۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
القرآن الكريم

وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: هل ان الواو في قوله تعالى (والراسخون) عاطفة أم للإستيناف؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

وكالة أنباء الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: هل ان الواو في قوله تعالى (والراسخون) عاطفة أم للإستيناف؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

السؤال: كيف تقرأ هذه الاية الكريمة ((هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب )) فهل الراسخون في العلم تعطف على الله مشاركة ام هي بداية جملة وما تفسير هذه الاية؟

الجواب: قال السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان - ج 3 - ص 27 - 28):
((وظاهر الحصر كون العلم بالتأويل مقصورا عليه سبحانه وأما قوله والراسخون في العلم فظاهر الكلام أن الواو للاستئناف بمعنى كونه طرفا للترديد الذي يدل عليه قوله في صدر الآية: (( فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِم زَيغٌ )) (آل عمران:7) والمعنى أن الناس في الاخذ بالكتاب قسمان : فمنهم من يتبع ما تشابه منه ومنهم من يقول إذا تشابه عليه شيء منه : آمنا به كل من عند ربنا وإنما اختلفا لاختلافهم من جهة زيغ القلب ورسوخ العلم. على أنه لو كان الواو للعطف وكان المراد بالعطف تشريك الراسخين في العلم بالتأويل كان منهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أفضلهم وكيف يتصور أن ينزل القرآن على قلبه وهو لا يدرى ما أريد به ؟ ومن دأب القرآن إذا ذكر الأمة أو وصف أمر جماعة وفيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفرده بالذكر أولا ويميزه بالشخص تشريفا له وتعظيما لأمره ثم يذكرهم جميعا كقوله تعالى: (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ )) (البقرة:285) وقوله تعالى: (( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤمِنِينَ )) (التوبة:26)، وقوله تعالى: (( لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )) (التوبة:88) وقوله تعالى : (( وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (آل عمران:68) وقوله تعالى: (( لَا يُخزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )) (التحريم:8) إلى غير ذلك فلو كان المراد بقوله: والراسخون في العلم إنهم عالمون بالتأويل - ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم قطعا كان حق الكلام كما عرفت أن يقال : وما يعلم تأويله إلا الله ورسوله والراسخون في العلم،هذا وإن أمكن أن يقال إن قوله في صدر الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب " إلخ " يدل على كون النبي عالما بالكتاب فلا حاجة إلى ذكره ثانيا. 
فالظاهر أن العلم بالتأويل مقصور في الآية عليه تعالى ولا ينافي ذلك ورود الاستثناء عليه كما أن الآيات دالة على انحصار علم الغيب فيه تعالى مع ورود الاستثناء عليه كما في قوله تعالى: (( عَالِمُ الغَيبِ فَلَا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَّسُولٍ )) (الجن:26-27)، ولا ينافيه أيضا كون المستثنى (الراسخين في العلم) بعينهم إذ لا منافاة بين أن تدل هذه الآية على شأن من شؤون الراسخين في العلم وهو الوقوف عند الشبهة والايمان والتسليم في مقابل الزائغين قلبا وبين أن تدل آيات اخر على أنهم أو بعضا منهم عالمون بحقيقة القرآن وتأويل آياته على ما سيجئ بيانه.

وهذا بحسب الظاهر من لفظ القرآن.

وأما الروايات الواردة عن المعصومين فهي تشير بشكل صريح أنهم هم الراسخون وإن الواو فيها لا بد أن تكون عاطفة ومن تلك الروايات:

1- في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (نحن الراسخون في العلم فنحن نعلم تأويله).
2- في تفسير القمي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر: قال سألته عن قول الله: (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدنَى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ )) (الروم:1-3). قال يا أبا عبيدة أن لهذا تأويلاً لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من الأئمة (عليهم السلام)...
3- وفي مجمع البيان للطبرسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (كان رسول الله أفضل الراسخون في العلم، قد جمع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل وما كان الله ينزل عليه شيئاً لم يعلمه تأويله، وهو وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله). 

ارسال التعليق

You are replying to: .