۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
الشيخ عبد الهدي الكربلائي

وكالة الحوزة_ تطرق ممثل المرجع السيد السيستاني، الجمعة، الى استعراض نظام مهم من انظمة الاسلام في كيفية التعايش الاجتماعي الصحيح مع الاخرين من وجهة نظر الاسلام والانسانية. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (19 /5 /2017)، لا شك ان كل فرد ومجتمع بحاجة ضرورية الى الاجتماع والتعايش، مشيرا انه لا يمكن لأي فرد ان ينهض بمقومات وجوده ومجتمعه الا من خلال التعايش مع الاخرين.

وكالة أنباء الحوزة_ تتطرق ممثل المرجع السيد السيستاني، الجمعة، الى استعراض نظام مهم من انظمة الاسلام في كيفية التعايش الاجتماعي الصحيح مع الاخرين من وجهة نظر الاسلام والانسانية.  وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (۱۹ /۵ /۲۰۱۷)، لا شك ان كل فرد ومجتمع بحاجة ضرورية الى الاجتماع والتعايش، مشيرا انه لا يمكن لأي فرد ان ينهض بمقومات وجوده ومجتمعه الا من خلال التعايش مع الاخرين، وان هنالك حاجة ضرورية للانسان كفرد ومجتمع لتنظيم تعايشه الاجتماعي وفق مبادئ واسس يستجاد منها الحاجة الفطرية التي تتسق مع سيرة العقلاء لتحقيق الاستقرار في المجتمع والسعادة بعيدا عن تسلط الانانية والغريزة الضيقة والامور التي تهدد سلامة العلاقات الانسانية واستقرار المجتمع.

واضاف توجد علاقات سياسية واجتماعية معقدة ومتشعبة، الا ان هنالك مبادئ واسس وضعها الاسلام في حال فهمها وتطبيقها بمصاديقها يتحقق التعايش الاجتماعي والاستقرار والسعادة في المجتمع.

واوضح ان المبدأ الاول يتمثل بـ (طبيعة النظرة العقائدية للاخر)، مشيرا الى ان الآخر تارة يكون شخصا يشترك في السكن واللغة واللون والدم والعقيدة وغيرها، وتارة يختلف في بعض تلك الامور، مبينا انه في حال كانت تلك النظرة العقائدية للاخر - بغض النظر عما يكون ذلك الاخر- سليمة فانه من الممكن اقامة علاقات سليمة وصحيحة يضمن من خلالها تحقيق الازدهار والاستقرار، مؤكدا على اهمية توفر تلك النظرة وان المجتمع بحاجة لها خصوصا في بلدنا.

وتابع ان القران الكريم واحاديث اهل البيت عليهم السلام اهتمت بهذه النظرة من حيث وحدة الاصل الانساني، أي ان الجميع من اصل ونفس واحدة مستشهدا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)، مشيرا الى ان الاية القرانية خاطبت الجميع ولم يقتصر خطابها على المؤمنين، منوها ان الاية توضح بأن الافراد الذين يختلفون باللون واللغة والقومية والجنس يجب ان تكون نظرة بعضهم للبعض الاخر بعيدة عن نظرة الاحتقار والازدراء او الاستعلاء، مشيرا الى ان اختلاف اللغة واللون والجنس البشري وما يمتلكه البعض من حضارة او تاريخ بشري لا يعطي الحق بأن ينظر البعض للبعض الاخر بنظرة الاحتقار والازدراء او ان تبنى العلاقات فيما بينهم وفق تلك النظرة، مبينا ان الجواب على ذلك وضحه القران الكريم في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) اي ان الجميع من اصل واحد وان التمايز سيكون بأمور اخرى كالعبودية والتقوى.

واكد ممثل المرجع السيد السيستاني ان تلك الاختلافات لاتمنح لأي شخص اي تمايز وان الاختلاف في خلق الله جاء لبيان قدرة الله تعالى على الخلق لا لشيء اخر، وان الجميع من اصل واحد ويجب ان ينظر كل شخص للاخر على انه انسان مثله ويتعامل معه وفق المبدأ الانساني، مستشهدا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).

واستدرك الشيخ الكربلائي ان هذا الاختلاف وجد لحكمة ولابد ان تكون النظرة وكيفية التعامل مع من نختلف معهم بما ورد اعلاه والنظر لهم بنظرة الاعتبار والتقدير والاحترام وحفظ كرامتهم لأن الجميع من اصل واحد، ومن الضروري احترام الدين والمذهب والمعتقدات.

واشار الى وجود وصية للامام امير المؤمنين عليه السلام في كيفية التعامل القلبي مع من نختلف معهم، ورد فيها (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ. ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، أو نَظِيرٌ لَكَ فِي الخلق))، مبينا انه من الضروري ان لا يحمل القلب القسوة والحقد والكراهية تجاه من نختلف معهم في الدين او المذهب او الرأي او المعتقد، (لانهم صنفان) اما اخ لك في الدين يشترك معك وتحبه وتعطف عليه وتلطف به او ان يكون نظيرا لك في الخلق يتشابه معك في انه انسان له مشاعر ويجب ان يقدر ويحترم وان يكون التعامل معه بمقتضى هذه المشاعر.

واوضح الشيخ الكربلائي في المبدأ الثاني الذي ورد فيه (شعور كل فرد ومجتمع بأنه بحاجة الى الاخر)، مبينا انه ليس لأي فرد ان يستغني عن الاخر سواء اكان فردا او عشيرة او قوما او شعبا، موضحا ان كل فرد بحاجة للاخر للنهوض بمقومات الحياة والتطور وتحقيق اغراض المجتمع، مؤكدا على ضرورة تبادل المنافع والمصالح وحفظ حقوق الاخرين كما ان اي شخص بحاجة الى الاخرين فان الآخرين في مقابل ذلك بحاجة الى عطاءه، وان اي مجتمع بحاجة لمجتمع اخر يجب ان يبادله المنفعة ويقدم العطاء له، منوها انه كما ان الفرد يريد من الاخرين ان ينفعوه يجب عليه ان ينفعهم، مستشهدا بحديث الامام الصادق عليه السلام (لابد لكم من الناس)، مبينا ان ماورد عنه عليه السلام تعبير عام لجميع الناس سواء اكانوا متفقين بالمعتقد او اللغة ام انهم غير متفقين.

ارسال التعليق

You are replying to: .