۷ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۷ شوال ۱۴۴۵ | Apr 26, 2024

وكالة الحوزة ـ «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح: هناك صورة جديدة من العلماء تقترن بلبنان وحزب الله، والسيد حسن نصرالله تحول إلى أيقونة عربية للعالم الذي يجمع بين الأمة كلها ويجسد مقولة العالم المقاوم والعالم الذي ينفع الناس.

قال «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح خلال مقابلة مع مراسلنا: نحن نتحدث عن نوعين من العلماء. العلماء الذين يرفعون راية المقاومة العامة والشاملة ضد العدوان الصهيوني الامبريالي الأمريكي، وفي المقابل هناك علماء يكتفون في أفضل الأحوال بالجانب العلمي والبعض منهم انخرط في مؤامرة ضد سوريا واذا استمرت الحوزة العلمية بالأسلوب التقليدي وهو الكتاب والدرس فإن هذا سيقلّص ويضعف امتدادها في وسط الامة الاسلامية، لكن يمكننا القول إن الحوزة العلمية قامت بدور أساسي في مواجهة موجة الالحاد التي استهدفت البنية الاسلامية ونحن نعرف أن علماء كبار من داخل الحوزة حملوا راية المقاومة في الحرب الناعمة واليوم نجد الكثير من المؤسسات الاعلامية التي تستفيد من الحوزة بل ان الحوزة بادرت إلى تأسيس مؤسسات اعلامية.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: أوضاع المسلمين والشعب التونسي من الجهات الدينية والفكرية جيدة. كيف وصلت أوضاعهم إلى هذا المستوي وهل لدى السلطات الحكومية برامج لرفعها وازديادها؟
يمكننا الحديث عن سنة 2011 م وسقوط بن علي وهروبه، إذ بدأت مرحلة جديدة من حيث الحريات الدينية وانتشرت الظاهرة الاسلامية بشكل كبير، وقد تمخض عن ذلك فوز حركة النهضة الاسلامية بالمرتبة الاولى بفارق كبير على الاحزاب الأخرى في الانتخابات التي اجريت في شهر العاشر من 2011، وقد اتسمت الظاهرة الاسلامية في سنتي 2011 و2012 بالعفوية وغياب العمق الفكري والسياسي مما سهل اختراقها من قبل الارهابيين والوهابية وانتهى الامر بهذه الظاهرة إلى تبني العنف والقتل وتم توظيفها في تجنيد آلاف الشباب المسلم وارسالة إلى سوريا للقتال ضد الجيش العربي السوري وضد حزب الله وباقي فصائل المقاومة الداعمة للجيش العربي السوري.
اذن يمكن أن نعتبر أن أهم ما تميزت به الحالة الاسلامية في تونس هو فقدان القيادة الواعية وفقدان الوعي العميق مما جعلها في حالة من الهشاشة ومن السهولة اختراقها وتوظيفها من الدخلاء، إلا أن الحالة الاسلامية بعفويتها وبساطة وعيها فانها حالة معتدلة ولذلك استطاعت أن تبتعد في أغلبها عن الارهاب وأن تتبرأ منه، ورأينا في سنة 2016 أن داعش عجزت عن الدخول الى مدينة كبيرة في جنوب تونس والاستيلاء عليها، رغم أن داعش كانت قد وضعت خطة تهدف الى الاستيلاء على المدينة الحدودية لكن بالتعاون الكبير بين الجيش والاجهزة الامنية والشعب سقطت الموامرة وانتصر التونسيون على الارهاب.
الظاهرة الاسلامية في تونس صحيح أنها لا تملك وعيا عميقا ولكن لديها روية فكرية ترى أن الإسلام دين الاعتدال ودين الحوار والمواطنة وليس دين القمع ودين العنف ولا يمكن أن يكون الارهاب اسلاميا. الارهاب له علاقة بالصهيونية وهذا مهم جدا. إن الشعب التونسي يميل إلى مفهوم الوحدة الاسلامية ويظهر ذلك بشكل خاص في دفاع التونسيين عموما عن حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية اللبنانية واسقاطه لقرار تجريم حزب الله في عام 2016 ويمكننا القول إن الاسلام بالمعنى العام الفطري هو ثابت أساسي في شعبنا وأن الاسلام المقاوم الذي يقاوم الكيان الصهيوني يحظى باحترام سواء كان شيعيا أو سنيا وان الحركات الاسلامية التي تقاوم الكيان الصهيوني تحظى باحترام وهذا يعطي للانتماء الاسلامي في تونس بعدا نضاليا مقاوما.

 

الحوزة: احدى التحديات التي تواجه تونس هي عودة الارهابيين من سوريا إلى تونس. كيف تواجهون هذه الازمة؟
منذ بداية 2012 وفي موتمر ما يسمى أصدقاء سوريا عندما اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هیلاري كلينتون مع وزير خارجية قطر وتركيا والسعودية ومعهم طبعا تونس تم التاكيد على انضمام الحكومة التونسية إلى هذا المحور الذي يستهدف سوريا وفي هذا الاطار فتح المجال بشكل غير رسمي إلى شبكات التصوير، التي تحظي بدعم مالي كبير وتقوم بتجنيد الشباب في المساجد وتوجيههم عبر تركيا للانضمام إلى جماعات مقاتلة ضد النظام السوري وطبعا هولاء الشباب كلهم يتحولون بحكم القانون إلى إرهابيين.
طبعا الرأي العام كله ضد هذه العودة وفي الحد الأدني يطالب بمحاكمات عادلة وصارمة لهولاء الارهابيين بصفتهم مشاركين في أعمال مسلحة ضد دولة أخرى غير معادية لنا وهناك شعور لدى الرأي العام بأن عودتهم فيها خطر جديد والبعض يعتقد بأن اقالة وزير الداخلية السابق تاتي في اطار عودة الارهابيين باعتبار أن الوزير كان له دور كبير في محاربة الارهابيين واعتقال اعداد من قادتهم الكبار.

 

الحوزة: ما هو رايكم حول مشروع صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وتطبيع العلاقات بين بعض الانظمة العربية والصهاينة؟
عندما نتحدث عن التطبيع في العالم العربي يمكن أن نشير إلى أن في تونس حراك شعبي ومدني مستمر منذ 2011 يطالب بتجريم التطبيع على مستوى الدستور وثم على مستوى القانون وقد استطاعت هذه الضغوط الشعبية أن تلزم المعنيين باضافة مقدمة في الدستور التونسي تقضي بوجوب دعم القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما زالت المطالب مستمرة رغم الازمة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد. ربما المحطة الكبري في هذه القضية هي استشهاد القائد محمد الزواوي والمسيرة الكبري التي خرجت دعما له والتاكيد على التزام الشعب التونسي بالقضية الفلسطينية ودعمه لجميع فصائل المقاومة في فلسطين. هذا يوكد أن قضية المطالبة بتجريم التطبيع تعيش في وجدان الشعب التونسي وان كانت الاحزاب الكبرى في تونس ما زالت اليوم لا تعتبر المقاومة كمحور أساسي في عملها وهذا بسبب قوة التدخل الاجنبي في البلاد.

 

الحوزة: ما هو تعليقكم على دور العلماء المسلمين والعرب في حل قضايا ومشاكل الامة الإسلامية؟ هل هم يؤدون دورهم في توعية الشعوب؟
نحن نتحدث عن نوعين من العلماء. العلماء الذين يرفعون راية المقاومة العامة والشاملة ضد العدوان الصهيوني الامبريالي الأمريكي، وفي المقابل هناك علماء يكتفون في أفضل الأحوال بالجانب العلمي والبعض منهم انخرط في مؤامرة ضد سوريا. اذا أخذنا العلماء المجاهدين والمقاومين الذين يؤمنون بخيار المقاومة فيمكن الحديث عن دور للعلماء، وهذا الدور يبقى محاصرا بقوة من قبل الأنظمة الحاكمة والتضليل الصهيوني الأمريكي الوهابي. واذا نظرنا الى غالبية البلدان العربية سنجد حضور العلماء في ساحة المقاومة حضورا ضعيفا باستثناء لبنان وسوريا والعراق. هذا الحضور العلمائي في البلدان العربية خاصة شمال أفريقيا يعدّ ضعيفا. هناك صورة جديدة من العلماء تقترن بلبنان وحزب الله، وان السيد حسن نصرالله تحول إلى أيقونة عربية للعالِم الذي يجمع بين الأمة كلها ويجسد مقولة العالم المقاوم والعالم الذي ينفع الناس.
يحتاج العرب خاصة المسلمين دراسة هذه التجربة الفريدة لامتنا وكيف أن عالما دينيا تحول إلى زعيم جماهیري وطني يلتف حولة المسلم والمسيحي والسني والشيعي والعلماني. نحن أمام تجربة ونموذج يحتاج إلى دراسة معمقة عبر الخطاب الذي يقدمه السيد حسن نصرالله لتتمكن الامة الاسلامية من تحويل هذا النموذج إلى حالة عامة. يا ترى هل يمكن للامة الاسلامية ومدارسها أن تجعل السيد حسن نموذج للدين وهل يمكن للامة الاسلامية أن تثمر عشرات ومئات الشخصيات العلمائية التي تعتمد أسلوب السيد حسن نصرالله في التواصل مع الجماهير والنخب  وتعيد رسم صورة العالم المثقف والمجاهد والميداني الذي يقود الناس ويشاركهم في المعركة ضد الأعداء.

 

الحوزة: هل حضور المؤسسات الدينية مثل الحوزة العلمية في مجال الاعلام يساعد في نشر الثقافة الدينية وهل هذا الحضور ايجابي او لا في  الوقت الراهن؟
في ظل الحرب الناعمة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية هناك رغبة أمريكية في تحقيق ما يسمى مقولة نهاية التاريخ والبداية الجديدة في مجال الحياة الانسانية وأكبر أيديولوجيا مستهدفة هي الأيديولوجيا الاسلامية والحضارة الاسلامية والامة الاسلامية لأنها عالمية إذ يمكن القول إن الليبرالية لن تجد مقاومة في المستقبل الا من الامة الاسلامية. إن أهم وسائل هذه الحرب الناعمة هي الصورة والسينما، وقد تطورت الحوزة العلمية كثيرا مقارنة بالقرن الماضي ويمكن أن يكون لها دور أكبر وأساسي، وعلى الحوزة أن تستفيد من جميع التقنيات المعاصرة بمعني من أهم وسائل الحوزة العلمية لنشر الفكر الاسلامي هي السينما والأدب والمواقع الالكترونية والفنون بشكل عام وهذه الخطوة تعتبر ثورة ضرورية داخل الحوزة العلمية.
طبعا اذا استمرت الحوزة العلمية بالأسلوب التقليدي وهو الكتاب والدرس فإن هذا سيقلّص ويضعف امتدادها في وسط الامة الاسلامية، لكن يمكننا القول إن الحوزة العلمية قامت بدور أساسي في مواجهة موجة الالحاد التي استهدفت البنية الاسلامية ونحن نعرف أن علماء كبار من داخل الحوزة حملوا راية المقاومة في الحرب الناعمة واليوم نجد الكثير من المؤسسات الاعلامية التي تستفيد من الحوزة بل ان الحوزة بادرت إلى تأسيس مؤسسات اعلامية. نحن نأمل من عالم الدين أن يكون مثقفا وميدانيا يشارك الناس والمثقف الفنان. وعلى الصعيد الاعلامي يمكن القول إن الحوزة بحكم طبيعتها لم تصل بعد إلى ذلك المستوى الذي يمكنها من أن تصبح لاعباً أساسيا في مجال الاعلام؛ لأنها ساحة العمل الاعلامي ساحة معقدة وصعبة. فنحن نتحدث عن التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب وهذه كلها تقنيات جديدة تحتاج إلى جهد كبير وتخصص واحتراف.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .