۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
محمد ناصر الصدیقي

الحوزة – أکد الدکتور محمد ناصر الصدیقي في مقابلة مع مراسلنا أن الوهابیة عبارة عن دین لتدمیر الإسلام، حتی الردة الموجودة في السعودیة حالیا، هي قمة التطرف ثم قمة الإباحیة.

وکالة أنباء الحوزة - أکد الأستاذ بجامعة تونس والخبیر في الإنثروبولوجیا التاریخیة الدکتور محمدناصر الصدیقي في مقابلته مع مراسنا على هامش مؤتمر"دور علماء الشيعة في تأسیس العلوم و تطویرها" أن الوهابیة عبارة عن دین لتدمیر الإسلام، وحتی الردة الموجودة في السعودیة حالیا، هي قمة التطرف ثم قمة الإباحیة ولا یوجد حتی حد وسط.

وفيما يلي نص المقابلة:

الحوزة – من فضلك عرف نفسك و ما هي إنجازاتك العلمیة ؟

الدکتور محمد ناصر الصدیقي، أستاذ بجامعة جندوبة و جامعة تونس و أستاذ في تاریخ الإسلام في العصر الوسیط و الإنثروبولوجیا التاریخیة .

من أهم أعمالي، کتاب "تاریخ الیزیدیة"، وكتاب "فکرة المخلص بحث في الفکر المهدوي" وکتاب آخر تحت عنوان "تاریخ القرامطة"، بالاضافة إلی مشارکات علمیة في تاریخ الفرق الباطنیة وفي تاریخ التشیع بأفریقیا والغرب الإسلامي إضافة إلی کتابات في الرموز الأنثروبولوجیة، طبعا هذا ما أقوم به نوعا من مراوحة بین الحفر في التاریخ و المقاربات بین الانثربولوجیا والمقاربات بین مختلف المذاهب الإسلامیة.

 

الحوزة: هل الشیعة تلعب دورا في تطویر الفکر الإسلامي؟

حسب إختصاصي في تاریخ الإسلام الوسیط وإهتمامي بالفترة الإسماعیلیة الفاطمیة خاصة من جملة المباحث التي توصلت إلیها وکتبت فیها عن الفاطمیة أن الشیعة عامة وحتی في مراحلها المبکرة أو التاریخیة نقصد الفترة الفاطمیة هم أول من عقل العلوم في الإسلام وأعطاه البعد العقلي وأسس لها مکتبات ومراکز للبحث تحت عنوان بیوت حکمة، دار الحکمة بالقاهرة و دار العلم التي أسسها الحاکم بأمر الفاطمي وجلب کل العلماء علی مختلف أدیانهم ومذاهبهم، بینما في الطرف المقابل فإنهم يتعاملون مع العلماء والمفکرین والأساتذة وفق هواهم كما الحال لو قارنا بين بیت الحکمة في القاهرة وبين المدرسة النظامیة في بغداد. 

وبالتالي الشیعة أسسوا المدارس بشکل جید ولهم مساهمات عظیمة في البحث العلمي والدلیل على ذلك أن تکوین المدرسة الشیعیة تم بناء على قراءة الآخر في الإسلام. بینما بقیة المدارس الأخری لا تقرأ حتی لنفسها  فکیف تقرأ لذلك الآخر وهذه میزة تتمیز بها المدرسة الشیعیة علی مدار تاریخها .

في الحقیقة التعلیم الحوزوي في تاریخه کوّن أجیالا حافظت علی روح الإسلام وعلی هذه العلوم والمعارف التي وصلتنا إلی یومنا هذا.

 

الحوزة: ما هو دور الوهابیة في اضمحلال الفکر الإسلامي؟

أنا عندما کنت طالبا في الجامعة أدرس التاریخ، قمت ببحث ضخم تحت عنوان «الوهابیة من أین وإلی أین» من أین أتتنا و إلی أین ستقودنا، هذه ثقافة أزمة أولا، ثانیا هناك من خلف هذا الفکر؛ وهو يشيطين کل حرکات الإسلام السیاسي، أو الإجتهادي، أو الفکري، أو العلمي الا هذا الفکر الوهابي الذي دمر موروثنا، ودمر روح الفرد المؤمن.

فالوهابیة دمرت ما هو مادي و ما هو روحي والدلیل ما نعیشه نحن من إضمحلال في إنفصال في شخصیة الفرد المسلم حتی مع الأسف الشدید صار الوصف عن المسلم، الوصف المجرم أو الإرهابي و ذلك نموذج للإنسان المسلم الذي یعتنق فکرا وهابيا.

طبعا أنا أصل إلی درجة التفکیر وأقول أن الوهابیة عبارة عن دین لتدمیر الإسلام، حتی الردة الموجودة في السعودیة حالیا، تمثل قمة التطرف ثم قمة الإباحیة ولا یوجد حتی خط وسط بینما أنتم الآن في إیران منفتحین علی کل الثقافات مثلا هنا یأتي سني متطوع لیعرض فکره ورأیه بصراحة تامة بینما هناك لا یوجد إلا وفق هواهم ومن المجموعات التي یسموها في الغرب البولیس الدیني المطوع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر کما یرونه هم .

ومنع مرة کتابي «تاریخ الیزیدیة» في معرض الریاض لأنه تکلم عن الیزیدیة، هو یتکلم عن مجموعة لها تاریخ فلماذا یمنع حیث نحن لا ننفي الیزیدیة ولا نقول إنها دین جمیل بل نقول إن هناك مجموعة في العالم إسمها الیزیدیة . فالوهابیة هي فکرة تخریبیة في الإسلام لضرب الروح الإنسانیة ولهذا نجد أنها تدمر المعالم التاریخیة، ومنها المعابد التاریخیة الموجودة في العراق وسوریا وهي أقدم حتی في تاریخها من بناء الکعبة وهذه المعابد عندما تقرأ تاریخها هي البواكیر الأولی لبدایة التوحید عند الإنسان و البحث عن خالق، يا ترى لماذا دمروها؟ من أجل ضرب روح الإنسان وتاریخ الإنسان الذي نسمیه في تونس ضرب الهویة.

وبالتالي تجد للأسف الشدید أن الشاب المسلم یمارس کل أنواع العنف المادي واللفظي إلی درجة التطرف والسبب أنه فقد الهویة واعتبر أن ما یقوم به من أعمال مشیطنة هو عبارة عن تکفیر عن ذنوبه حتی یقبل على الحوریات في الجنة!

 

الحوزة: بما أنك شارکت في مؤتمر "دور علماء الشیعة في تأسیس العلوم وتطویرها"، کیف تقیم مستوی المؤتمر؟

أولا ما شاء الله کما تری الحضور جید جدا، و الثاني أنه لیس من السهل أن یعقد مؤتمر يحضره اصحاب الاختصاص تقریبا من کل قارات العالم و بحضور کل العلماء من مذاهب و أدیان مختلفة وهذا شيء ممیز وعندما نقارن هذا المؤتمر بکل المؤتمرات التي تشرف علیها الوهابیة لا سبیل للمقارنة نهائیا لأن هذا التنوع في دراسة الفکر الشیعي هو فکر إسلامي أصیل.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .