۵ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۵ شوال ۱۴۴۵ | Apr 24, 2024
القرآن الكريم

وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: أيّهما أسبق ظهوراً الليل أم النهار حسب ما ورد في القرآن؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

وكالة أنباء الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: أيّهما أسبق ظهوراً الليل أم النهار حسب ما ورد في القرآن؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.


السؤال: أيّهما أسبق ظهوراً الليل أم النهار؟

في الآية الشريفة: وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ(يس: 37)، توحي أن الليل هو الأصل:فإذا انسلخ النهار كان الليل.
لكن في الآية الشريفة: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(يس:40)، توحي أن النهار هو الأصل، ثم يتبعه الليل.
فكيف نوفق بين الآيتين في المعنى؟

الجواب: قوله تعالى: وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُون?، نسلخ مأخوذ من مادة (سلخ)، وتعني في الأصل نزع جلد الحيوان، والتعبير في الآية تعبير لطيف، فكأن نور النهار لباس أبيض ألبسه جسد الليل، ينزع عنه إذا حلّ الغروب ليبدو لونه الذاتي، والتأمّل في هذا التعبير يوضح هذه الحقيقة، وهي أنّ الظلام هو الأصل للكرة الأرضية، وأنّ النور والإضاءة صفة عارضة عليها تأتيها من مصدر آخر، فهو كاللباس الذي يرتدى، وحينما يخلع ذلك الثوب، يظهر اللون الطبيعي للبدن... وهذا المعنى يبدو أنّه لا ينسجم مع رواية وردت عن الإمام الرضا(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (لَا الشَّمسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ)، أي: أنّ النهار سابق لليل!

والجمع بين المعنيين، هو بأن نقول: لمّا كان وجود الليل والنهار أمران منتزعان من حركة الأرض حول نفسها وصيرورة نصفها مقابلاً للشمس ونصفها الآخر في الجهة الأخرى واستمرار تلك الحركة دائبة على هذا المنوال، فيكون الليل والنهار مولودان لدورتها. وتأخر الأمر الانتزاعي على منشأ الانتزاع ممّا لا ريب فيه.

وبعبارة أخرى: لمّا كان وجود الليل والنهار فرع وجود الشمس وحركة الأرض، فإذا كانت لشمس كان النهار، وإذا كان النهار كان الليل. فحينئذ وجود الليل منتزع من النهار والنهار أسبق من الليل.

ولكن هذا إنّما يصحّ بالنظر إلى علاقة التقدّم والتأخّر بين الليل والنهار بلحاظ الشمس وليس بلحاظ العلاقة بين الليل والنهار من جهة كونهما آيتين للظلمة والنور بغض النظر عن الشمس، فمن الواضح أنّ الظلمة تكون أوّلاً، ثم تنقشع بالنور، ويكون النور بالنسبة إليها كالجلد أو القشر.

ارسال التعليق

You are replying to: .