وكالة أنباء الحوزة: صرح مدير مركز دراسات جامعة الكوفة الدكتور عبد الامير زاهد في حوار أجري معه: ان العراق يعج بالملفات الساخنة التي تلهب ساحته الأمنية والسياسية والاجتماعية، ويكثر فيها اللاعبون المتربصون، بغية اغتنام المصالح واقتناص الفرص، ويحاول حاضن دجلة والفرات المثقل بالجراحات، لملمتها للنهوض مجددًا، وما الإصلاحات التي يُجمع سياسيوه وشعبه على رسمها إلا دليل على ذلك.
وتابع : في المقابل، ثمة من يهمه أن يبقى العراق مشرذمًا، غارقًا بالفتن والتقسيم، فـ"التصميم الطائفي الذي أُوجد في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، كان رحمًا ولّادًا للكثير من المشاريع التي تكرس نظام الدويلات، وليس الدولة الواحدة"،
وأكد الكاتب البارز والأستاذ الجامعي، على أن "فكرة الفيدرالية هذه، وبعدما شكلت لها موقعًا في بلادنا، كرست تبعية القِوى العراقية للدويلات والأعراق والعقائد".
وأضاف مدير مركز دراسات جامعة الكوفة معتبراً أن "مشروع الحرس الوطني"، القاضي بفرز جيش لكل محافظة، يتألف عناصره من أبنائها فقط. "وهو ما يرفضه كثير من العراقيين التنويريين اليوم، إذ يأبون أن يكون الحرس الوطني، حرس إقليمٍ أو محافظات".
وشدد هذا الدكتور في العلوم الاسلامية على ضرورة أن يبقى الجيش ملكًا للحكومة الاتحادية، "فأية قوة مسلحة، يجب أن تكون كذلك. لذا يواجه هذا المشروع التقسيمي بموجةٍ واسعةٍ من الرفض".
ومن جانبه قال هذا الباحث الإسلامي:وفي حين تضع جهات عراقية هذا الطرح في مصافي التدخل الأميركي ومحاولة الهيمنة على عراق ضعيف مفكَّك، يؤكد زاهد أن ثمة محاولات أميركية للعودة إلى بلاده بقوات عسكرية بحجة مواجهة العصابات التكفيرية، لافتًا إلى أن أبناء الأنبار والموصل يصلون إلى حد المطالبة بذلك. "إلا أن المستقبل لن يكون إلا للوطن، في مواجهة هذا الوجود المتوحش".
وعلّق الكاتب العراقي البارز على دور قوات التحالف الدولي التي تعمل تبعًا لـ"أجندة"، قائلاً: "هي تريد أن يبقى داعش لاعبًا في الساحة، ما يخدم طموحاتها حيال استمرار التوتر، فضلًا عن كون وجوده رافدًا اقتصاديًا، إذ أن وجود داعش على الاراضي العراقية، يشكل حالة رعب لدول الخليج، التي ستكثر من شراء الأسلحة من جهة، وتصطف إلى جانب أميركا خاضعةً لمصالحها، من جهةٍ أخرى".
واختصر حديثه إلى أنه "ليس من مصلحة أميركية في استئصال "داعش" اليوم، بل في إبقائها، ولو في الرقة أو الموصل فقط، لعشر سنوات قادمة، سعيًا لاستنزاف الثروة والقرار الخليجيين"، وليس الأميركي وحده من يصوب ناظريه تجاه الساحة العراقية، فـ"أردوغان، العثماني الجديد، يريد أن يتحالف مع أكراد العراق على اعتبار أنهم يملكون حزمةً من القرار السياسي، إلا أنه يقوم في الوقت نفسه، بعملية إبادةٍ عرقيةٍ لأكراد بلاده، متقاطعًا في ذلك الموقف، مع الولايات المتحدة الأميركية"، برأي زاهد، الذي يرى في هذه القضية "إخلالًا بالسيادة العراقية من جهة، وانكشافًا للنوايا التركية في عملية التمدد، بغية مد النفوذ السياسي على سوريا العراق".
وأعرب الدكتور زاهد عن تفائله بالنسبة على عكس الآراء المتشائمة حيال انفراج الوضع الإقليمي في المستقبل القريب، معتبراً أن "الأمر لن يطول كثيرًا، وعند انتهاء الأزمتين، السورية والعراقية، سيخسر أردوغان الشارع التركي"، مضيفًا "وكأني أرى الأشياء بوضوح".
وفيما يرتبط بالمشاريع الإصلاحية في العراق، صرح في ختام كلامه معتبرًا أن "عملية التغيير والبناء أبطأ بكثير من عملية الهدم، وهي تحتاج وقتًا من الزمن". إلا أنه يؤكد، في المقابل، توفُّر القرار والعزم والإرادة السياسية، و"المسألة تحتاج إلى الصبر فقط، ريثما تتمّ الإجراءات لتشكيل حكومة عراقية نزيهة وشفافة".
رمز الخبر: 341065
٢٢ يناير ٢٠١٦ - ١١:٤٧
- الطباعة
وكالة الحوزة: قال مدير مركز دراسات جامعة الكوفة عبد الامير زاهد: ليس الولايات المتحدة وحدها من تصوب ناظريها تجاه الساحة العراقية، فـ"أردوغان، العثماني الجديد، يريد أن يتحالف مع أكراد العراق على اعتبار أنهم يملكون حزمةً من القرار السياسي، وذلك بغية مد النفوذ السياسي على سوريا والعراق".