وكالة أنباء الحوزة_ علماء اليمن الغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم ومن منطلق المسئولية الملقاة على عواتقهم وما أوجبه الله تعالى عليهم من الصدع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبيين للناس كما قال تعالى: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) يتابعون أحداث العدوان المستمر على الشعب اليمني من قبل ما يسمى بدول التحالف العربي الذي تقوده الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل مستعينين بقرن الشيطان وأدواتهم في المنطقة العربية ويواكبون مجرياتها أولاً بأول منذ اليوم الأول وهاهو العدوان يكمل عامه الثاني دون أن يتوقف يوماً واحداً مرتكباً أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني في ظل تواطؤ دولي وسكوت مخزي من قبل المنظمات الدولية.
إليكم نص البيان؛
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير ) والقائل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين).
والصلاة والسلام على النبي الأكرم وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين، وبعد ..
فإن علماء اليمن الغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم ومن منطلق المسئولية الملقاة على عواتقهم وما أوجبه الله تعالى عليهم من الصدع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبيين للناس كما قال تعالى: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) يتابعون أحداث العدوان المستمر على الشعب اليمني من قبل ما يسمى بدول التحالف العربي الذي تقوده الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل مستعينين بقرن الشيطان وأدواتهم في المنطقة العربية ويواكبون مجرياتها أولاً بأول منذ اليوم الأول وهاهو العدوان يكمل عامه الثاني دون أن يتوقف يوماً واحداً مرتكباً أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني في ظل تواطؤ دولي وسكوت مخزي من قبل المنظمات الدولية التي حملت على عاتقها الحفاظ على حقوق الإنسان والانتصار لحريته وفض النزاعات وحل المشاكل الدولية ابتداءاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن التي صارت مظلة لتبرير وتشريع الظلم التي ترتكبه أنظمة الاستكبار العالمي بحق الشعوب المستضعفة ومروراً بالمنظمات الإنسانية والحقوقية والهيئات والتجمعات العلمائية وانتهاء ببعض الرموز الدينية والقبلية والاجتماعية التي آثرت حالة السكوت والتفرج عن هذا المنكر العظيم والجرم الكبير الذي يرتكب بحق الشعب اليمني طيلة عامين كاملين.
وإن علماء اليمن إذ يحيون الشعب اليمني جيشاً ولجاناً شعبية ومواطنين على صمودهم وصبرهم وثباتهم طيلة فترة العدوان، والبطولات التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، والتضحيات الجسيمة التي قدمها المجاهدون الأبطال، والصبر العظيم الذي تحلى به الشعب اليمني أمام كل المصائب والمحن فإنهم يؤكدون على الآتي:
أولاً: يؤكدون على مظلومية الشعب اليمني وعدالة قضيته وأن الأمر بات واضحاً للجميع بأنه صراع بين حقٍ وباطل، حقٍ يمثله الشعب اليمني، وباطل تمثله دول العدوان ومرتزقته.
ثانياً: يؤكدون من جديد على وجوب الدفاع عن النفس والعرض والمال والدين وأن الجهاد بات فرض عين على كل قادر على حمل السلاح، وعلى جميع فئات الشعب بكل فئاته وطبقاته كلاً من موقعه وفي مجال اختصاصه ومن منطلق مسئوليته التحرك الجاد والفاعل ويؤكدون على وجوب وضرورة رفد جبهات القتال بالرجال والمال والسلاح.
ثالثاً: يؤكدون على أصحاب الكلمة في مقدمتهم العلماء والخطباء على ضرورة تحفيز وتنشيط همم الناس للجهاد في سبيل الله وأن السكوت عن هذه الجرائم يعد خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن ما يجري على الشعب اليمني من عدوان ظالم منكرٌ عظيمٌ يجب على الناس جميعاً وفي مقدمتهم العلماء والخطباء إنكاره ودحض شبهاته لوضوح الأمر أيما وضوح إذ لم يبق عذرٌ لأحد.
رابعاً: يحمّل علماء اليمن المنظمات الدولية وفي مقدمتهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات والمنظمات العلمائية وسائر الأنظمة العربية والإسلامية كامل المسئولية عن الجرائم التي ارتكبت ولا زالت بحق الشعب اليمني والمجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية في الوقت الذي لم يحركوا ساكناً ولم يفعلوا شيئاً لإيقاف هذه الحرب الظالمة ، ويدعونهم إلى الاضطلاع بمسئوليتهم لاسيما الهيئات والمنظمات العلمائية الإسلامية التي كان ينبغي لها أن تكون في مقدمة الساعين لإيقاف هذه الحرب وحل المشاكل وفض النزاعات على المستوى العربي والإسلامي وهم يقرأون قول الله تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) وقوله تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين) ويسمعون قول نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم «الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس».
خامساً: يدعو علماء اليمن الشعب اليمني إلى مزيد من الصبر والثبات والصمود أسوةً بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي حوصر هو وأصحابه ثلاث سنوات في شعب أبي طالب وأن هذه الغمة ستنجلي بإذن الله تعالى عما قريب بالصبر والثبات والجلد في مواجهة العدوان.
سادساً: يدعو علماء اليمن الشعب اليمني إلى التكافل الاجتماعي والتراحم فيما بينهم وإلى وحدة الصف وجمع الكلمة والرجوع إلى الله والإنابة إليه وكثرة الدعاء والاستغفار لقوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقوله سبحانه: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) وقوله سبحانه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِين.)
سابعاً: يدعو علماء اليمن المغرر بهم إلى مراجعة حساباتهم وإلى عودتهم إلى حضن الوطن بين أهلهم وشعبهم، كما يدعون المتخاذلين والقاعدين ومن يسمون أنفسهم بالمحايدين إلى التحرك في مواجهة العدوان لتبرأ ذمتهم ومسئوليتهم أمام الله تعالى.
ثامناً: يذكر علماء اليمن الشعب اليمني أن سنة الله سبحانه وتعالى أن يأتي بالنصر بعد الشدائد والتضحيات والصبر يقول الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيب) كما يذكرونهم بأن معادلة النصر هي الإيمان مع العمل يقول الله تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِين).
تاسعاً: يدعو علماء اليمن حكومة الإنقاذ إلى أن تكون حكومة إنقاذ بمعنى الكلمة تراعي في أولوياتها مصلحة العباد والبلاد ومصلحة الشعب اليمني والطبقات الفقيرة والكادحة في حدود الإمكانات المتاحة.
مركزية ومحورية القضية الفلسطينية
وأخيراً يؤكد علماء اليمن على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية وأن الشعب اليمني رغم ما يتعرض له من عدوان غاشم وحصار آثم إلا أنه لم ينس إخوانه في فلسطين وأنه سيبقى وفياً للقضية الفلسطينية كما يؤكدون على مظلومية شعب البحرين وعلى أن ما يجري في سوريا ضد محور المقاومة يصب في صالح العدو الصهيوني، ويحيون المواقف الشجاعة والأخوية المتضامنة مع الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي وفي مقدمتها موقف سماحة السيد حسن نصر الله ويدعون كافة الشخصيات والشعوب الإسلامية إلى التضامن مع الشعب اليمني.
نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر والتمكين للمجاهدين ولشعبنا اليمني العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتأريخ 26 جمادى الآخرة 1438هـ
الموافق 25 مارس 2017م