۲۹ اسفند ۱۴۰۲ |۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 19, 2024
رمز الخبر: 358298
١٢ مايو ٢٠١٩ - ٠٧:٠٥
القرآن الكريم

وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: ما الفائدة من الآية المنسوخة؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

السؤال: ما الفائدة من الآية المنسوخة؟
الجواب: يتضح الجواب على السؤال بعد بيان عدة نقاط :

النقطة الأولى : ما معنى النسخ ؟
أ- النسخ في اللغة : هو الاستكتاب، كالاستنساخ والانتساخ، وبمعنى النقل والتحويل، ومنه تناسخ المواريث والدهور، وبمعنى الإزالة، ومنه نسخت الشمس الظل، وقد كثر استعماله في هذا المعنى في ألسنة الصحابة والتابعين فكانوا يطلقون على المخصص والمقيد لفظ الناسخ .
ب- النسخ في الاصطلاح : هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمده وزمانه، وسواء أكان من المناصب الإلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى بما أنه شارع، وهذا الأخير كما في نسخ القرآن من حيث التلاوة فقط .

النقطة الثانية : هل وقع النسخ في الشريعة الاسلامية ؟
لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ، فان كثيراً من أحكام الشرائع السابقة قد نسخت بأحكام الشريعة الاسلامية، وإن جملة من أحكام هذه الشريعة قد نسخت بأحكام أخرى من هذه الشريعة نفسها، فقد صرح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجه في الصلاة إلى القبلة الأولى، وهذا مما لا ريب فيه .

النقطة الثالثة : أقسام النسخ في القرآن :
1- نسخ التلاوة دون الحكم :
وقد مثلوا لذلك بآية الرجم فقالوا : إن هذه الآية كانت من القرآن ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها، والقول بنسخ التلاوة هو نفس القول بالتحريف، ومستند هذا القول أخبار آحاد، وأخبار الآحاد لا أثر لها .
2- نسخ التلاوة والحكم :
ومثلوا لنسخ التلاوة والحكم معاً بما روي عن عائشة انها قالت : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرّمن ثم نسخن بـ : خمس معلومات، فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهن فيما يقرأ من القرآن .( صحيح مسلم : كتاب الرضاع ح 2634 ) . والكلام في هذا القسم كالكلام على القسم الأول بعينه .
3- نسخ الحكم دون التلاوة :
وهذا القسم هو المشهور بين العلماء والمفسرين، وقد ألّف فيه جماعة من العلماء كتبا مستقلة، وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ، وخالفهم في ذلك بعض المحققين، فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن، وقد اتفق الجميع على إمكان ذلك، وعلى وجود آيات في القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة، ولأحكام ثابتة في صدر الاسلام .

النقطة الرابعة : ما الفائدة من الآية المنسوخة ؟
سئل الامام علي (عليه السلام) عن الناسخ والمنسوخ ؟ فقال : ( ان الله تبارك وتعالى بعث رسوله (صلى الله عليه وآله) بالرأفة والرحمة، فكان من رأفته ورحمته أنه لم ينقل قومه في أول نبوته عن عادتهم حتى استحكم الاسلام في قلوبهم وحلّت الشريعة في صدروهم، فكان من شريعتهم في الجاهلية أنّ المرأة إذا زنت حبست في بيت وأقيم بأودها حتى يأتيها الموت، وإذا زنى الرجل نفوه من مجالسهم وشتموه وآذوه وعيّروه ولم يكونوا يعرفون غير هذا .
فقال الله تعالى في أول الاسلام : (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ... فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفيهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إنّ الله كان تواباً رحيما )) (النساء 15 ـ 16) .
فلما كثر المسلمون وقوي واستوحشوا أمر الجاهلية أنزل الله تعالى : (( الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة ... )) (النور :2)، فنسخت هذه الآية آية الحبس والأذى .
يظهر من هذه الرواية أن هناك مصلحة إلهية اقتضت تغيير الحكم تدريجياً .
ومنها : بيان عظمة وقدرة الباري عزوجل على تغيير الحكم مع وجود مصلحة موقتة في كلا الحكمين، ولكن في الحكم الأول كانت مصلحة موقتة، وفي الحكم الثاني كانت المصلحة دائمية، وكلا المصلحتين كانتا بنفع المؤمنين .
ومنها : اظهار بلاغتها وإعجازها وغير ذلك .

ارسال التعليق

You are replying to: .