وكالة أنباء الحوزة - ثمة سؤال يطرح: ما هي الثورات التي خرجت بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: ما هي الثورات التي خرجت بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)؟
الجواب: لقد حصلت جملة من الثورات بعد النهضة الحسينية والتي كانت الثورة الحسينية مشكاتها ونورها الهادي في الثورة والخروج على الطواغيت من الحكام، نذكر منها:
ثورة أهل المدينة:
وهي التي خرج فيها الصحابة وابناء الصحابة في المدينة على يزيد بن معاوية وخلعوه بعد السنة التي قتل فيها الحسين (عليه السلام)، وقد بيّن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة ـ كما ينقل السيوطي في (تاريخ الخلفاء ص193) علّة هذا الخروج بقوله: ((والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنّه رجل ينكح أمهات الأولاد والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة)).
وقد اعدَّ لهم يزيد جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة الذي دخل المدينة واستباحها لمدة ثلاثة أيام، وانتهك الأعراض حتى قيل إنه أفتضت فيها ألف عذراء، وقد قتل في هذه الواقعة خلق كثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مهاجرين وأنصار قريش ومثلهم من الأنصار وأربعة الآف من سائر الناس وغيرهم على أقل تقدير قتل فيها من الهاشميين خمسة رجال، وبضع وتسعون من سائر الناس ممن أدركه الإحصاء دون من لم يعرف - حسب تعبير المسعودي في (مروج الذهب ج 3 ص 79).
ثورة التوابين:
كانت سنة 65 للهجرة، وهم الذين خرجوا بعد مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) وقد فاتتهم المشاركة في كربلاء ورفعوا شعار (( يالثارات الحسين)) وقاتلوا الجيش الأموي بعين الوردة، حتى استشهدوا، وكان قائدهم الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي. راجع كتاب ( التوابين / لإبراهيم بيضون).
ثورة المختار:
كانت سنة 66 للهجرة ، وهي الثورة التي قام بها المختار بن عبيد الله الثقفي في الكوفة، وقام بقتل قتلة الحسين (عليه السلام)، وهذه الحركة سيطرت على العراق نحو سنتين.
ثورة زيد بن علي:
وهي الثورة التي قام بها زيد بن الامام السجاد (عليه السلام) في الكوفة سنة 121 للهجرة ضد هشام بن عبد الملك حيث بلغ تردي الأوضاع وانتشار الظلم والفساد والفقر وبذخ الحكام مبلغاً لا يطاق، مما حدا بزيد الشهيد للقيام بثورته المباركة التي أيّدها أئمة أهل البيت(عليهم السلام).
خروج يحيى بن زيد:
كانت سنة 125 للهجرة بعد مقتل أبيه زيد، وقد اقبلت اليه جيوش عمر وبن زرارة في زهاء عشرة آلاف وهو مقيم بأبرشهر - من نواحي طوس - فقاتلهم يحيى وما معه إلا سبعين فارساً فهزمهم وقتل عمر بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منه دواب كثيرة، ثم أقبل حتى مر بهراة وعليها المغلس بن زياد فلم يعرض أحد منهما لصاحبه وقطعها يحيى حتى نزل بأرض الجوزجان فسرح اليه نصر بن سيار سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم بقرية يقال ارغوى وعلى الجوزجان يومئذ حماد بن عمرو السعدي، وعبأ يحيى أصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشد قتال، حتى قتل أصحاب يحيى كلهم، وأتت يحيى نشابة في جبهته، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله صلوات الله عليه ورضوانه. (انظر مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني، ص 103).
وهناك حركات وثورات أخر كثيرة لا يمكن الاحاطة بها بهذه العجالة ولكن نرشدكم الى كتاب (مقاتل الطالبيين) المتقدم لتطلعوا بالخصوص على ثورات العلويين كثورة الحسين صاحب فخ، وثورة ابني عبد الله بن الحسن وغيرهم.