وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: ما هو السبب في زواج النبي (ص) بخديجة على الرغم من كبر سنها؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: هل هناك تفسير عقائدي حول زواج النبي محمد (ص) بالسيدة خديجة وهي تكبره بالعمر؟ وما هو رأيكم حول النظرة السيئة للمجتمع إتجاه الرجل عند زواجه من امرأة أكبر منه ؟
الجواب:
الأول: هناك اختلاف في سن خديجة (عليها السلام) حين الزواج، والأقوال في ذلك متعددة لكن الذي عليه التحقيق كما يذكره العاملي في (الصحيح من السيرة) إن سنها حين الزواج كان 28 سنة فهي لا تزيد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا بثلاث سنوات، بخلاف القول المتبنى من قبل المخالفين من أن عمرها كان 40 سنة، وهذا الفارق لا يعد كبيراً.
والذي نستطيع استفادته أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان ينظر إلى خديجة كونها المرأة المتكاملة التي تليق به كزوجة ولا يعد الفارق العمري عائقاً من الزواج بها، فهو صلوات الله عليه علمنا أن لا ينظر الرجل إلى مال المرأة أو جمالها، بل ينظر إلى دينها وعفتها.
الثاني: مرة يكون السبب من زواج الرجل من المرأة الكبيرة هو عزوف النساء الصغيرات عن الزواج به، فتنشأ مثل هكذا نظرة سيئة، ولكن هذه النظرة ليست دائماً صائبة وعادلة بل قد تكون في بعض الأحيان خاطئة وظالمة، وذلك لأن في بعض الأحيان يكون الدافع للزواج بالمرأة الكبيرة هو امتلاك تلك المرأة لكمالات يستهان بها عند وجود فارق عمري بين الزوجين.
وأخرى يكون الزواج من امرأة تكبره طمعاً في مالها بغض النظر عن دينها، فهنا يكون مورد النقد والتقبيح، وبالحقيقة فإن حسن الزواج بالمرأة الكبيرة أو قبحه يرجع إلى أصل الدافع من وراء هذا الزواج.