۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
رمز الخبر: 356821
١٦ فبراير ٢٠١٩ - ١٧:٣٣
صلاة الجمعة في هامبورغ

وكالة الحوزة - تطرق إمام المركز الإسلامي في هامبورغ الشيخ مفتح إلى أوصاف المؤمنين من خلال خطبة للإمام علي (ع) بعنوان خطبة همام، وذلك أثناء خطبته لصلاة الجمعة في هذا المدينة، ونص الخطبة على ما يلي:

وكالة أنباء الحوزة - تطرق إمام المركز الإسلامي في هامبورغ الشيخ مفتح إلى أوصاف المؤمنين من خلال خطبة للإمام علي (ع) بعنوان خطبة همام، وذلك أثناء خطبته لصلاة الجمعة في هذا المدينة، ونص الخطبة على ما يلي:

خطبة الجمعة لحجة الإسلام والمسلمين الدكتور الشيخ مفتح مدير وإمام المركز الإسلامي في هامبورغ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين و الحمد لله الذی لا مُضادّ له في مُلكه و لا مُنازِعَ لَهُ في أمره. الحمدالله الذی لا شريك لَهُ في خلقه ولا شبيه لَهُ في عَظَمَتِه (جزء من دعاء الإفتتاح) وصلّی الله علی سيدّنا و نبيّنا محمّد صلّی الله عليه و علی آله الطاهرين و اصحابه المنتجبين.

 عبادالله ! أُوصيكم و نفسي بتقوی الله و اتّباع امره و نهيه.

لقد ذكرنا أنّ خطبة المتّقين هي كلام عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة مختصّ ببيان أوصاف المتّقين. وهذه الخطبة معروفة بخطبة همّام أيضا. همّام بن عبادة أو همّام بن شريح، الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين المخلصين، وقد جاء هذا الكلام منه عليه السلام في الإجابة على طلبه. يفتتح أمير المؤمنين (ع) خطبته - بعد إلحاح همّام على ذكر أوصاف المتّقين – وذلك بعد الحمد والثناء لله والسلام على الرسول الأكرم (ص) بالإشارة إلى الاعتقاد التوحيدي ويقول:  

-      أمّا بَعْدُ، فَاِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى خَلَقَ الْخَلْقَ حينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طاعَتِهِمْ، آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لِأنَّهُ لا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصاهُ، وَلا تَنْفَعُهُ طاعَةُ مَنْ أطاعَهُ. فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعايِشَهُمْ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيا مَواضِعَهُمْ.

يُشير أمير المؤمنين (ع) في هذا القسم إلى صفة الخالقية والرازقية والعدالة عند الله، ولأنّها خارجة عن محلّ بحثنا فلن نتطرّق إليها. ثم يبدأ أمير المؤمنين في الحديث عن المتّقين ويقول: « فَالْمُتَّقُونَ فيها هُمْ أهْلُ الْفَضائِلِ» ويُبيّن هذه الفضائل واحدة واحدة.

الفضیلة الأولى:

القول الصادق في موقعه. منطقهم الصواب. (حديثهم صادق وفي موقعه المناسب).
لقد تمّ تسليط الضوء على (الكلام) في الآيات والروايات كثيراً لأهميّته. وقد تم الحديث عنه في الأدبيات بكثرة أيضا.

لقد نُقل عن أمير المؤمنين في كلام له أنّه يُعرّف أخاه في الإيمان الذي له مقام إيماني سامي حين يقول عنه أنّه (أخ في الله)[1]، وقد ذكر شارحو نهج البلاغة أنّ هذا الشخص هو أبو ذرّ أو عثمان بن مظعون. هذا وقد ذكر أمير المؤمنين في الأوصاف التي عدّها لهذا الأخ في الله خمس صفاتٍ حول الكلام، فيقول:

-      كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ وَنَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ،

-      كَانَ يقُولُ مَا يَفْعَلُ وَلاَ يَقُولُ مَا لاَ يَفْعَلُ،

-      كَانَ إذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلاَمِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ،

-      كَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ.

يُمكن للكلام أن يكون له آثارٌ مدمّرة بشكلٍ كبير في المجتمع. وكثير من النزاعات والمشاكل العائلية والاجتماعية قد وقعت بسبب كلام كان قد قيل من قبل الأشخاص. يقول القرآن الكريم عن الرسول الأكرم (ص):  {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنت فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}  (سورة آل عمران:الأية 159).   إنّ قول الصدق لا يكفي لوحده، بل كونه في موقعه المناسب مهمٌ أيضا. فبالمقدار الذي يكون الكذب مذموما، كذلك قول الصدق في غير موقعه المناسب يكون غير مطلوب وله آثار مدمّرة كثيرا.

یقول أمير المؤمنين في فضائل أهل البيت (ع) «إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا، وَإِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا»[2]. يجب أن يكون الإنسان مالكاً لاختياره، ومسلًطاً على نفسه. فعندما يكون الكلام سببا للتفاخر ومع سكوته لا يضيع له حق يسكت. وعندما يكون السكوت موجباً للتفاخر والتظاهر بالعلم والمعرفة، ويكون الكلام سبباً لإحقاق الحق يتكلّم. نُقل عن النبي الأكرم (ص) أنّه يقول: "لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ"[3].   قال لقمان الحكيم لابنه: «يا بني إن كنت زعمت أنّ الكلام من فضة فإنّ السكوت من ذهب»[4]....  إنّ الكثير من المعاصي قد نشأت من الكلام في غير موقعه، وقد عُدّت معاصٍ كثيرة للسان، من قبيل الكذب، والغيبة، و...، ولو راقب الشخص لسانه سيتجنّب الوقوع في الكثير من المعاصي. يقول أمير المؤمنين (ع): "وَلْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ؛...وَاللَّه مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُهُ حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَهُ" [5].
ــــــــــــــــــــ

[1]  نهج البلاغه؛ الحکمة 286.

[2]  نهج البلاغه؛ خطبه154.

[3]  كنز العمّال: 24925.

[4]  الكافي (ط - الإسلاميه)، ج 2، ص: 114.

[5]     نهج البلاغه؛ الخطبة 176.

ارسال التعليق

You are replying to: .