۱۲ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۲۲ شوال ۱۴۴۵ | May 1, 2024
حجت الاسلام سید علی العلاق

وكالة الحوزة - قال السید «علي العلاق»: لا شك ان الامام الحسين عليه السلام ومن موقعه الرباني كأمام معصوم يحمل امانة الله ورسالته الى الناس اجمعين، ويرفع مصباح الهداية ويرسم طريق الحق والعدالة للناس هو قدوة للمؤمنين في كل موقف وقفه او كلمة قالها او خطبة خطبها.

قال السید «علي العلاق» رئیس المجمع العراقي للوحدة الاسلامیة في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: ان ايام محرم الحرام واحياء ذكرى فاجعة الطف الحزينة الاليمة يوفر لعلماء الاسلام وخطباء المنبر الحسيني واصحاب المواكب الحسينية فرصة عظيمة واستثنائية لابتكار الاساليب الجذابة لطرح الفكر والعقيدة والشريعة والأخلاق بشكل يجتذب المؤمنين وخصوصا الشباب والفتيان ويبني لديهم قاعدة لشخصية اسلامية رسالية يكون الامام الحسين عليه السلام قائدها ومنهج حياتها.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة:كما تعلمون بأن الليالي الأولى من شهر محرم الحرام تستقطب حضورا جماهيريا حاشدا وبمختلف الأعمار والكثير من هؤلاء لا يحضرون بقية المجالس التي تقام طوال العام، كيف يتم استغلال هذه الليالي بشكل أفضل بالنسبة لخطيب المنبر والرادود الحسيني والخدام الحسينيين والحضور أنفسهم؟

عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيدنا وامامنا سيد الشهداءالحسين عليه السلام واهل بيته وانصاره رضوان الله تعالى عليهم، لا شك ان ايام محرم الحرام واحياء ذكرى فاجعة الطف الحزينة الاليمة يوفر لعلماء الاسلام وخطباء المنبر الحسيني واصحاب المواكب الحسينية فرصة عظيمة واستثنائية لابتكار الاساليب الجذابة لطرح الفكر والعقيدة والشريعة والأخلاق بشكل يجتذب المؤمنين وخصوصا الشباب والفتيان ويبني لديهم قاعدة لشخصية اسلامية رسالية يكون الامام الحسين عليه السلام قائدها ومنهج حياتها، ويكون الاسلام هو القاعدة الرصينة لحياتهم في جميع جوانبه، ولعل هذا هو الهدف الاسمى الذي اراده ائمة اهل البيت عليهم السلام حينما اكدوا على ضرورة احياء الشعائر الحسينية واقامة العزاء على سيد الشهداء في كل عام، وليكون ذلك الاحياء بابا عظيما للاصلاح والبناء ومعالجة الظواهر التي تعصف بالمجتمع وكما هو تحشيد لامة المؤمنين في مواجهة الظلم والفساد والتهيئة النفسية والاستعداد للتضحية والفداء لاجل القيم والمباديء الاسلامية العظيمة.

الحوزة: ما هي الأسباب التي دعت الإمام الحسين عليه السلام للخروج للحرب وعدم سلكه مسلك الصلح كما فعل الإمام الحسن عليه السلام؟

لم يكن الامام الحسين عليه السلام قد اختار اسلوب الحرب او العنف المسلح وسيلة لتحقيق اهدافه المقدسة، وان كان يمتلك كل الاستعداد الروحي والعقلي والجسدي في خوض الحرب فيما لو فرضت عليه، ويشهد على ذلك اصطحاب الامام عليه السلام لاهله وحرمه، وعدم التعبئة العسكرية كما هو المتعارف في خوض الحروب وتوجهه الى مكة المكرمة بعدد قليل من الانصار في ايام الحج رغم علمه الغيبي بما ستؤول اليه الامور والفاجعة الكبرى التي تنتظره واهل بيته وانصاره على يد طغاة بني امية. اختار الامام عليه السلام اسلوب الإعلام الهادف والخطب التوعوية بهدف وضع الامة امام مسؤولياتها، وحدد في خطبه موقفه النهائي من سلطة يزيد، وفضح مخططاتها والمخاطر التي تواجه مستقبل الامة الاسلامية، وسار وفق مقتضيات المرحلة في الاستجابة لصرخة اهل الكوفة ورسائلهم التي تدعوه لانقاذهم من جور بني امية وتعلن استعدادهم لبيعته. وبالطبع فان الامام عليه السلام لم يعتبر هذه الصرخات هي المبرر الوحيد لتوجهه الى العراق واراد ان يختبرها فارسل سفيره مسلم بن عقيل للتحقق من الامر، وانتهى الأمر بخيانة من دعوه للبيعة وخذلانهم له واستسلامهم لترغيب وترهيب يزيد بن معاوية وواليه على الكوفة عبيد الله بن زياد واستشهاد مسلم بن عقيل عليه السلام، وقد خاض الامام عليه السلام حربا ظالمة غير متكافئة فرضت عليه من قبل يزيد واعوانه وضرب فيها اروع واعظم الامثلة في الصبر والشجاعة وقبول التحدي وصدق اليقين وانتهت باستشهاده واهل بيته وانصاره بصورة مأساوية مفجعة لا نزال نعيش الم مأسيها وكانها تتجدد كل عام، ولا بد ان نذكر ان الموقف الاستشهادي الذي وقفه الامام الحسين عليه السلام كان تكليفا شرعيا له وللمؤمنين في ذلك الوقت بعدما امتد الانحراف في جسم الامة الاسلامية الى اعماقها، ووصل التراجع عن مسيرة سيد المرسلين والقرأن الكريم والاسلام العظيم مراحل خطيرة بسبب السياسات المعادية للاسلام من قبل منافقين اندسوا في جسم الامة الاسلامية ووصلوا الى مراحل متقدمة في هيكلها الحكومي واوغلوا في عداء اهل البيت وانصارهم وشيعتهم ورسموا مخططا رهيبا لتحريف الفكر الاسلامي وتبني مشاريع الدس في الحديث النبوي واشاعة الظلم والطبقية الاجتماعية واغتيال المؤمنين ونشر الفسق والفجور وتتوج ذلك كله بتنصيب معاوية لولده يزيد شارب الخمر والفاسق المتجاهر بالفجور خليفة للمسلمين فكان لابد من وقفة صادمة للمجتمع تعيد الحق الى نصابه وليس له الا دم الحسين الطاهر وهو سبط رسول الله وسيد شباب اهل الجنة وامام منصب من الله تعالى، فكانت فاجعة الطف هي البداية للعودة الى الاسلام المحمدي الاصيل.

الحوزة:ما هو تأثير الثورة الحسينية على استلهام الثوار والأحرار في الكفاح ضد الصهاينة؟

لا شك ان الامام الحسين عليه السلام ومن موقعه الرباني كأمام معصوم يحمل امانة الله ورسالته الى الناس اجمعين، ويرفع مصباح الهداية ويرسم طريق الحق والعدالة للناس هو قدوة للمؤمنين في كل موقف وقفه او كلمة قالها او خطبة خطبها، وفي كل خطوة خطاها في سبيل اعادة الحق الى نصابه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة الظلم الاموي، فكان استشهاده في طف كربلاء وما جرى على اهله وانصاره اثناء الواقعة وما بعدها طريقا ومنهاجا لكل الاحرار ولكل طالبي الحق وتكليفا شرعيا للمؤمنين في مواجهة اي ظالم او طاغ او غاصب لحقوق الامة الاسلامية وحرماتها ومقدساتها، ولا شك ان الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين الاسلامية والمحتل للبقاع المقدسة في القدس وباقي المدن الفلسطينية والمتجاوز على الشعب الفلسطيني بسياسة الحديد والنار لا يمكن طرده من بلادنا الاسلامية والقضاء على كيانه بشكل تام الا بالجهاد المقدس واستلهام روح المقاومة والتضحية والفداء من سيد الشهداء وابي الاحرار الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء وما قدمه عليه السلام من تضحية بكل غال ونفيس وبالاهل والاولاد والانصار في سبيل الله ولاجل تعرية النظام الاموي الطاغي وسلب الشرعية منه، والحمد لله فان ابناء والمقاومة الاسلامية في بلداننا الاسلامية اليوم ماضون في هذا السبيل الى ان يتزعزع الكيان الصهيوني ويندحر عن ارضنا ومقدساتنا باذن الله تعالى.

ارسال التعليق

You are replying to: .