۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
حجة الإسلام ميرزائي

وكالة الحوزة ــ صرح الباحث الإسلامي محمد علي ميرزائي: إن الدماء التي سالت في سوريا من المجاهدين كانت بالأحرى أن تسيل في مواجهة إسرائيل ولكنهم ارتفعوا شهداء الدفاع عن المقاومة، ولم يكن النظام السوري هو السبب الرئيس في نزيفها. ولكن الأميركيين والأسرائيليين والسعوديين والقطريين والأتراك هي الجهات الحقيقية والحصرية في التسبب لها.

وكالة أنباء الحوزة ـــ تصريحات نايف الرجوب القيادي في حماس ضد سوريا بتلك العبارات السيئة والفاقدة للحكمة والأدب  جعلتني أن أعرب عن منتهى استغرابي من حماقة هذا المقام السياسي في حماس ولا أقول كل حركة حماس، لأن في العالم المتخلف هنا الكل يبدي الرأي و في حركة واحدة تجد تيارات و نزعات و اتجاهات تصل  مواقفها و اتجاهاتها مستوى التناقضات أحيانا. قد تجد أن اتجاها في حركة أو جماعة أو حزب على علاقة حميمة مع جهة يكن لها التيار الثاني في نفس المؤسسة منتهى الكره والغضب! عليه فلا أستطيع شرعيا وأخلاقيا أن أقول أن ما قاله الرجوب هو موقف قيادة حماس العليا . في أقل تقدير حتى أيام أخر لنعلم هل أنه عبر عن موقف الجماعة كلها أم كان موقف شخص أو فرع فيها..؟
مع ذلك لأن في صفحتي عدد هام من أصحاب التوجه الحمساوي والإخواني ولهم مني كل التحية والاحترام أحب أن أسمع بعضا مما يسبب هذا الحقد الدفين لحماس تجاه الدولة السورية العربية المقاومة . لا أتحدث عن الإخوان المسلمين السورية و قصتها معروفة و مشاعر النظام وإياهم  المتبادلة المزمنة متفهمة ولكني أتحدث عن حماس  اليوم والمحاصرة من كل العالم والمواجهة لأكبر التحديات بالتحديد.
الدولة السورية و إيران و حزب الله اللبناني منذ عشرات السنين أي منذ لحظة تكوين حماس في فلسطين كانوا مع المقاومة الفلسطينية. عاشت حماس في سوريا أفضل أيامها مدعومة بنظام عربي  من الوزن الثقيل في وقت كانت مطاردة في جميع الأنظمة العربية. الان ما الذي يجعل حماس تستمر في التعصب والعنجهية ضد الحكومة السورية؟ 
هل بمنطق الأولوية غيرت حماس أولوية المقاومة ضد اسرائيل إلى المقاومة ضد النظم غير الديمقراطية العربية؟ إن كان حقا هو كذلك لم العاقل يبدأ بمن هو الحامي والمدافع عنه؟ لم البدأ من سوريا و ليس من السعودية والبحرين و مصر و قطر و الأمارات و...؟ إن كان المطلوب هو تغيير النظم العربية ألا يوجد نظم عربية أقل  ديمقطراطية من سوريا؟ والسؤال الثاني هو أن حماس هل لقيت دعما في المقاومة ضد إسرائيل من أي نظام عربي بقدر ما لقي الدعم الاستراتيجي  من محور المقاومة( إيران و سوريا و حزب الله)؟
أنا شخصيا أرى أن هناك خطا اختراقيا من إسرائيل داخل حماس مباشرة أو من خلال بعض الأطراف العربية كقطر مثلا أو تركيا..على حماس أن تعيد حساباتها و تترك هذه الأدبيات المتخبطة. حماس ليست في ظرف تستطيع أن تدفع أثمان مشروع دمقرطة العالم العربي! لا تملك حماس إمكانية أن تقف في وجه الأنظمة العربية لتكتمل  ديمقراطيتها لأن هذه المحاولة الفاشلة سلفا ستتناقض مع المقاومة في فلسطين و تلحق بها ضرارا بالغا.
حركة حماس  ستحتاج إلى الحكومة السورية في مستقبلها. الرهان على العلاقات مع المقاومة و إيران و حزب الله و فتح المعارك والحقد على سوريا لا يستقيم وإن كانت حماس حقا تشعر بالمسؤولية الشرعية من خلال أحاديث أبي هريرة و ما شابه في مناصرة الشعوب المستضعفة فعليها أن تبدأ من أكثر الأنظمة العربية فسادا و قتلا و فتكا و ليس من النظام العربي الوحيد الذي قدم للمقاومة الغالي والنفسي و دفعت أثمانا كبيرة لأجلها...
ثم على الرجوب و من على شاكلته أن يعلم أن الصدام مع  سوريا هي أخطر قشرة موزة إلقيت إلى تحت أقدام  حركة حماس . وإن للقطريين والأميركيين والاسرائئيليين والسعوديين دورا أساسا في توريطها.  عليها العلم بأن النزاع مع النظام السوري في أدبيات حماس لا يمكن فهمه إلا في إطار رداءة الفهم و سوء التقدير للموقف.
تصريحات الرجوب أتت في أسوء لحظة و كانت خطوة حمقاء لو لا نقول أنها من ضمن المؤامرات الداخلية المخترقة لحماس...
إن الدماء التي سالت في سوريا من السوريين المواليين والمعارضين و من الايرانيين و اللبنانيين و المجاهدين الذين كان بالأحرى أن تسيل دمائهم في مواجهة إسرائيل ولكنهم ارتفعوا شهداء الدفاع عن المقاومة هي دماء لم يكن النظام السوري هو السبب الرئيس في نزيفها. ولكن الأميركيين والأسرائيليين والسعوديين والقطريين والأتراك هي الجهات الحقيقية والحصرية في التسبب لها. على حماس إن كان حقا حريصة على الدم السوري أن تصرخ على الجهات التي ورطت المعارضة السورية في حرب أهلية مسلحة ضد النظام و من ثم استدرجت 200 ألف إرهابي داعشي و من حركات أخرى كالقاعدة و جبهة النصرة و...و سببوا معارك ضارية كبيرة لإسقاط النظام...
والان حماس التي كانت مواقفها مشينة و غير حكيمة تستطيع أن تسكت أو تسعى للإصلاح ولكن أن تفتح اللسان على النظام السوري مباشرة و على المقاومة و إيران بصورة غير مباشرة بالسوء و رديئ الكلام من خلال ما قاله الرجوب و غيره فهو موقف لا يحسد عليه العقل الحمساوي...
أنا لا أريد سوءا لحماس لأني شخصيا أحب حماس كحركة مقاومة و أكن لها الاحترام و كم معارك إعلامية هنا في صفحتي خضتها دفاعا عنها و سوف أستمر في الدفاع عن حماس ما دامت على خط المقاومة في فلسطين موجهة سلاحهها إلى نحور المحتلين والصهاينة ولكن لا تظننّ حماس أن وضعها ستكون كما الان.  إن المخططات العالمية ستشتد عليها و الصراع المفتوح مع سوريا هو صراع مع المقاومة و محورها ككل. استمرار الحماقة وسوء التقدير و فلتان المواقف قد تسبب كوارث على المقاومة الفلسطينية و هذا ما لا يريده أحد من المؤمنين.

* محمد علي ميرزائي

ارسال التعليق

You are replying to: .