۳۰ فروردین ۱۴۰۳ |۹ شوال ۱۴۴۵ | Apr 18, 2024
السيد إبراهيم الرئيسي

وكالة الحوزة ــ يقول السيّد ابراهيم الرئيسي: نحن نحتاج إلى حركة جهاديّة وعزم راسخ لدى مسؤولينا بشكل عام أي جميع العاملين ضمن الحكومة وإنّ بلوغ قمم الحضارة تلك متاح بشكل كامل إن شاء الله.

وكالة أنباء الحوزة ــــ  ينشر موقع KHAMENEI.IR  الإعلامي مقالاً لرئيس السّلطة القضائية حجّة الإسلام والمسلمين السيّد إبراهيم رئيسي يتحدّث فيه سماحته عن دور قائد الثورة الإسلامية في استمرار أهداف الثورة الإسلامية والحفاظ عليها على مدى الأعوام الأربعين الماضية وتحقيق النظام الإسلامي إنجازات متعدّدة في مختلف المجالات حيث يقول سماحته: انتهج إماما الثورة الإسلامية أي إمامنا الجليل الإمام الخميني (قدّس سرّه) في العقد الأوّل بعد انتصار الثورة الإسلامية والإمام الخامنئي خلال هذه العقود الثلاثة مسار حماية الثورة الإسلامية من أيّ نوع من أنواع الانحراف والإفراط والتفريط.
الكاتب: السيّد ابراهيم الرئيسي
نقطة عطف في تاريخ الثورة الإسلامية
شكّل بيان الخطوة الثانية نقطة عطف في تاريخ الثورة الإسلامية. وهو أيضاً دليل على التطورات التي حملتها الأعوام الأربعين بعد انتصار الثورة الإسلامية لإيران، والمنطقة والعالم الإسلامي وهو أيضاً شكّل استراتيجيّة لمستقبل النظام وحركة الثورة الإسلامية.
لهذا البيان أبعاد متعدّدة. إحدى الأبعاد هي النظرة الواقعيّة للظروف المعاصرة. يحمل البيان نظرة في منتهى الواقعيّة تجاه المرحلة المعاصرة لإيران الإسلامية ومع تصريحه عن الأهداف والقيَم فهو يحمل رؤية واقعيّة للغاية. على سبيل المثال، فيما يخصّ قضيّة العدالة لو تطلّع أحدهم إلى هذا البيان سيلاحظ أنّ رؤية واقعيّة بالكامل تحكم مسألة العدالة. وفيما يخصّ الاقتصاد والاقتصاد المقاوم، الرؤية رؤية في منتهى الواقعيّة. كما أنّ الرؤية الحاكمة على العلم والتكنولوجيا واقعيّة للغاية. وفيما يخصّ قضيّة الحفاظ على قيم الثورة الإسلامية على مدى هذه الأعوام الأربعين واستمرار حركة الثورة الإسلامية، الرؤية رؤية جدّ واقعيّة. فلا العدوّ اليوم ولا الصّديق يُنكر تفوّق وتقدّم الثورة الإسلاميّة في الجبهات كافّة وهذا مهمّ جدّاً حيث أنّه بعد ٤٠ عاماً تملك الجمهورية الإسلامية في إيران اليد الطولى في كلّ القضايا. 
أي أنّنا إذا أردنا تحليل ظروفنا مقابل ظروف العدوّ فينبغي علينا أن نقول بأنّ العدوّ في طور الأفول فعلاً ونحن في طور الصّعود. هذا البيان فصّل بالكامل هذه الحالة وبرّز هذه الصورة.
الحضارة الإسلاميّة الحديثة ممكنة المنال
بيان الخطوة الثانية يوضح من ناحية أخرى مختلف أبعاد الثورة الإسلامية والبركات والأهداف الهامّة التي سعت إليها هذه الثورة الإسلامية وهذا الموضوع ليس منفصلاً عن أهداف الإمام الخميني وخطّ الإمام رحمة الله عليه وهدف تأسيس النظام الإسلامي. يتّضح إذاً أنّ الأهداف المنظورة من أجل تأسيس أصل النظام، ها هي تتحقّق اليوم بعد مرور ٤٠ سنة مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ نظامنا يسير ضمن مسار صعودي باتجاه الأهداف الرّفيعة والسامية. لم تشهد حركة الثورة الإسلامية الهدّارة أيّ توقّف ولطالما كانت ضمن مسار التحرّك ولذلك فإنّ هذه الحركة قادرة على أن تشكّل بشارة لبلوغ تلك الحضارة التي تحدّث عنها قائد الثورة الإسلامية في بيانه الشامل. أي أنّ بلوغ تلك الحضارة والمدنيّة التي بشّر بها الإمام الخامنئي متاح بشكل كبير. قد يقول أحدهم أنّ الحضارة الحديثة المعاصرة كيف ستكون قادرة على إبراز نفسها أمام حضارة الغرب؟ يمكن القول في معرض الإجابة عن هذا السؤال أنّنا نملك شواهد خلال هذه الأعوام الأربعين تثبت أن هذه الحضارة قادرة على شقّ طريق لها في هذا العالم. فعناصر من قبيل السعي وراء الحقّ، والعدالة والله و… التي تحتويها هذه الحضارة تجعل فطرة البشر الصاحية قادرة على اتّباع هذه الرؤية وهذه الرسالة بشكل كامل.
ينبغي الحفاظ على خطاب الولاية
النقطة بالغة الأهميّة هي أنّ الثورة الإسلامية منذ بداية انتصارها لم تنحرف أبداً عن شعاراتها ومسارها. حاول كُثر لكنّ إمامي الثورة الإسلامية أي إمامنا الجليل الإمام الخميني (قدّس سرّه) في العقد الأوّل بعد انتصار الثورة الإسلامية والإمام الخامنئي خلال هذه العقود الثلاثة انتهجا مسار حماية الثورة الإسلامية من أيّ نوع من أنواع الانحراف والإفراط والتفريط.
مقارنة الثورة الفرنسية أو الثورة الروسية مع ثورتنا تثبت تماماً أنّ ثورتنا لم تُصب بالإفراط والتفريط. نعم، تعاقبت على استلام الحكم حكومات عديدة، وكانت هناك أذواق سياسية متنوّعة في مجلس الشورى والحكومة ومختلف الأقسام لكن بسبب كون خطاب الولاية في بلدنا خطاباً موحّداً فقد كان الخطاب السائد في البلد هو خطاب الإمام الخميني (قدّس سرّه) وخطاب الإمام الخامنئي. يقول قائد الثورة الإسلامية في مبحث إنسان بعمر ٢٥٠ سنة أنّ خطاب الأئمّة عليهم السلام من أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى الوجود المقدّس لنجل الإمام العسكري (عليه الصلاة والسلام) هو خطاب موحّد. أي كأنّهم إنسان واحد بعمر ٢٥٠ سنة. تلاحظون أيضاً هذا الخطاب في رؤية إمامي الثورة الإسلاميّة. نفس الخطاب الموجود لدى الإمام الخميني (قدّس سرّه) موجودٌ أيضاً لدى الإمام الخامنئي وينبغي الحفاظ على هذا الخطاب الغالب.
أنظروا إلى هذا البيان بمنظار البحث، والتبيين والتشريح 
بصفتي طالب علوم دينيّة فإنّ اقتراحي لكافّة المحافل العلميّة والحوزويّة والجامعيّة هو أن ينظروا إلى هذا النّص كنصّ قابل للمطالعة، والمباحثة، والبحث والتحقيق والتشريح والتفصيل. ينبغي أن يتمّ شرح هذه المفاهيم بشكل كامل. وشرح المفاهيم السامية المندرجة ضمن هذا البيان ضروري للجيل الحالي والأجيال القادمة لكي تتّضح الرؤية المستقبلية بشكل كامل ويتبيّن أنّ بلوغ المجتمع الإسلامية والحكومة والحضارة الإسلاميّة هو قابل للتحقّق حتماً وليس صعب المنال. لا ينبغي أن يظنّ أحد أنّنا حين نتحدّث عن الحضارة فإنّ هذه الحضارة التي نتحدّث عنها أمرٌ مثالي يصعب الوصول إليه. هذا البيان يحدّد ويوضح بشكل كامل كون بلوغ الحضارة الإسلامية أمراً متاحاً وممكناً. نحن نحتاج إلى حركة جهاديّة وعزم راسخ لدى مسؤولينا بشكل عام أي جميع العاملين ضمن الحكومة وإنّ بلوغ قمم الحضارة تلك متاح بشكل كامل إن شاء الله من خلال هذه العزيمة الراسخة. 

ارسال التعليق

You are replying to: .