۱۳ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۲۳ شوال ۱۴۴۵ | May 2, 2024
علی رضا اعرافی

وكالة الحوزة - صرح خطيب جمعة قم: إن إنتصاراتِ فصائل و کتائب محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران أثبتت مرة أخرى صحةَ و فاعلية خطاب المقاومة على المستوى الدولي والرأي العام العالمي.

وكالة الحوزة - أقيمت صلاة الجمعة بمدينة قم المقدسة بإمامة مدير الحوزات العلمية في البلاد آية الله علي رضا الأعرافي، وألقى خطبة له باللغة العربية كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحیم

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ.

سورة البقرة/ 194

قال أميرُالمؤمنين عليُ بن أبي طالب علیه السلام :

الجُنُوُد بِإذنِ اللّه حُصُونُ الرَّعيَّةِ وَ زَينُ الوُلاةِ وَ عِزُّالدِّينِ وَ سُبُلُ الأَمنِ وَ لَيسَ تَقُومُ الرَّعِيِّةُ إلاّ بِهِم .

نهج‌البلاغة ، الرسالة 53

لقد أتى ردُّ قواتنا المسلحة و أبناء وطننا في حرس الثورة الإسلامية و أبطال الجيش وفقَ ممارسة حقنا الشرعي و القانوني حسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بضرب من إعتدى على قنصليتنا في دمشق و هو ما أكَّد مرة أخرى بأن منطق الجمهورية الإسلامية الايرانية في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل يستند إلى التعاليم الإنسانية لإسلامنا الحبيب ،و هو ما أثبتته موجةُ السرور و البهجة بين المستضعفین في العالم و شعوب الأمة الإسلامية ،كما أنَّ الشعورَ بالفخر بين الشعب الإيراني المقاوم هو دليلٌ على أنَّ تعزيزَ قوة الردع هوَ مطلب وطنيٌ لاخلاف فيه بين أبناء الوطن .وكما يقول المثل العربي :"لا يَنْتَطِحُ فيه عَنزان".

إنَّ دفاعنا عن إخوتنا في أرض فلسطين المحتلة ،لاسيّما الأبطال المظلومين و في قطاع غزة ، هو واجب إسلامي و إنساني من جهة ،و إنه واجب وطني من جهة أخرى .و في هذه الساحة يجب علينا أن لانعير إهتماما للشائعات و المغالطات التي ينشرها الشياطينُ و المرتزقة كَما نُؤَكِّدُ بأننا في دفاعنا عن فلسطين و كذلك عن القدس و المسجد الأقصى الذي يمثل رمزا للأمة الإسلامية، بأننا أصحابُ منطقٍ قويٍّ تدعمُهُ كُلُّ المواثيق الدولية.

إنَّ الجرائمَ الوحشية التي مارسها الکیانُ الصهيوني الشرير وغير الشرعي خلال الأشهر الماضية فضحته أمام الرأي العام العالمي و أظهرت للجميع صورته الوحشية الحقيقية ،و اليوم بات الرأي العام يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنه الغدة السرطانية التي يجب إقتلاعها من المنطقة.

في الماضي كان الکیان الصهیوني يصول في الميدان و يضرب مصالح الشعوب الإسلامية متى شاء ،و لكنَّ اليوم هذا الكيان بات محاصرا داخل الجدران التي بناها حول نفسه، و لم يحدث هذا النصر الإستراتيجي إلا بفضل دماء الشهداء و حِكمةِ القيادة.

إن تأكيد القائد الأعلی للقوات المسلحة الإمام الخامنئي حفظه الله ، الذي قال: « لقد وَلّی زَمَنُ الضرب و الهروب دون أن ینالَ المجرم عقابه »، ما هو إلا تثبيت لقواعد و خطوط جديدة حصلت بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمتها شعوب محور المقاومة من شهداء عظام و صمود أسطوري بوجه الغطرسة الصهيو_أمريكية

فبعد العدوان الإسرائيلي الجبان على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دِمشق واستشهاد عدد من خيرة القیادات الرشیدة و أبناء إيران الإسلامية ،جاء الإنتقام في هذا التوقیت و قامت قواتنا المسلحة الباسلة بتدمير القواعد التجسسية و العسكرية للشياطين و أمام عيون شعوب العالم بنداء "يا رسول الله" المبارک و شاهد الجميع أن صواريخنا دَكَّتْ قواعدهم بتوفيق من الله عزوجل و جَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ.

و بناءا على ما تقدم نؤكد على النقاط التالية:

أولاً- إنَّ الشعبَ الايراني المسلم البطل يدعم أبناءه في القوات المسلحة الباسلة بشكل كامل و يشكرهم و يعتز بهم على هذا الإنجاز الذي يدعو إلى الفخر والمباهات، و نؤكد علی أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ، إذا لزم الأمر، المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة ضد أي عدوان عسكري و لن تتردد في استخدام القوة لحمایة مصالحها .

ثانياً- إنَّ الأبناء الغيارى للأمة الإسلامية ،و من ضمنهم شعب إيران العظيم و الشجاع مستمرون بالوقوف مع المجاهدین ومحور المقاومة في هذا الجهاد المقدس و الدفاع عن الإسلام و الأمة الإسلامية و المصالح الوطنية من منطلق تعالیم القرآن الكريم.

ثالثاً- على الجميع أن يعلم بأن ما يقوم به العدو الصهيوني من توحش في القتل و التدمير و الهمجية هو ناتج عن وصوله إلى طريق مسدود و هو بهذا الضجيج و من خلال هذه الجرائم التي يغطيها الدعم الأمريكي و الغربي المطلق يحاول أخفاء ضعفه و خوفه مع أن ممارسته لهذه الجرائم التي يمارسها بحق المظلومين في غزة و فلسطين و لبنان جعلته مكروها و منبوذا بين جميع الشعوب و أحرار العالم.

رابعاً -على جميع العلماء والنخب والمراكز الدينية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكذلك زعماء الديانات العالمية الأخرى، و المنظمات والمؤسسات الدولية ، أن تقوم بواجبها الإسلامي و الديني و الأخلاقي بالدفاع عن المظلومین في غزة و فلسطين وتدعم مقاومتهم المشروعة ضد الکیان الصهیوني الغاصب ،ولا شك بأن الصمت على جرائم هذا الکیان الشرير اليوم يمثل خيانة للإنسانية والأخلاق والدين.

خامساً- نطالبُ كافةَ الدول الإسلامية الشقيقة و الصديقة و أحرار العالم بالإنضمام إلى الحركة العامة في جميع أنحاء العالم من أجل نصرة شعب فلسطين و كذلك أهل غزة المظلومين في مواجهة طغيان الکیان الصهيوني و قطع جميع علاقاتهم الإقتصادية وغير الإقتصادية مع هذا الکیان المجرم .

سادساً- اليوم وبفضل تحرکات المقاومة والرد الحاسم للقوات المسلحة الایرانية و حرس الثورة الإسلامية ، نشأت موجةٌ من التعاطف والوحدة والشعور بالكرامة والفخر والسعادة بين الشعب الإيراني وفي العالم و الأمة الإسلامية برمتها، وعلى أعداء هذه الأمة أن يعلموا بأنهم لن يستطيعوا إحداث اضطراب في إرادة وصفوف شعبنا العزيز من خلال الموجات الإعلامية ونشر الشائعات أو التلميح إلى أن هذا النصر العظيم ليس له أهمية .

سابعاً- إن إنتصاراتِ فصائل و کتائب محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران أثبتت مرة أخرى صحةَ و فاعلية خطاب المقاومة على المستوى الدولي والرأي العام العالمي وأثبتت أن الحلَّ الوحيد نحو طريق الكرامة ضد الظالمين وشعوب العالم المستكبرة، هوالتَّمسُّك بالإسلام العزيز وتعاليم القرآن وسنة النبي الأکرم صلى الله عليه وآله وأهل البيت الكرام عليهم السلام وثقافة عاشوراء ،التي يمكنها أن تؤسس أمةً إسلامية واحدة وحضارة إسلامية جديدة، تُمَهِّدُ لِشروق شمسِ الولايةِ والإمامة.

ارسال التعليق

You are replying to: .