة أعوام سيكونون أضعاف ذلك، لاحظوا، هذه إحصائيات مهمة: نمو وازدياد الدراسات والبحوث المرجعية التي ينتجها العلماء الإيرانيون. ليست مجرد دراسات وبحوث بل دراسات تتخذ مراجع ومصادر بكثرة من قبل دراسات أخرى، ويحال إليها بكثرة، في عام 2010 كان عددها 78 دراسة، وفي عام 2018 أصبح عددها 461 دراسة. أي عدة أضعاف خلال بضعة أعوام. هذه أمور مهمة ينكرونها. نحن واحد بالمائة من سكان العالم تقريباً، ولدينا واحد بالمائة من جغرافيا العالم المعمور، لكن إنتاجنا للعلم إثنان بالمائة من إنتاج العلم في العالم، أي ضعفا المتوقع من بلادنا، لدينا من إنتاج العلم بهذا المقدار. وقد تم استخدام الطاقات العلمية لتقدم البلاد لحد الآن، وقد سجلت هنا عدة نماذج وشواهد وهي مجرد نماذج، والواقع أكثر من هذا بكثير: رفع المستوى الدفاعي للبلاد حيث تم توظيف العلم من أجل ذلك، والطب المتطور والعلاج والطب عندنا اليوم شديد التميّز في المنطقة، والسيطرة على الأمراض، وفي القضايا التقنية والهندسية أي في البناء والأعمال الهندسية الكبيرة التي تتم وتجري في البلاد اليوم، وفي تقنيات الأحياء، وفي إنتاج المنتجات ذات الجودة العالية بتقنيات النانو، وفي التقنية النووية السلمية ونماذج ومجالات أخرى. لقد استطعنا اليوم توظيف العلم لخدمة مصالح البلاد وتقدم البلاد في المجالات التي ذكرتها وربما في عشرات المجالات الأخرى، وهذه كلها من بركات الجمهورية الإسلامية.
...أعزائي، نقطة أخرى هي أن العلم إذا انفصل عن الثقافة الصحيحة السليمة سيقع في الطريق الخطأ. العلم النووي علم معقدّ ونافع جداً، ولكن لأنه لم يرفق بالثقافة الصحيحة الإنسانية بل ترافق مع الثقافة السلطوية المغلوطة انتهى إلى القنبلة الذرية. ولا تزال القنبلة الذرية خطراً يهدد العالم والبشرية. وقد تم تنفيذ هذا التهديد عملياً ذات يوم، واليوم أيضاً يخافها العالم كله ويشعر بعدم الأمان. وقد قلنا نحن بكل حسم وشجاعة إننا لا نسير في هذا الطريق طبقاً لحكم الإسلام مع إننا كنا نستطيع السير فيه. فصناعة السلاح النووي خطأ والاحتفاظ به أيضاً خطأ، لأن استخدامه حرام. هل يصنع الإنسان شيئاً لا يستطيع استخدامه ويجب أن يبقى هكذا في مكانه؟ هذا محرّم بالتأكيد. بمعنى أننا إذا كان لنا سلاح نووي فقد كان من الواضح أننا لا يمكننا إطلاقاً وفي أي مكان استخدامه، لأنه محرّم قطعاً حسب المعايير الإسلامية. حسناً، لماذا ينفق الإنسان المال لصناعة الشيء الحرام؟ ولماذا ينفق المال ليحتفظ به؟ فالاحتفاظ به أيضاً يحتاج إلى تكاليف وإنفاقات كبيرة. والذين عندهم ينفقون تكاليف كبيرة للاحتفاظ به فقط. حسناً، لاحظوا! لقد كان العلم البعيد عن الثقافة هو الذي جرّ الصناعة النووية المفيدة جداً والحساسة، وهي صناعة جد مفيدة للإنسانية، جرّها نحو طريق غير سلمي، وأخذها إلى طريق خاطئ نجمت عنه القنبلة النووية. العلم إذا لم يرفق بثقافة صحيحة ومسار فكري سليم سيكون شيئاً خطيراً. ولهذا السبب نعتقد بأن الدين والوطنية ـ أي الالتزام الجاد بالدين والشرف الوطني الحقيقي ـ مما يجب إفشاؤه بكل جد في المجتمعات النخبوية. عندما يكون العالم الإيراني مندكاً بالثقافة الإسلامية والإيرانية عندئذ سيكون جزءاً حيوياً من حياة الشعب، والواقع أنه سيمنح الروح والقدرة للشعب.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/١٠/٩