وكالة أنباء الحوزة؛ قال رئيس المؤتمر العالمي لمواجهة التيارات التكفيرية الشيخ محمد حسن زماني في حديثه لمراسل وكالة أنباء الحوزة: لقد أضحى السير الى قبر الامام الحسين لزيارة الأربعين بفضل الله ولطفه احدى الشعائر العظيمة المهيبة في السنوات الأخيرة، وهي المناسبة التي يجدد فيها اتباع مذهب اهل البيت (عليهم السلام) في سائر أرجاء المعمورة العزاء في مصيبة الامام الحسين (عليه السلام) قاصدين كربلاء العظيمة، وبذلك يجددون العهد والولاء للسير على النهج الحسيني العظيم، في إشارة الى مكانة زيارة الامام الحسين (عليه السلام) المؤكدة جدا والمحببة في الشريعة لاسيما في مثل أيام الأربعين.
وعند تعرضه الى البداية التاريخية لانطلاق هذه الشعيرة التي تعود الى زيارة احد الصحابة الكرام لقبر سيد الشهداء (عليه السلام) وهو جابر بن عبد الله الانصاري (رضوان الله عليه)، قال زماني: منذ ذلك الحين استمرّت هذه الشعيرة على مدى حقب تاريخية مختلفة ورغم محاربة سلطات الظلم والجور لها لمنع عشاق الحسين ومحبيه عن الوصول لقبره الشريف، الا ان هذه الشعيرة كانت محطّ اهتمام كافة المسلمين لا سيما الشيعة، حتى تم القضاء على نظام الحكم البعثي في العراق في السنوات الأخيرة، فوجدنا انفسنا امام ملتقى جماهيري عظيم تجلى في المسيرة الكبيرة نحو كربلاء.
وأضاف رئيس المؤتمر العالمي لمواجهة التيارات التكفيرية، قائلا: من بين هذه الجموع الغفيرة التي يشكل أبناء الطائفة الشيعية اغلبها وأكثرها ومن دول مختلفة ومتنوعة، نجد مجموعة لا بأس بها من الطائفة السنية وطوائف أخرى تحب أهل البيت، لتتحول هذه الشعيرة الى اجتماع كبير ومناورة عظيمة لتوطيد الحب وتعزيز المودة لأهل البيت (عليهم السلام)، مشيرا الى ان تلك المودة عبارة عن الجزاء والاجر الذي سأله النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من امّته إزاء تبليغ رسالته العظيمة.
وألمح الأستاذ في الحوزة العلمية الى تجلي الانسجام والاتحاد في هذه الزيارة الكبرى وظهور مديات المحبة والإخلاص لأهل البيت المعصومين (عليهم السلام)، لاسيما سيدنا محمد (صلى الله عليه واله) وتجديد الاحترام والطاعة لهم، معربا عن شكره لله تعالى على ما منّ به على الامة حينما أصبحت هذه الشعيرة رسالة عظيمة تتجاوز البحث السني والشيعي لتصبح رسالة عالمية.
وأظهر زماني حينما اعتبر ان شعيرة المشي نحو كربلاء رمز واضح لمقارعة الغطرسة والاستكبار، وعنوان للعدل واحقاق الحق، قائلا: دون شك ان جماهيرية هذه الشعيرة وشعبيتها هي أكبر مؤشر لهذا الملتقى الكبير، وهو ما يميز هذه الشعيرة، الامر الذي لفت انظار العالم، رغم مقاطعة وسائل الاعلام الغربية في السنوات الأخيرة لهذا الزحف الجماهيري الا نادرا، ولكن دون شك سوف يعجزون مع كل محاولاتهم عن الوصول الى مراميهم الخبيثة.