۶ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۶ شوال ۱۴۴۵ | Apr 25, 2024
القرآن الكريم

وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: ما معنى حوار الملائكة مع الله عزوجل، وإلى ماذا تشير السين في قوله (سنريهم آياتنا...)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

وكالة أنباء الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: ما معنى حوار الملائكة مع الله عزوجل، وإلى ماذا تشير السين في قوله (سنريهم آياتنا...)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
 
السؤال: حين خلق الله ادم عيه السلام وبعد خطيئة الشجرة فقرر ان يجعله خليفة فى الارض فكيف ترد الملائكة كما ورد فى كتابة العزيز (( أَتَجعَلُ فِيهَا مَن يُفسِدُ فِيهَا وَيَسفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعلَمُ مَا لَا تَعلَمُونَ )) ونرى فى اية اخرى حديث المولى عز وجل عن وصف الملائكة فيقول تبارك وتعالى (( لَا يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ )) اى ان ليس لهم الخيرة من امرهم او من امر الله فهم يفعلون ما يؤمرون فسؤال الملائكة للمولى عز وجل معاذ لله ان يكون من باب الجدل؟ فماذا نسميه اذن؟
وردا على موضوع وجود الله فيكفى ان أذكر الاية الكريمة (( سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ )) وحرف السين فى كلمة سنريهم اعظم تحدى من شخص لا يملك الحتمية فى غيب لم يقع ..ومن من البشر يملك ذلك حتى وان ملك ذلك فى امور العلم كشخص واثق من نظرية علمية قبل تطبيقها واجزم انها صحيحه فهل يمكن الجزم فى امور غيبية تتعلق بالنفس البشرية وامور الكون التى ما زال العلم حائرا فيها .اذا القادر على ذلك لا بد ان يكون من بيده امور هذه الاشياء الا وهو الله عز وجل ..
 
الجواب: أولاً: إن حل هذا الإشكال لا يوجد إلا في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، إذ باقي المذاهب الإسلامية غير الشيعة تجوز على الملائكة طبقاً لظاهر هذه الآية صدور الذنب ما يقتضي التناقض مع آيات الأخرى تنزههم عن ارتكاب المعاصي والذنوب كافة كالآية التي ذكرتها في معرض سؤالك واستفسارك عن وجه الجمع بين الآيتين الكريمتين، وإليك جانب مما ذكره علماء التفسير والحديث في المراد من حوار الملائكة مع الله تعالى بشأن خلافة آدم عليه السلام في الأرض: فقد ذكر السيد الطباطبائي في تفسير الميزان ج1 ص115 : هذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة، وليس من الاعتراض والخصومة في شئ والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم : (( إِنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ )) (البقرة:32) حيث صدر الجملة بـ(أن) التعليلية المشعرة بتسليم مدخولها... فملخص قولهم يعود إلى أن جعل الخلافة انما هو لأجل ان يحكي الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده، والأرضية (أي الكون في الأرض) لا تدعه يفعل ذلك بل تجره إلى الفساد والشر.
 
وفي تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام، قال : ما علم الملائكة بقولهم : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، لولا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء؟
 
أقول : يمكن أن يشير بها إلى دورة في الأرض سابقة على دورة بني آدم هذه كما وردت فيه الاخبار ولا ينافي ذلك ما مر أن الملائكة فهمت ذلك من قوله تعالى : (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً )) (البقرة:30)، بل لا يتم الخبر بدون ذلك، والا كان هذا القول قياسا من الملائكة مذموما كقياس إبليس .
 
وفي تفسير الأمثل للشيخ مكارم شيرازي ج1 ص157 قال: بعض المفسرين ذهب إلى أن تنبؤ الملائكة يعود إلى تجربتهم السابقة مع مخلوقات سبقت آدم، وهذه المخلوقات تنازعت وسفكت الدماء وخلّفت في الملائكة انطباعاً مراً عن موجودات الأرض .
 
ثانياً: وأما ما ذكرته في تفسير قوله تعالى: (( سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ )) (فصلت:53) والمراد من السين التي صدرت بها الأية الكريمة ليس صواباً، وقد وردت في مصادر الحديث لدينا أن السين تشير إلى زمان القائم (عجل الله فرجه) في آخر الزمان: ففي الغيبة للنعماني عن أبي بصير قال : سئل أبو جعفر الباقر عليه السلام عن تفسير قول الله عز وجل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " قال : يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق، " فقوله حتى يتبين لهم أنه الحق " يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لابد منه .

ارسال التعليق

You are replying to: .