وكالة أنباء الحوزة ـ قال خطباء لبنان في خطب الجمعة إننا في الوقت الذي ندين إجراءات العدو وممارساته الإرهابية وضغوطه وحصاره المستمر للشعب الفلسطيني، نحيي صمود هذا الشعب وتضحياته، ونجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية لتقديم الدعم له بكل الوسائل.
السيد فضل الله: ندعو الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة والتضامن والتماسك
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين واليه مالك الأشتر عندما ولاه مصر حين قال له: "ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله.. إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا، ومن شركهم في الآثام، فلا يكونن لك بطانة، فإنهم أعوان الأثمة، وإخوان الظلمة...".
لقد أراد الإمام علي من خلال ذلك أن يبين أن لا مكان في مواقع الحكم للبخلاء، ولا الجبناء، ولا الحريصين، ولا أصحاب السوابق، ممن هم أعوان الظالمين والفاسدين، بل للأصفياء الأطهار الذين تمتلئ قلوبهم حبا للناس. لقد راهن الإمام علي على هؤلاء لبناء مجتمع العدل بالإحسان، وبهؤلاء نواجه التحديات.
اضاف: "البداية من لبنان، حيث يتطلع اللبنانيون مع بدء اجتماعات الحكومة إلى الالتزام بما وعدت به في بيانها الوزاري من مواجهة الفساد والهدر، والتخفيف من المشكلات الاقتصادية والمالية، والمعالجات الجدية للقضايا الملحة معيشيا واجتماعيا وصحيا وبيئيا، ولا سيما ملف الكهرباء".
وقال: "في هذا السياق، فإننا ندعو الحكومة التي طرحت عناوين في بيانها الوزاري إلى تحمل مسؤوليتها في هذا البيان، فلا يكون، كما اعتدنا في البيانات الوزارية، حبرا على ورق، أو أمنيات وأحلاما تقدم للمواطنين. إننا نريده أن يكون مشروع عملها، وأن تحاسب على أساسه، سواء من قبل المجلس النيابي أو من قبل الشعب اللبناني. ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة وهي تبدأ عملها إلى أن يتحول هذا البيان إلى خطط واقعية، وإلى مشاريع وقوانين ومراسيم، وفق آليات محددة ودقيقة، تأتي بعد دراسة عميقة للملفات التي نعلم أن هناك رؤى متعارضة لكيفية معالجتها أو التعامل معها، على أن ينطلق البحث والتشاور حولها من موقع الحرص على المصلحة الوطنية الجامعة، لا من مصالح طائفية أو مذهبية أو فئوية أو محاصصات".
ملف النازحين
وتابع: "وفي ضوء ذلك، نعيد ونؤكد أنه لا يجوز لملف النازحين السوريين أن يكون، كما حصل بالأمس داخل مجلس الوزراء، معرض خلاف كبير بين القوى السياسية التي عليها جميعا أن تتعاطى بحكمة، وبروح وطنية مسؤولة، وبموضوعية، في معالجته، بعيدا عن كل الحسابات الداخلية والخارجية والمصالح الخاصة، بعد أن بات واضحا أن الجميع يسلم بالأثقال الضخمة والأعباء الكبيرة التي يلقيها هذا الملف على البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا، فالكل يعرف أن مماطلة الدول الكبرى في معالجة هذا الملف في الغالب تعود إلى أسباب سياسية، لا إلى أسباب إنسانية. ونحن لا نرى حجة لعدم توافق الجميع على عودة النازحين بشكل آمن إلى المناطق الآمنة بدل انتظار الحل السياسي الذي يبدو أنه لا يزال بعيدا".
الزواج المدني
وقال: "وفي مجال آخر، نتوقف عند قضية الزواج المدني التي أثيرت في الفترة الأخيرة، وأدت إلى انقسامات أخذت أبعادا دينية وسياسية، لنعلن بوضوح وقوفنا إلى جانب كل الذين دعوا إلى طي هذا الملف، ولا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها البلد، ولنقول إن قضية تحمل مثل هذه الحساسية الدينية والاجتماعية والطائفية لا يمكن أن تعالج بالسجالات الحادة، وبعقلية تسجيل النقاط، بل تحتاج إلى دراسة معمقة وموضوعية تأخذ بعين الاعتبار موقع الدين وتأثيره في هذا البلد وانتظام الأسرة، وأن لا يكون موقعا للجدل حول مشروعية تكوينها".
فلسطين
وتابع: "ننتقل إلى ما يجري في فلسطين المحتلة من ضغط صهيوني مستمر على الشعب الفلسطيني الذي يمر بمرحلة هي من أصعب المراحل وأخطرها، بالنظر إلى استفراد العدو بهذه القضية بعد انفتاح العرب عليه، وإدارة ظهرهم للقضية الفلسطينية، وعدم تأمين مقومات صمود شعبها، وهو ما يشجع العدو على التمادي في سياساته العدوانية، والتي كان آخرها قرار المضي في تهويد مدينة القدس، وإقفال بعض أبواب المسجد الأقصى، واعتداءاته على المصلين، ومصادرته لأموال عوائل الشهداء والأسرى".
وختم: "إننا في الوقت الذي ندين إجراءات العدو وممارساته الإرهابية وضغوطه وحصاره المستمر للشعب الفلسطيني، نحيي صمود هذا الشعب وتضحياته، ونجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية لتقديم الدعم له بكل الوسائل، كما ندعو الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة والتضامن والتماسك، بدلا من السياسات التي تزيد من الانقسام لحساب العدو وعلى حساب مصلحة الشعب الفلسطيني وتطلعاته التحررية".
الشيخ دعموش: حزب الله جاد في حماية لبنان من الهيمنة الاميركية
اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في تصريح "أن اليوم هناك مشكلات كثيرة يعاني منها البلد على الصعيد السياسي والاجتماعي والإقتصادي والمالي والمعيشي والفساد والهدر، ومعالجة هذه المشاكل تحتاج الى إرادة جدية من كل الأطراف السياسية في البلد، وإلى تظافر جهود وتضامن الجميع داخل الحكومة، مشيرا "ان "حزب الله" يمد يده إلى الجميع للعمل على تحقيق الأولويات والإنجازات التي يتطلع إليها اللبنانيون، وهو على استعداد للتعاون مع الجميع من أجل مكافحة الفساد الذي تحدث عنه الجميع في المجلس النيابي وعبر الجميع عن ضرورة مكافحته".
اضاف :" ان الواقع الصعب الذي يعيشه لبنان على أكثر من صعيد لا يعني أن نيأس أو نفقد الأمل أو ننكفىء، نحن سنتابع ونشارك ونعمل بكل جدية وصدق لخدمة أهلنا وبلدنا ولن نتخلى تجاه الناس وكل اللبنانيين".
وأكد " سيبقى حضورنا قويا وفاعلا على المستوى الداخلي وفي المقاومة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وان لم يعجب ذلك السفيرة الاميركية في لبنان التي حرضت قبل أيام على "حزب الله" معربة عن "قلق بلادها من حضور "حزب الله" القوي في لبنان والمنطقة".
ولفت الى انه "من الطبيعي أن تقلق اميركا من "حزب الله"، بعدما فشلت في كل محاولاتها لاضعاف المقاومة في لبنان بفعل وعي شعبها، والتفافهم حول خيار المقاومة، فالمقاومة جزء من النسيج اللبناني، وهي صادقة مع شعبها ومخلصة لوطنها، وتحمي إلى جانب الجيش والشعب هذا البلد من الأخطار والتهديدات والأطماع الإسرائيلية. ومن الطبيعي أن لا يصغي اللبنانيون إلى التحريض الاميركي المستمر على "حزب الله".
ورأى "بأن اميركا قلقة لأن "حزب الله" جاد في حماية لبنان من الهيمنة الاميركية، ومنع الخارج من التدخل في شؤونه الداخلية، وجاد في مكافحة الفساد، وإصلاح الوضع الداخلي والحفاظ على قوة لبنان لمواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية".
وختم بالقول: "ستبقى المقاومة حاضرة بقوة تتحمل مسؤولياتها تجاه بلدها، وتقوم بما يمليه عليها واجبها الوطني والاسلامي والإنساني وإن لم يعجب ذلك اميركا وحلفاءها".
الشيخ حبلي إستغرب الضجة حول زيارة الغريب ودعا الشعوب العربية الى رفض التطبيع
إستغرب الشيخ صهيب حبلي "الضجة التي أثارها بعض الوزراء حول زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا، بينما التزموا الصمت حيال تصريحات السفيرة الأميركية في لبنان، والتي تعتبر إنتهاكاً وخرقاً للأعراف الدبلوماسية تستوجب موقفاً من الحكومة اللبنانية ومن وزير الخارجية تحديداً، وأكد أن حزب الله هو شريك ومكون سياسي أساسي في الوطن".
كما سأل الشيخ حبلي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد إبراهيم في صيدا، عن "سبب طرح مسألة الزواج المدني في هذا التوقيت"، مشيراً إلى أنه "بغض النظر عن الموقف الشرعي، الا أن طرح هذا الموضوع الآن يبدو محاولة مكشوفة للتعمية على مواضيع أخرى أهم، لا سيما في ما يتعلق بالملفات الحياتية والمعيشية للمواطن".
من جهة ثانية، دعا الشيخ حبلي الى "مواصلة الحملة من أجل كشف وفضح مكامن الفساد في الدولة ومختلف المؤسسات والمرافق"، منوهاً بـ"الإجراءات التي إتخذت في مستشفى الفنار"، داعياً الى "استكمال الخطوات على باقي المستشفيات والمؤسسات خصوصا وان الفساد وصل الى مستويات خطيرة لا يمكن السكوت عنها بعد اليوم، كما أن المواطن بات يعوّل على استعادة الثقة بالدولة وأجهزتها من أجل وضع حد للفساد المستشري على مختلف الصعد".