وكالة أنباء الحوزة ــ أشار الفيلسوف والمؤرخ الإيراني السيد محمد قائم مقامي، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر الأفق الجديد، في يومه الثالث، إلى أننا في شهر محرم شهر الحدث الجلل مؤديًا التحية للإمام الحسين (ع) ولعائلته وأصدقاءه الذين ضحّوا لأجل الحقيقة.
وتحدّث السيد قائم مقامي عن أن العلاقة بين البشر اليوم هي ليست علاقة قائمة على النواحي الخارجية مثل الدين أو العرق إنما من خلال التواصل الفعّال للبحث عن الحقيقة والعدالة والحرية، لافتاً الى اننا نعيش اليوم في مرحلة مهمة وخطرة وحساسة وان النظام الموجود الحالي بدأ ينهار ويتضاءل بينما نشهد قيام نظام جديد آخر يتنامى.
وأضاف أنه يوجد ثلاثة وجهات نظر للمرحلة المقبلة؛ الأولى تعتقد أن انهيار النظام الحالي الذي تتولاه أميركا واسرائيل سيحلّ مكانه نظام جديد أكثر فوضى في العالم؛ أما الثانية فتقول أنه بعد سقوط النظام الحالي سيأتي نظام أكثر فسادًا وأكثر جرماً. أما النظام الذي نراه نحن من وجهة نظر ثالثة فهو نظام أفضل وأعلى وأكثر صدقية وعدالة.
ولفت السيد الى ان الانسان هو اساس النظام الحالي الذي لا يراعي الانسان بل هو شبيه بملابس تناسب الفرد في سن الطفولة بينما الواقع يقول أن هذا الانسان أصبح كبيرًا وأكبر من هذا النظام.
وأضاف: ان اساس الحكم في العالم القديم يقوم على التالي: "بما انني امتلك السطلة يعني ان الله معي"، والعالم الحديث يحمل نفس الفكر بلغة مختلفة. والسبب خلف إصرار الغرب الشديد على دعم الصهاينة الذين يستغلون الأسس والمعتقدات الاساسية لليهود هو ان اليهود يمتلكون الاموال ولديهم الاسلحة والقوة وبالتالي يعتقدون ان الله معهم. هذا أساس جاهلي وقاتم ويخالف الاساس الذي بنى عليه الأنبياء وجهات نظرهم.
وأكّد السيد ان الحكم المستقبلي لن يكون غربياً ولا شرقيًا بل سيكون الاثنين معًا أي "حكم" بكل ما للكلمة من معنى حكم عالمي وحكم مسؤول امام كل البشر وحكم حرّ وعادل.
وإيران كانت الأولى التي تنبهت لتنامي هذا النظام وقامت بالثورة الاسلامية وغيّرت نظامها بأقل خسائر وأثمان ونحن نعتقد ان مستقبل العالم سوف يكون على هذه الشاكلة من خلال نهضة الشعوب.