وفق تقرير وكالة أنباء الحوزة أشار سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي في برنامج (ينبوع المعرفة) الذي يبثّ باللغة الفارسية على القناة الإيرانية الثانية، أشار إلى أنّ الأخوّة في الإسلام على نحوين: أخوّة عامّة وأخوّة خاصّة، وقال: في الأخوّة العامّة يكون المؤمنون من شتى الأعراق والجنسيات والأعمار والمكانة الأكاديمية، فهم يؤدّون صلاة الجماعة ويزورون بيت الله الحرام جنباً إلى جنب، وهذه من أمثلة الأخوّة العامّة.
وخلال إشارته إلى أنّ في الأخوّة الخاصّة يكون للمؤمنَين المسلمَين علاقة أوثق من الاخوّة العامّة، صرّح سماحته قائلاً: في صدر الإسلام الأوّل آخى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بين المسلمين من المهاجرين والأنصار بالأخوّة الخاصّة.
وأضاف سماحته قائلاً: أشير في الروايات الواردة عند الشيعة والسنّة إلى أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يختر أخاً لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له الأمام علي (عليه السلام): آخيت بين أصحابك ولم تؤاخِ بيني وبين أحد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت أخي، ثمّ آخى بينه وبين الإمام علي (عليه السلام).
وأضاف سماحة المرجع قائلاً: من الأمور المُشرِّفة للإمام علي (عليه السلام) أنّه كان لديه أخوّة خاصّة مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
الشروط الخمسة في اختيار الصديق:
ثم أشار سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي إلى حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) في اختيار الصديق والأخوّة الخاصّة، فقال: روي عن صادق آل محمّد (عليهم السلام) أنّه قال: (لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة).
وبالإشارة إلى الشرط الأول من شروط الصداقة من وجهة نظر الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة)، فبعض الأشخاص يظهر المحبة في الظاهر، لكن ليس لديه إخلاص تجاه صديقه في الباطن.
وأضاف سماحته: الشرط الثاني في الصداقة أن يرى الصديقُ زينَ الإنسان زينَ نفسه، وشينَ الإنسان شينَه.
ثم أشار سماحة المرجع إلى الشرط الثالث، فقال: الولاية والمال ينبغي أن لا تُغيِّر صديق الإنسان بالنسبة إليه، فالبعض عندما يصلون إلى الولاية والمال يصيرون كالأجانب بالنسبة للأصدقاء والإخوة.
سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي وضمن الإشارة إلى شرط الصداقة الرابع، قال: أن لا يمنع الصديقُ صديقَه شيئاً تناله مقدرته، فبعضُ الأصدقاء عندما يواجه صديقُه مشكلة لا يظهر استعداده للمساعدة.
كما أشار سماحته إلى الشرط الخامس للصداقة من وجهة نظر الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال: أن لا يترك الصديقُ الإنسانَ عند النكبات، فيدعه وحيداً.
وضمن تأكيد سماحته على ضرورة تدقيق الشباب في اختيار أصدقائهم، قال: ينبغي على الشباب أن لا يصادقوا أحداً بسهولة، فالصديق قادر على أن يجعل الإنسان من أصحاب الجنة أو من أصحاب النار.