وكالة أنباء الحوزة ــ الدولة العباسية تعيش فترة الاحتضار وتدخل في أطوار الخضوع والذل والاستكانة بعد أن حكمت الأمصار التابعة لها زهاء قرنين، فأصبحت تمزّقها دويلات تنشأ في رقعتها وحولها تنخر في جسدها المتهالك حتى غلبتها على سلطانها وتوزّعت أشلاء الدولة العباسية فحكمت بغداد الدولة البويهية، فيما حكمت مصر والشام وحلب والحجاز الدولة الأيوبية، أما بلخ وغزنة ونيسابور وخراسان والهند فكانت تحت سيطرة دولة سبكتكين...
وفي تلك الفترة ظهر السلاجقة واستشرى أمرهم فأخذوا ينازعون آل سبكتكين ملكهم، واستولوا على طوس ونيسابور وغيرها غير أن الملك محمود بن سبكتكين استطاع أن يلحق بهم هزائم منكرة ومازالت الحوادث بين الفريقين بين مد وجزر حتى استعان خليفة بغداد القائم العباسي بالملك السلجوقي طُغرل بيك على البويهيين فدخل السلاجقة بغداد وصاهر طغرل بيك الخليفة ووقع العراق في قبضتهم ثم ملكوا دمشق وقويت شوكتهم وظلوا يحكمون بغداد أكثر من مائة عام وامتد ملكهم من الصين إلى الشام وإلى اليمن، ولم تلبث أن دبّت بينهم روح التفرّق والضعف وسال عليهم سيل التتار الجارف من مشارق آسيا فاكتسحوا دولتهم ودخلوا بغداد وقتلوا خليفتها المستعصم وآلافاً مؤلفة من خواصها وعوامها وأبادوا ذخائرها العلمية والأدبية النفيسة.
وفيما كانت بغداد تسقط في أيدي التتار كانت الدولة الأيوبية في مصر تتهاوى أمام المماليك الذين أوقفوا زحف التتار وصدوا هجماتهم وأخرجوهم عن أرض مصر ...
في تلك الحالة السياسية المزرية المليئة بالفتن والنزاعات والحروب الطاحنة التي كانت تعيشها الأمصار الإسلامية كانت الحالة الاجتماعية أشد سوءاً، ففي الوقت الذي كانت الأسر الحاكمة تستأثر لنفسها بالقصور وتنعم برغد العيش، والرفاهية ويكثر عندهم الرقيق من الغلمان والجواري للخدمة والتمتع كانت الطبقة العظمى من الشعب تعيش حالة الكفاف وشظف العيش وإلى جانب هذه الطبقية فقد شاع الفساد الإداري والخلقي وفشت الرشوة حتى صارت تقليداً متبعاً.
لكن رغم هذه الظروف الصعبة فقد أنتجت تلك الفترة الكثير من العلماء والأدباء الكبار منهم نصير الدين الطوسي, وقطب الدين الشيرازي, وابو عبد الله آجروم, ورضي الدين الاستربادي, أما من الشعراء فقد ظهر شهاب الدين التلعفري, وعلاء الدين المارديني, ونظام الدين الأصفهاني, وصفي الدين الحلي الذي كان نسيجاً وحده بين شعراء عصره حتى أصبح مالكاً لزمام اللغة والشعر يصرفهما أنى شاء، وكيف شاء وحتى عدّ أشهر شعراء العربية على الإطلاق في زمانه، وحقق الشهرة والمجد في كل البلاد التي زارها.
النسب العريق
ولد أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي ــ صفي الدين الحلي ــ عام (677هـ/1277م) في الحلة ونشأ محباً منذ صغره للأدب واللغة فعكف على أسفارهما اطّلاعا ودراسة وحفظاً وقال الشعر فطرة وصناعة معاً في سن مبكرة فأجاد وأعجب حتى اشتهر شعره في البلاد، ونظرة يسيرة إلى ديوانه ورسائله ومؤلفاته تفصح لك عن مقدار ما حظي به من الثقافة الأدبية ومبلغ ما قرأ من أشعار العرب وأيامهم وحكمهم.
نشأ صفي الدين في أسرة عريقة تعود لقبيلة سنبس العربية إحدى قبائل طي وهي قبيلة أمه وأبيه وكانت هذه القبيلة قد أنمت الكثير من السادات والأشراف وهم أعمام وأخوال صفي الدين الحلي فكانوا ذوي مكانة ولهم مقام الرياسة والإمارة في الحلة، يقول فيهم صفي الدين الحلي:
فكيف ولم يُنسبْ زعيمٌ لسنبسٍ *** إلى المجدِ إلا كان خاليَ أو عمّي
الحرب
وكانت هذه القبيلة ــ سنبس ــ مثار حسد قبيلة (آل فضل) إحدى لدّاتها من القبائل فجعلت تنافسها في الجاه والسلطان وسرعان ما تحوّل هذا الحسد إلى حقد وضغينة فاشتعلت بذلك نار البغضاء والعداوة بين القبيلتين وكانت إمارة الحلة قد آلت إلى (جلال الدين ابن محاسن) أكبر أخوال صفي الدين فانتشرت الفوضى في بلاد العراق على أثر الخلاف الناشب بين آل هولاكو على ممالكهم في عهد الملك غازان واضطرب الأمن في الحلة ووقع النزاع فاستغل آل الفضل هذه الفوضى وغدروا بصفي الدين بن محاسن أخي جلال الدين أمير الحلة وقتلوه غيلة وهو في مسجده فثارت لمقتله ثائرة قومه ونزع بهم عرق الوراثة إلى الانتقام والأخذ بالثأر.
أما صفي الدين فإنه لم يكتف برثائه الحار لخاله المغدور ولم يرق له سكب الدموع عليه ما لم تمزج الدموع دماء الثأر:
سفهاً إذا شُـــــــقّتْ عليكَ جيوبُ *** إن لم تُشــــــقّ مرائرٌ وقلوبُ
وتملّقاً سكبُ الدموعِ على الثرى *** إن لم يمازجها الدمُ المسكوبُ
فعزم على الثأر وصمم على البكاء عليه بالسيوف والرماح بدلاً من الدموع فإن ذلك أشفى للغليل وأبلغ لبرد الصدور بفناء (آل أبي الفضل):
فلأبكينكَ بالصـــــوارمِ والقنا *** حتى يحطّم ذابلٌ وقضيبُ
لا يأملن بنو أبي الفضلِ البقا *** إنّ الفنــــــاءَ إليهمُ لقريبُ
فكان صفي الدين في طليعة مقاتلي قومه يشعل فيهم نار الحماس ويحث بهم روح الإنتقام ويحرض خاله جلال الدين على الأخذ بثأر أخيه:
لجأتُ إلى ركــــنٍ شـديد لحربكم *** أشدُّ بـــــه أزري وأعلي به نجمي
وظلتُ كأني أملـــــك الدهرَ عزةً *** فلا تنــــزلُ الأيامُ إلا على حكمي
ملاذي جلال الدين نجـل محاسنٍ *** حليفُ العفافِ الطلقِ والنائلِ الجمِّ
أطعتك جهدي فاحـتفظ بي كأنني *** لنصرِكَ لا ينفلُّ حـدّي ولا عزمي
وامتلأ شعره في هذه الحقبة بالفخر والحماسة ووصف الوقائع فكان صدى صادقاً لما يجري من حوله من الأحداث:
ولما أبت إلا نزالاً كمـــــــــــــاتهم *** درأت بمهري في صدورِ المقانبِ
فعلّمتُ شمَّ الأرضِ شمَّ أنوفـــــــهم *** وعوّدتُ ثغرَ التربِ لثـــمَ الترائبِ
بطرفٍ علا في قبضةِ الريحِ سابحٍ *** له أربع تحكي أنـــــــــاملَ حاسبِ
ومســـــرودةٍ مـن نسجِ داوودَ نثرةً *** كلمعِ غــــــــديرٍ ماؤه غــيرَ ذائبِ
واسمرِ مهــــــزوزِ المعاطفِ ذابلٍ *** وأبيض مسنون الغرارين قــاضبِ
ولبثت الحروب سجالاً حتى استطاع صفي الدين وقومه ان يثخنوا فيهم وقد سجل هذا النصر في قصيدته النونية التي أصبحت نشيد الفروسية العربية على مدى الأجيال:
سلي الرماحَ العوالي عن معالينا *** واستشهدي البيض هل خابَ الرجا فينا
إنّا لقوم أبت أخـــــــــلاقنا شرفاً *** أن نبتدي بالأذى مـن ليــــــــــس يؤذينا
بيضٌ صنائعُنا سودٌ وقـــــــائعُنا *** خضرٌ مرابـــــــــــــــعُنا حمرٌ مواضينا
انقلاب الموازين
غير أن الأيّام تقلّبت به وبقومه وتحوّلت عنه واستطال عليه أعداؤه وعلوا على قومه وحاولوا قتله فاضطر إلى مغادرة الحلة، فغادرها إلى ماردين وفيها الدولة الأرتقية من بقايا الدولة السلجوقية التي كانت تحكم فضلاً عن ماردين ديار بكر بن وائل فالتقى فيها بالملك المنصور الذي أكرمه ورفع مكانته وقرّبه إليه وعاش صفي الدين زمناً طويلا في كنف هذه الدولة وقد وجد ملوكها فيه رجلاً ذا مكانة ورأي واضح في توجيه سياستهم وإدارة أمورهم وقد حظي بنفس المنزلة عند الملك العادل والملك الصالح ولدى الملك المنصور ثم ذهب إلى الحج وزيارة قبر النبي (ص)، فعرّج على مصر فلقي بها حفاوة بالغة وترحيباً عظيماً والتقى هناك بالملك محمد بن قلاوون، وكانت فترة هذا الملك من أزهى فترات المماليك فقد امتلأت بالعلماء والأدباء والشعراء وقد أشار ابن الأثير على صفي الدين بعد أن التقاه في مصر بجمع ديوانه ثم رحل صفي الدين إلى حماة والتقى بملكها المؤيد إسماعيل ويظهر من ديوانه ومن مناسبات قصائده أنه كان ينتقل كثيراً في البلاد وكان يتوجّس خيفة من الرجوع إلى بلدته الحلة رغم شوقه الشديد إليها لكثرة أعدائه المتربّصين به.
تشيعه وشعره
كان صفي الدين صلب العقيدة متمسكاً بدينه وحبه للنبي (ص) وولائه لأهل البيت (ع) ويظهر ذلك من خلال قصائده التي مدحهم بها يقول في إحدى مدائحه النبوية والتي بلغت تسعين بيتاً:
ترضُّ الحصى شوقاً لمن سبّح الحـصى *** لديه وحيا بالســـــــلامِ بعيرُها
إلى خيرِ مبعــــــــــــــوثٍ إلى خيـرِ امةٍ *** إلى خيرِ معبودٍ دعاها بشيرُها
ومن اخمدتْ مع وضـــــــعه نارُ فارسٍ *** وزُلزلَ منها عرشُها وسريرُها
ومن نطقتْ توراةُ موسى بفـــــــــــضلِهِ *** وجاءَ به إنجيـــــــلها وزبورُها
ومن بشّر اللهُ الأنـــــــــــــــــــــــامَ بأنه *** مُبشــــــــرها عن دينهِ ونذيرُها
محمدُ خيرُ المرســــــــــــــــلين بأسرِها *** وأولها في الفضلِ وهو أخيرُها
وعندما قال ابن المعتز قصيدته البائية التي مطلعها:
ألا من لعينٍ وتسكابِها *** تشكي القذى وبكاها بها
والتي يفضل فيها العباسيين على العلويين ثارت ثائرة صفي الدين الحلي لهذا التفضيل الباطل الذي عارض القرآن والأحاديث النبوية والحقائق التاريخية والعقل والمنطق فرد على ابن المعتز بقصيدة تبلغ أكثر من أربعين بيتا منها:
ألا قلْ لشرِّ عبيــــــــــــدِ الإلهِ *** وطاغــــــي قريشٍ وكذّابِها
وباغي العبــــاد وباغـي العناد *** وهـاجي الــــكرام ومغتابها
أأنت تفـــاخرُ آلَ النـبــــــــــيِّ *** وتـجحدُها فضـــلَ أحسـابِها
بكم بــــاهلَ المصطفـى أم بهمْ *** فـردَّ العداة بأوصـــــــــابِها
أعنكمْ نفى الرجسَ أم عنــــهمُ *** لطــهرِ النفـــــــوسِ وألبابِها
أما الرجس والخمر من دابـكمْ *** وفـرط العبــــــادةِ من دابِها
وقلتَ ورثنا ثيـــــــــابَ النبـيِّ *** فكـمْ تجذبونَ بأهدابِـــــــــها
وعندكَ لا يورث الأنبيـــــــــا *** فكيـف حظيتـــــــــم بأثوابِها
فكذّبتَ نفسَكَ في الحالتيــــــن *** ولم تعلم الشهدَ مـــن صابِها
ويقول في آخرها وهو يضع ابن المعتز موضعه الذي يستحقه بعد أن تطاول على أمر فوق مستواه:
فدع ذكرَ قــــومٍ رضوا بالكفاف *** وجاؤوا الخـــــلافة من بابِها
هُمُ الزاهدونَ هـم العابــــــــدونَ *** هم الســـــــاجدون بمحرابِها
همُ قطبُ ملــــــــــــــةِ دينِ الإلهِ *** ودور الرحى حـول أقـطابِها
عليكَ بلهوكَ بـالغــــــــــــــانياتِ *** وخلِّ المعالي لأصــــــحابِها
ووصفِ العـذارى وذاتِ الخمار *** ونعتِ العقـــــــــــارِ بألقابِها
وشعركَ في مــدحِ تركِ الصـلاة *** وسعي السقاة بأكـــــــــوابِها
فذلكَ شـــــــــــــــــأنكَ لا شأنهم *** وجري الجيادِ بــــــأحسـابِها
وله قصيدة دالية مشهورة في مدح سيد الوصيين علي بن أبي طالب (ع) وهي من غرر الشعر العربي يقول فيها:
جُمعتْ فـي صفـــــاتِكَ الأضدادُ *** فلهذا عــــــــــزّتْ لكَ الأندادُ
زاهدٌ حاكــمٌ حليمٌ شجـــــــــــاعٌ *** ناسكٌ فاتكٌ فقيـرٌ جــــــــــوادُ
شِيَمٌ ما جُـمـــــــــعنَ في بشرٍ قــــــــــــــط ولا حازَ مثلـهـــــــنَّ العِبادُ
خلقٌ يُخـجلُ النسيـمُ من اللطفِ *** وبأسٌ يذوبُ منه الجـــــــــمادُ
فلهذا تـعمّقتْ فيكَ أقـــــــــــوامٌ *** بأقوالهم فزانـــــــــــوا وزادوا
وغلـتْ في صفاتِ فضلِكَ (ياسيــــــــــــن) و(صادٌ) والِ ياسينَ وصادِ
ظهـرت منكَ للورى مـعجزاتٌ *** فأقــــــــــــرَّت بفضلِكَ الحُسَّادُ
إن يـكذّب بها عــــــداكَ فقد كـــــــــــــــذّبَ من قبـــــلِ قومِ لوطٍ وعادُ
أنـتَ سرُّ النبيِّ والصنوُ وابنُ الــــــــــــعمِّ والصــــهرُ والأخِ المستجادُ
بكـمُ بــــــــــــــــاهلَ النبيُّ ولم *** يُلـف لكــــــــــــمْ خامسٌ فيزادُ
كنــتَ نفساً له وعـــــــــــرسكَ *** وابناكَ لديهِ النســـــاءُ والأولادُ
جــلّ معناكَ أن يحيـــــــــطَ به *** الشعرُ وتُحصي صـــفاتِهِ النقادٌ
إنّما اللهُ عنكمُ أذهبَ الرجـــسَ *** فرّدت بغيــــــــــــــظِها الأحقادُ
ذاكَ مدحُ الإلهِ فيكمْ فإن همتَ *** بمدحٍ فـــــــــــــــذاكَ قولٌ معادُ
ومن شعره في هذا الغرض أيضاً
توال عليّاً وأبنــــــــــــاءه *** تفزْ في المعـادِ وأهوالِه
إمامٌ له عقد يومِ الغديــــر *** بنصِّ النبــــــيِّ وأقوالِهِ
له في التشهُّدِ بعد الصلاة *** مقامٌ يخبّر عـــــن حالِهِ
فهل بعد ذكرِ إلهِ السمـاء *** وذكر النبيِّ سوى آله ؟
وله في أهل البيت (ع) قصائد كثيرة نكتفي منها بما ذكرناه
قالوا فيه
أجمعت المصادر على تشيّعه وتمسكه بولاية أهل البيت (ع) والبراءة من أعدائهم من ذلك ما رواه مجد الدين الفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط حيث قال: اجتمعت سنة 747 بالأديب الشاعر صفي الدين الحلي بمدينة بغداد فرأيته شيخاً كبيراً وله قدرة على النظم والنثر وخبرة بعلوم العربية والشعر وكان شيعيا قُحّاً ومن رأى صورته لا يظن انه ينظم ذلك الشعر الذي هو كالدر في الأصداف.
وقال عنه صلاح الدين الصفدي: نظم الشعر وله سبع سنين فلما بلغ الحلم اشتغل بالعربية والأدب ثم بلغ الرياسة ورحل إلى البلاد ودخل إلى القاهرة وكتب عنه أبو محمد الحلبي, وأبو الفتح سيد الناس, وأبو العباس, وتقدم في علم الأدب والشعر وله ديوان كبير وكان شيعياً.
وقال ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة: إن صفي الدين تعاطى صناعة الأدب فمهر في فنون الشعر كلها وتعلم المعاني والبيان وصنف فيها.
وفضلاً عن ديوانه الكبير فقد ألف صفي الدين العديد من المؤلفات القيمة ذكرها جرجي زيدان في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية). منها:
1 ــ درر النحور وتسمى أيضاً بـ (الأرتقيات)
2 ــ العاطل الحالي والمرخص الغالي
3 ــ الأغلاطي
4 ــ صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء
5 ــ الخدمة الجليلة
عاش صفي الدين حياته متنقلاً من بلد الى آخر بسبب الحروب ويصف ذلك قائلاً: (ثم جرت بالعراق حروب ومحن وطالت خطوب وفتن أوجبت بعدي عن عريني وهجر أهلي وقريني بعد أن اكتمل لي من الأشعار ما سبقني إلى الأمصار وحدت به الركبان في الأسفار).
وأخيرا استقر به المقام في بغداد فمات بها أوائل عام (750هـ/1339م)