۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024

وكالة الحوزة _ الشيخ "غازي حنينة" رئيس تيار النهضة الوحدوي في لبنان: إن التطبيع مع العدو الصهيوني هو إسقاط للثقافة الإسلامية وإسقاط للمصالح الإسلامية والعربية، وبهدف تحويل المنطقة العربية والإسلامية إلى ساحة مستباحة للمؤسسات الصهيونية العالمية وخاصة التي تتواجد على أرض فلسطين المحتلة.

قال الشیخ «غازی حنینة» رجل الدین السني اللبناني والعضو في قیادة جبهة العمل الإسلامي ورئیس تیار النهضة الوحدوي في لبنان خلال حوار مع مراسلنا: الأنظمة العربية التي تتسابق اليوم وتهرول نحو كيان الصهیوني من خلال فتح بعض المؤسسات الاعلامية أو الثقافية أو التجارية مع الكيان الصهيوني ما هي الا امتداد لهذه الأنظمة التي كانت في أواخر الأربعينيات التي اغتصبت فيها أرض فلسطين وقامت تلك الأنظمة في ذلك الوقت على تثبيت هذا الكيان الصهيوني من خلال حالة التخاذل والتراجع عن مسؤولية الشرعية والوطنية والقومية نحو الشعب الفلسطيني ونحو فلسطين ومقدسات في فلسطين الحبيبة وان كانت تلك الأنظمة قامت على تثبيت الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين وان هذه الأنظمة اليوم من خلال عملية التسابق لتطبيع مع الكيان الصهيوني تريد اعطاء الشرعية الى هذا الكيان؛ ولذلك نجد أن فكرة التطبيع تسر بشكل سريع من دولة الى دولة ومن نظام الى نظام.

المنطقة اصبحت اليوم تعيش حالة الانقسام بالنسبة للمواجهة العدو الصهيوني بين محور المقاومة والمواجهة معه وبين الارتماء والهرولة نحو التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني. الهدف الذي تسعى من خلال هذه الأنظمة انما تريد تثبيت أركان حكمها سواء كان من الدول الشرقية والغربية والخليجية والدول العربية، وانما تهدف من خلال هذا الكيان الصهيوني تثبيت وجودها وحكمها على السلطة وعلى سبيل المثال مؤسس السعودية اعطى رضاية باقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين قبل حوالي مئة عام تقريبا، وانما حفيده اليوم بن سلمان يريد اليوم من خلال هذا التطبيع تثبيت وجوده على الحكم في المملكة.

المسؤولية تقع بدرجة الاولی على عاتق علماء الامة الاسلامية والمفكرين والمثقفين وإعلاميي الأمة وكل من يستطيع المواجهة مع هذه الفكرة واسقاطه. هنا أقول أن علماء المسلمين في دول الخليج (الفارسي) عليهم مسؤولية الكبري ويتحملون مسؤولية عند الله بسكوتهم وبصمتهم علی ما يجري في التطبيع في أكثر من دولة خليجية وعلی العلماء في بعض الدول الغربية التي تسعى لفتح أبوابها علی وزراء ومسئولين الصهاينة والفرق الرياضية والاعلامية وبعض الدول الشرقية التي فتحت سفارة للصهاينة يتحمل علماء المسلمين مسؤولية على وقفتهم في منبر رسول الله وأن لايسكتوا علی ظلم الظالمين.

ان التطبيع مع العدو الصهيوني هو اسقاط الثقافة الاسلامية واسقاط المصالح الاسلامية والعربية وهو تحويل المنطقة العربية والاسلامية الی ساحة المستباحة للمؤسسات الصهيونية العالمية وخاصة التي تتواجد على أرض فلسطين المحتلة. لذلك أن علماء المسلمين عليهم أن يبذلوا كثيرا من الجهود وكثيرا من الوقت والامكانيات لاسقاط عملية التطبيع في كل مجالات واليوم يجب علينا أن نشمر سواعد الجد للمقابلة بمشروع التطبيع مع العدو الصهيوني.  

وفیما یلي نص الحوار:

الحوزة: كیف تقیم دور إدارة ترامب وصهره جرد كوشنر فی طعن ظهر فلسطین باستخدام بعض الدول العربیة؟

ادارة ترامب وصهره كوشنر ما هي الا امتداد لتاريخ أمريكا منذ الأربعينيات ومنذ نشأة الكيان الصهيوني علی أرض فلسطين من خلال الاعتراف الأول لحكومة الولايات المتحدة يومها بهذا الكيان علی أرض فلسطين وما تلاه بعد ذلك من عملية الدعم وتقوية هذا الكيان بمدها السلاح وتقويته بدعم المالي بمليارات الدولارات طوال خلال السبعين السنة الماضية وما هي سياسة ترامب الا امتدادها. لاننسی أن اوباما جاء بمشروع من قبله أيضا وقبله جاء بوش ولذلك نجد أن الادارة الأمريكية طوال هذه السنوات الماضية تفتعل الأزمات في هذه المنطقة؛ لتثبيت وجود الكيان الصهيوني ولذلك هذه الأنظمة العربية المرتبطة بعتبات البيت الأبيض انما هي تتلقي صفقات من هذه الادارة الأمريكية طوال هذه السنوات.

هذه الادارة هي ادارة داعمة وراعية ومثبتة لهذا الكيان الصهيوني علی أرض فلسطين وبنفس الوقت هي تعطي زهرا لهذه الأنظمة العربية المتخاذلة ولا تقيم لها وزنا وشأنا لأن الادارة الأمريكية برئاسة ترامب بآخر تصريحاتها أن المصلحة الأمريكا في المنطقة تقوم بأمرين الأول هو أمن الكيان الصهيوني علی أرض فلسطين والثاني مصلحة أمريكا بسحب النفط وبقائها على الأنابيب التي توصلها الی عمق أمريكا وكل الدول الغربية التي تدور في فلك الادارة الأمريكية.

 الحوزة: كیف یمكن إحباط مؤامرات الأعداء خاصة صفقة القرن وما هو الهدف منها؟

ان المخططات التي يعمل علی تنفيذها في المنطقة ولعلها آخرها اصطلح بتسميتها بصفقة القرن كما ذكرنا سابقا انما تهدف الی خدمة المشروع الصهيوني وتثبيت وجوده علی أرض فلسطين وأيضا محاربة كل قوی مقاومة في المنطقة ومصادرة القرار الأنظمة العربية وبتحديد محيطة في فلسطين ولعل نتوقف علی ماجری في السنوات السبع الأخيرة مما سمي بربيع العربي وماجری في عدد الاقطار العربية ولعلها الأخيرة السورية الشقيقة التي جلب منها كل الارهابيين من ثمانين دولة في العالم باسم الإسلام، والاسلام نزيه من كل ذلك وضخت كل هذه الاعداد الی ساحة السورية لاضعاف القوة السورية في خط المقاومة والمواجهة واشغال المقاومة في لبنان ممثلة في مقاومة الاسلامية في حزب الله.

نجد أن احباط هذه الموامرات تحتاج الی وحدة الموقف والعمل والتقديم كل الامكانيات لاسقاط هذه الموامرات ونقول أن الدعم الذي يقدم للمقاومة الاسلامية في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة ودعم الجيش العربي السورية وقيادة السورية لنشكل المحور المقاوم لمواجهة المحور الذي يسعی لتنفيذ صفقة القرن وهكذا قد حققنا هدفنا في اسقاط الصفقة القرن.

الحوزة: ما هو هدف الأنظمة العربیة من التطبيع مع الكيان الصهيوني في الظروف الراهنة؟

هذه الأنظمة العربية التي تتسابق اليوم وتهرول نحو الكيان الصهیوني من خلال فتح بعض الموسسات الاعلامية أو الثقافية وأو التجارية مع الكيان الصهيوني ما هي الا الامتداد لهذه الأنظمة التي كانت في أواخر أربعينيات التي اغتصب أرض فلسطين وقامت تلك الأنظمة في ذلك الوقت علي تثبيت هذا الكيان الصهيوني من خلال حالة التخاذل والتراجع عن مسؤولية الشرعية والوطنية والقومية نحو الشعب الفلسطيني ونحو فلسطين والمقدسات في فلسطين الحبيبة وان كانت تلك الأنظمة قامت على تثبيت الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين وان هذه الأنظمة اليوم من خلال عملية التسابق للتطبيع مع الكيان الصهيوني تريد اعطاء الشرعية الى هذا الكيان ولذلك نجد أن فكرة التطبيع تسر بشكل سريع من دولة الى دولة ومن نظام الى نظام.

المنطقة اصبحت اليوم تعيش حالة الانقسام بالنسبة لمواجهة العدو الصهيوني بين محور المقاومة والمواجهة معه وبين الارتماء والهرولة نحو التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني. الهدف الذي تسعي من خلال هذه الأنظمة انما تريد تثبيت أركان حكمها سواء كان من الدول الشرقية و الغربية والخليجية والدول العربية انما تهدف من خلال هذا الكيان الصهيوني تثبيت وجودها وحكمها على السلطة وعلى سبيل المثال الموسس السعودية اعطى رضاية باقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين قبل حوالي مئة عام تقريب وانما حفيده اليوم بن سلمان يريد اليوم من خلال هذا التطبيع تثبيت وجوده على الحكم في المملكة.

الحوزة: هل یمكن أن نشاهد الوحدة بین المسلمین حول تحریر القدس بعین الاعتبار؟ ماهي المعرقلات في مسار هذه الوحدة؟

لاشك أن الوحدة الاسلامية هي هدف بحد ذاتها وهي احدى الوسائل للامة الاسلامية لتحقيق اهدافها في المنطقة والعالم ولذلك يجب أن نشكل القيادة الاسلامية واحدة علي صعيد العالم ويكن لنا مشروع اسلامي واحد وهو تحرير القدس وجمع كل الطاقات الاسلامية من مشارقها ومغاربها لتحرير القدس والعمل علی تحقيق هذا المشروع برغم كل العقبات التي تواجهنا وكل الفتن الموجودة في العالم الاسلامي مثل الفتن المذهبية والطائفية والعرقية والقومية ولذلك نحن علينا أن نتجه نحو القدس ويجب أن نشكل المشروع المقاومة ونجمع الامة حول هذه المقاومة. لدينا بعض الخلافات لكن لايجوز أن نختلف حول تحرير القدس لأن تحرير القدس مسؤولية الدينية والقومية والوطنية ويجب علينا تجاوز كل العقبات في مسار هذا المشروع الذي يجتمع الامة لتحرير القدس.

الحوزة: أصدرت الأمم المتحدة ستة قرارات لصالح فلسطین وضد الصهاینة. هل هي تنفذ أو تبقی حبرا علی الورق؟

القرارات الصادرة من الأمم المتحدة منذ احتلال فلسطين تصدر في بعض جوانبها تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني لكن ان هذه القرارات بقيت حبرا علی الورق ولاتشكل أي حالة من حالات الضمانة لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وحقه بالعودة للعيش الكريم مع الأرض واقامة دولته المستقلة التي عاصمتها القدس ونحن حينما نقول الدولة المستقلة بمصطلح متعارف عليه وان كنا نعتقد اعتقاد جازما أن الدولة الفلسطينية من النهر الى البحر وبكل شبر من أرض فلسطين وبكل ذرة التراب فلسطين ولايتحقق هذا الا بفعل المقاومة والمواجهة؛ لأن هذا العدو الصهيوني لايتنازل ولايتواضع لمصالحة القرارات الدولية وعلى سبيل المثال لبنان قرار 725 بقی حبرا علی الورق حتی نفذته المقاومة الاسلامية بصواعد المجاهدين وبدماء الشهداء وبعرق المقاومين الذين حققوا الانتصار في تحرير جنوب لبنان من رجس العدو الصهيوني. هذه القرارات الدولية تبقی حبرا على الورق ونقول أن تنفيذها يتعلق بقدرة المقاومة الفلسطينية لاحداث الضربات للكيان الصهيوني.

الحوزة: ما هو دور العلماء في مجال وقف التطبیع عبر توعیة الشعوب الإسلامية؟ لماذا یهرول بعض العلماء إلى عروش زعماء الخائنة؟

أنا اعتقد أن المسؤولية تقع بدرجة الاولی على عاتق علماء الامة الاسلامية والمفكرين والمثقفين وإعلاميي الأمة وكل من يستطيع المواجهة مع هذه الفكرة واسقاطه. هنا أقول أن علماء المسلمين في دول الخليج (الفارسي) عليهم مسؤولية كبرى ويتحملون مسؤولية عند الله بسكوتهم وبصمتهم علی مايجري في التطبيع في أكثر من الدولة الخليجية وعلی العلماء في بعض الدول الغربية التي تسعى لفتح أبوابها علی وزراء ومسؤولين الصهاينة والفرق الرياضية والاعلامية وبعض الدول الشرقية التي فتحت سفارة للصهاينة يتحمل علماء المسلمين مسؤولية على وقفتهم في منبر رسول الله وأن لايسكتوا علی ظلم الظالمين.

ان التطبيع مع العدو الصهيوني هو اسقاط الثقافة الاسلامية واسقاط المصالح الاسلامية والعربية وهو تحويل المنطقة العربية والاسلامية الی ساحة المستباحة للمؤسسات الصهيونية العالمية وخاصة التي تتواجد على أرض فلسطين المحتلة؛ لذلك أن علماء المسلمين عليهم أن يبذلوا كثيرا من الجهود وكثيرا من الوقت والامكانيات لاسقاط عملية التطبيع في كل المجالات واليوم يجب علينا أن نشمر سواعد الجد للمقابلة بمشروع التطبيع مع العدو الصهيوني.  

أجري الحوار: محمد فاطمي زاده

 

ارسال التعليق

You are replying to: .