۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
خطباء لبنان

وكالة الحوزة ــ قال خطباء جمعة لبنان في خطبة صلاة الجمعة: انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني احدث تغييرا في العالم وصنع تحولا هائلا في ايران".

وكالة أنباء الحوزة ــ قال خطباء جمعة لبنان في خطبة صلاة الجمعة: انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني احدث تغييرا في العالم وصنع تحولا هائلا في ايران".

السيد فضل الله: المرحلة لا تتحمل تصفية الحسابات بل إلى تعاون الجميع

ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به أمير المؤمنين عندما قال: اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم." لقد أرادنا الإمام من خلال هذه الوصية أن نوسع دائرة مسؤوليتانا لبلوغ رضوان الله، أن لا نقف عند حدود ما اعتدنا من المسؤوليات في أداء الواجبات من الصلاة والصيام والحج والخمس والزكاة وترك المحرمات، بل نحن معنيون بأكثر من ذلك. نحن معنيون بالناس من حولنا أن يعيشوا أعزاء أحرار لا تمس كراماتهم، نحن معنيون بأن نصون الأوطان ونحفظها من كل من يريد الاعتداء عليها، نحن معنيون بالبيئة النظيفة ومعنيون بأن لا يساء إلى البهائم ولا تؤذى بوجودنا. وهذا ما ينبغي أن نعد الجواب له عندما نقف بين يدي الله حيث سيسألنا كيف تركنا العباد والبلاد والبقاع والبهائم، وماذا فعلنا لكل هؤلاء. فلنعد الجواب قبل أن نسأل، ومتى عشنا هذه المسؤولية وعبرنا عنها بالعمل والمواقف، فبالطبع ستكون أوطاننا أكثر حرية وعدالة وكرامة وأكثر قدرة على مواجهة التحديات".

وقال: "البداية من لبنان الذي ينتظر أن تمثل الحكومة فيه أمام المجلس النيابي لتنال ثقته بعد انجازها للبيان الوزاري، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة وهي نيل ثقة اللبنانيين الذين ينتظرون منها أن تقدم لهم هذه الحكومة العلاج للازمات الكثيرة التي تقض مضاجعهم على الصعد الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية، وتفرمل حال الانهيار التي دخل إليها البلد والذي لا ينبغي أبدا التهوين من مخاطرها وتداعياتها على كل الصعد. أمام هذا المشهد، فإن اللبنانيين لن يتوقفوا طويلا عند مفردات البيان الوزاري والوعود التي أخذتها الحكومة على نفسها بعد كل تجاربهم مع البيانات السابقة والتي كانت تحمل إليهم الكلمات المنمقة والفضفاضة والوعود السخية ولكنها كانت تبقى حبرا على ورق، لذلك هم ينتظرون من هذه الحكومة أفعالا وخططا واقعية قابلة للتحقق بعدما بلغ السيل الزبى، ولم يعد المواطن قادرا على تحمل المزيد من التسويف والمماطلة وهدر الوقت والاستهتار في تأمين الحد الأدنى من مطالبه".

أضاف: "وهذا لا يعني إننا نريد من هذه الحكومة التي جاءت بعد كل سنوات الهدر والفساد وسوء الإدارة والتخطيط قادرة على أن تقوم بالمعجزات، ولا أعتقد أن اللبنانيين الذين رفعوا أصواتهم وخرجوا إلى الشارع تحت أنين الحاجة والوجع، فيما أموالهم يفرط بها وتذهب هدرا، يرون أن هذه الحكومة وبالظروف التي جاءت بها قادرة على أن تعالج الأزمات المستعصية في المئة يوم التي أعطيت لها والتي لم تستطع ان تقوم بها الحكومات السابقة على مدى سنوات في ظروف أفضل من هذه الظروف التي نعيشها، لكن ما نريده ويريده اللبنانيون من هذه الحكومة التي هي نسيج مختلف عن بقية الحكومات التي اعتادوا عليها لكونها حكومة اختصاصيين، أن تقدم أنموذجا جديا في التعامل مع كل القضايا التي ارتفعت أصوات الناس بها في الساحات أو غيرها وأن يأخذوا في الاعتبار أولوية الناس لا أولوية أي من القوى السياسية التي أرادت هذا البلد أن يكون بقرة حلوبا لها".

وتابع: "لقد أصبح واضحا أن أولوية الناس ترتكز على معالجة مزاريب الهدر والفساد والمحاصصة والمحسوبية التي تضج بها الدولة وأبرزها معالجة مشكلة الكهرباء، فهذا هو الذي يعيد الثقة بالدولة ويشجع الداخل والخارج على مساعدته ومعالجة ما بات ملحا وهو أزمة المصارف، وكيفية عودة الحركة الطبيعية للإيداعات والسحوبات، لان عدم معالجة هذه المشاكل سيجمد الحركة الاقتصادية والتبادل من الداخل والخارج، وسيفقد لبنان أهم مرفق كان يتميز به اقتصاده بحيث لا يعود المودعون يتسكعون على أبواب المصارف لاهثين وراء أموالهم التي أودعوها والتي من حقهم أن يتصرفوا بها ساعة يريدون، ومن الأولويات لبلوغ كل ذلك هو إصلاح القضاء وإبعاده عن التسييس والمحاصصات التي أفقدته هيبته وحضوره".

وقال: "نحن عندما نتحدث عن العمل بهذه الأولويات، لا نقلل من حجم التحديات التي تعترض عمل هذه الحكومة من الداخل ممن لا يريدون لها النجاح، لان نجاحها سيكون على حسابهم أو من الخارج الذي يريد أن يحقق من باب الاقتصاد ما لم يستطع أن تحققه الضغوط السياسية أو الحرب العسكرية، وهو ما يطلب من لبنان سواء على مستوى ترسيم الحدود أو على مستوى النفط والغاز أو موقع لبنان من الخريطة التي ترسم للمنطقة أو القبول بصفقة القرن ".

أضاف: "لكننا نرى أن الحكومة إذا كانت صادقة في وعودها وجدية في عملها وخاضعة للتخطيط العلمي في قرارتها، ومهمومة بأوجاع الناس ومشاكلهم، فإنها قادرة على أن تحقق الإنجازات، وأن اللبنانيين لن يتوانوا عن التجاوب مع حكومة تعبر عنهم وتحمل إليهم تباشير الأمل التي فقدوها وتعيد إليهم الثقة بوطنهم".

وتابع: "وينبغي أن نقول لكل القوى السياسية في الموالاة والمعارضة، إن المرحلة لا تتحمل تسجيل النقاط وانتظار الأخطاء لتصفية الحسابات، بقدر ما تحتاج إلى تعاون الجميع لإنقاذ بلد يتهاوى ويغرق في الرمال المتحركة، وهو إن غرق فسيغرق معه الجميع. وفي المقابل، فإننا ندعو الحكومة إلى أن تقدم أجوبة وافية وعلمية حول كل التساؤلات التي تشكك بوجود رؤية منسجمة حكمت مقررات البيان الوزاري، والتي تصرح بأن الخطط التي تضمنها لمعالجة الأزمة، هي استنساخ لأفكار سابقة لم يثبت نجاحها وهي غير واقعية. وأنها حكومة ستخضع للقوى السياسية التي أوجدتها وستكون طيعة لحسابهم، هي حكومة اللون الواحد في مقابل الألوان الأخرى".

ورأى أن "اللبنانيين لن ينتظروا الأجوبة من على مقاعد نيل الثقة في المجلس النيابي، بل على الأرض وهم لذلك سيبقون يراقبون ويدققون ويحاسبون ولن يقبلوا بأن يلدغوا من جحر مرتين".

وقال: "في هذا الوقت تستمر ردود الفعل حاضرة في مواجهة صفقة القرن والتي جاءت في الأسبوع الماضي من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واللتان عبرتا عن رفضهما لهذه الصفقة، ولكن الشعوب العربية والإسلامية تنتظر مواقف عملية وجدية تنطلق من قناعة حقيقية بأن ما يحاك للمنطقة من وراء هذه الصفقة خطير وخطير جدا، ولعل التعبير الأبلغ يبقى في فلسطين حيث عبرت العمليتان اللتان حصلتا في القدس ضد جنود العدو الصهيوني عن رفض الفلسطينيين لهذه الصفقة، وإنهم لن يقبلوا أن تمرر رغم كل الضغوط والتحديات التي تمارس ضدهم، ولعل من المحزن في هذا الوقت أن تستمر خطوات التطبيع غير المبرر مع الكيان الصهيوني وتحت أكثر من ذريعة واهية ما يساهم في إضعاف الموقف الفلسطيني و وموقف كل الشعوب الرافضة لهذه الصفقة".

وختم: "والى العراق الذي تتواصل المحاولات لإدخاله في أتون فتنة داخلية تؤدي إلى إضعاف وحدته وموقعه ودوره في المنطقة، ونحن في هذا المجال ندعو العراقيين إلى الوعي والعودة إلى توحيد صفوفهم للوقوف في مواجهة طغيان وتحدي كل حالات التقسيم والانفصال التي تريد الإطباق على هذا البلد. ونأمل ان يكون تعيين رئيس حكومة جديدة والتصريحات التي صدرت عنه قبيل تعيينه، بداية طريق لتحقيق آمال العراقيين ببناء دولة خالية من كل ما كانوا يعانون منه من فساد وهدر واستهتار بمصالح المواطنين وحقهم في العيش الكريم، دولة قوية قادرة على أن تملك خيارها وقرارها المستقل".

الشيخ دعموش: لابتكار حلول عاجلة لا ترهن البلد ولا تحمل الناس أعباء

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، على ان "انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني احدث تغييرا في العالم وصنع تحولا هائلا في ايران".

وقال: "خلال واحد وأربعين عاما وبالرغم من الحصار والعقوبات والتحديات والضغوت المختلفة التي واجهتها ايران منذ انتصار الثورة والى اليوم ،استطاعت ان تتقدم على الصعيد السياسي والعلمي والتكنولوجي وعلى صعيد الطب والدواء والصناعة والزراعة والدفاع وفي المجالات العسكرية وغيرها".

أضاف: "هذه الثورة قبل ان تصنع تحولات على الصعد المادية صنعت تحولا معنويا كبيرا على الصعيد الديني والروحي والاسلامي ومنظومة القيم، وعلى الصعيد الثقافي والأخلاقي والسلوكي والمعنوي، حيث إنها أحيت الدين على حد تعبير الامام الخميني ودفعت الشعب الإيراني وغيره من الشعوب للعودة الى الالتزام بقيم الدين وأخلاقه وتعاليمه، والكثير من الشعوب التي عادت للالتزام الديني مدينة لروح هذا الامام العظيم".

وفي الشأن المحلي رأى ان "المطلوب بعد انجاز البيان الوزار ان تبدأ الحكومة بوضع الخطط اللازمة للاصلاح ومعالجة الازمات الملية والاقتصادية، وان تبادر بعد نيل الثقة الى اجراءات عملية عاجلة لكسب ثقة الناس، فهي أمام استحقاقات مالية صعبة تتطلب ابتكار حلول عاجلة يتعاون فيها الجميع ولا تؤدي الى ارتهان البلد او تحميل الناس المزيد من الاعباء".

واعتبر أن على الحكومة "إيجاد الحلول السريعة لوقف إذلال الناس امام المصارف وحماية حقوق المودعين، وعلى المصارف وأصحابها تحمل المسؤولية القانونية المترتبة جراء تعريض أرزاق الناس واموالهم للخطر".

الشيخ ياسين للحكومة: لانجاز ملفات الاصلاح واستعادة المال المنهوب

طالب رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين، في تصريح اليوم، "الحكومة بالاسراع في انجاز ملفات الاصلاح لوضعها قيد التنفيذ والتطبيق"، مشددا على "ضرورة كسب الوقت بدل تضييعه في الوعود".

وقال: "اننا نطلب قبل اي شيء استعادة المال المنهوب والمهرب الى الخارج، لان ذلك يعيد الاستقرار المالي الى البلاد".

ودعا الى تعديل قانون محاكمة الوزراء والرؤساء في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ما يؤدي الى اطلاق يد القضاء للقيام بدوره، متمنيا على الشعب تحمل المسؤولية للحفاظ على الاستقرار.

وهنأ الشعب الايراني وقيادته بمناسبة ذكرى انتصار الثورة، ودان التدخل التركي في سوريا. واشاد بوحدة الموقف الفلسطيني ومباركا العمليات الفلسطينية.

الشيخ الخطيب: فلسطين أرض مقدسة والتخلي عنها خيانة

أمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في احتفال تأبيني في بلدة لبايا اليوم ان يحمل البيان الوزاري للحكومة الجديدة "خطة اقتصادية واضحة، تنهض بالاقتصاد الوطني وتحد من تدهور الاوضاع المعيشية والاجتماعية بما يحفظ القيمة الشرائية للعملة اللبنانية ويلجم التضخم والاحتكار، ويحرر لبنان من تبعات الضغوط والعقوبات المفروضة عليه، لإخضاع ارادته وجعله رهينة القروض والديون الخارجية".

ورأى أن "أولى خطوات استعادة ثقة المواطن بدولته تبدأ بإطلاق يد القضاء وأجهزة الرقابة والتفتيش لتقوم بواجبها في استعادة المال المنهوب ومكافحة الفساد والرشى والهدر وترشيد الانفاق، بما يرسخ الاستقرار الاقتصادي الذي ينعش القطاعات الانتاجية التي نؤكد ضرورة دعمها وتوفير مقومات تطويرها، من هنا نؤكد ان الانطلاق في الخطط الاصلاحية ممر إلزامي لانقاذ الوطن وتحقيق تطلعات كل اللبنانيين التواقين الى عيش كريم واستقرار اقتصادي ونقدي وشفافية في الحكم والادارة".

وشدد على "ضرورة أن يتبنى البيان الوزاري الثوابت الوطنية التي حفظت أمنه واستقراره وعيشه المشترك ووحدته الوطنية، وفي مقدمها المعادلة الوطنية التي حفظت لبنان وشعبه، ورفض لبنان للتوطين وكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني" .

وجدد الخطيب استنكاره لما يسمى "صفقة القرن"، معتبرا انها "وصمة عار على جبين امتنا. ففلسطين أرض مقدسة، وهي أغلى وأكبر من كل الصفقات، والتخلي عنها خيانة للامة وتاريخها وقيمها الدينية والوطنية، ونحن اذ ننوه بالموقف الفلسطيني الموحد والرافض لهذه الصفقة، فاننا نحمل كل الاحرار والشرفاء في امتنا المسؤولية الدينية والاخلاقية في دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الصهيوني

الشيخ حبلي: فلسطين أرض وقفية لا يحق لأحد مقايضتها بعرش بائد أو كرسي زائل

دعا الشيخ صهيب صهيب، في موقفه الأسبوعي بعد خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد إبراهيم في صيدا، الى الإستفادة من خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإعلان عن "صفقة القرن"، "من أجل تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، لأن أفضل رد على المؤامرة الأميركية – الصهونية يكون بمزيد من وحدة الصف الداخلي، وبالإجماع الفلسطيني حول المقاومة، كخيار أوحد من أجل إسقاط المؤامرات التي تستهدف فلسطين أرضاً وشعباً منذ العام 1948 مرورا بإتفاق أوسلو، الى كامب دايفد وحتى يومنا هذا حيث مؤامرة صفقة القرن المشؤومة، والتي ستسقط بفعل إرداة الشعب الفلسطيني المقاوم، وإصراره على المقاومة والتضحية وبذل الدماء حتى إستعادة فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر وعاصمتها القدس الشريف".

كذلك لفت الشيخ حبلي الى أن "الموقف العربي الرسمي المتخاذل ما هو الا دليل على الشراكة القائمة مع العدو الصهيو – أميركي، في محاولة تمرير الصفقة الهادفة الى القضاء على فلسطين وقضيتها، لكننا نؤكد أننا فلسطين أرض وقفية ولا يملك أحد الحق في التنازل عنها أو مقايضتها بعرش بائد أو كرسي زائل، فمعركتنا مع المنافقين الذين يتظاهرون بالعروبة والإسلام، بينما هم مجرد تجار يبيعون فلسطين ويتآمرون على شعبها مع المقامر الأميركي وشريكه الصهيوني".

من جهة ثانية، حذر الشيخ حبلي من المؤامرات والفتن التي تستهدف لبنان، وأشار في هذا السياق الى التحذير الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي دعا فيه أنصار "حركة أمل" وكل الشرفاء في لبنان للإبتعاد عن الشارع وعدم الإنجرار الىا لفتنة التي تم تحضيرها.

واعتبر الشيخ حبلي أن "كلام بري يعتبر بمثابة جرس إنذار يحتم على الجميع التيقظ والعمل على سحب فتيل الفتنة، ومنع الإنجرار اليها خصوصا من خلال إستخدام الشارع للإيقاع بين اللبنانيين وإعادتنا الى زمن الحرب الأهلية المقيتة"، مؤكداً أن الرهان يبقى على وعي اللبنانيين المخلصين لوطنهم، بعدم الإنزلاق الى الفتنة التي يريدها كل من يتربص بلبنان شراً.

المفتي قبلان:البيانات لم تعد تعني الناس وما نعيشه نتيجة حتمية لغياب الدولة

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجه فيها إلى السلطة الحاكمة بالقول: "إن البيانات الوزارية لم تعد تعني الناس، الذين خدعوا لمرات ومرات حتى يئسوا، وأصابهم مرض التحسس من أي سلطة، وعدم الثقة بأي حكومة، حتى لو كانت صادقة وجادة في ما تقول وتعلن وتتعهد.

الناس لا يريدون شعرا ولا شعارا، بل يريدون خبزا ودواء، يريدون كهرباء وماء، يريدون عملا، يريدون قضاء عادلا ونزيها وغير تابع لهذا أو ذاك، يريدون رؤية اقتصادية إنمائية، الناس يريدون دولة مؤسسات على الأرض، وليس على الأوراق، يريدون سلطة كفوءة ووطنية تكتسب شرعيتها من خلال عملها، لا سلطة مستعارة من هنا وهناك، هي في مكان، وناسها وبلدها في مكان آخر".

وأشار المفتي قبلان "أن الناس يريدون إصلاحا حقيقيا وتغييرا جذريا، لأنهم ملوا، وسئموا، وأدركهم القرف الموصوف من هذا السلوك السياسي الابتزازي، والذي امتهنه أهل السلطة مسارا لتمكين قبضتهم من البلاد والرقاب. وما نحن والبلد فيه اليوم، هو نتيجة حتمية لغياب الدولة ولتعطيل أجهزة الرقابة والمحاسبة، ولتسييس القضاء، مما شرع الأبواب أمام كل الموبقات الإدارية والسلطوية فتنكروا لمسؤولياتهم الوطنية، وتقاسموا البلد باسم الطوائف والمذاهب والمناطق. وفي نهاية الأمر يقولون إن الدين والطائفة هو السبب! والدين منهم ومن فسادهم براء، بل جوهر الرسالات هو الإنسان، وخدمة الإنسان، ومصلحة الإنسان، وعكس ذلك هو ليس من الدين".

وتوجه قبلان الى "كل الطبقة السياسية، بل لكل العاملين في السياسة والشأن العام، ولكل المتمولين والحيتان والمتعهدين"، بالقول:"إن بلدا طائفيا، ودولة منهوبة، وحكومة محاور ومصالح وحصص وصفقات، هذا البلد لن يقوم، ولا يمكن لهذه السياسة أن تنقذه، ولن تحصل على مساعدات لا من قريب ولا من بعيد، مهما تجملت وتزينت. لذلك، عليكم اعتماد البيان الوزاري كبرنامج عمل يلتزم به الجميع، ويعمدون إلى تطبيقه وتنفيذه بصدقية وشفافية مطلقة، بالتزامن مع إقرار تشريعات قوانين صارمة وحازمة، تضع كل الذين يتعاطون الشأن العام تحت الرقابة المشددة، وتخضع المرتكبين والمخالفين للمساءلة والمحاسبة والمحاكمة الفورية، من دون العودة إلى قوانين رفع الحصانة، التي يجب إلغاؤها. هذا إذا كنا نريد إنقاذ البلد وحمايته من السقوط، وأما الاستمرار في عملية شد الحبال والتهرب من المسؤوليات والتلهي بالتراشق والاتهامات، وإيقاظ الفتنة من جديد، يعني أن كرة النار سيصبح إطفاؤها مستحيلا، فانتبهوا أيها اللبنانيون قيادات ومرجعيات وعامة من خطورة لعبة المقامرة".

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .