۸ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۸ شوال ۱۴۴۵ | Apr 27, 2024
القرآن الكريم

وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى(جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ...) وبين الآية (أنّى يكون له ولد)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.

وكالة أنباء الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى(جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ...) وبين الآية (أنّى يكون له ولد)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.

السؤال: كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى(جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ...) وبين الآية (أنّى يكون له ولد)؟
جاء في الآية القرآنية (( فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فالله لا يماثله شيء لا مصداقا ولا صفاتا ولكن الغريب أن آية أخرى تقول (( بديع السماوات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ))
ففي مقام الرد على أبوة الله يقال إنه كيف يكون لله ولد وليس لله صاحبة أو زوجة ومن المعلوم أن هذه الطريقة خاصة بالمخلوق فكيف يماثل الخالق المخلوق هنا أي كيف يصبح مثله؟

الجواب: ليس هناك أي تناقض بين الآيتين الكريمتين, فالآية الأولى تنفي أن يكون لله عز وجل مثيل أو نظير من خلقه, وحيث إنه لا مثيل له فكيف يصح أن يكون له زوجة؟ لأنه لو كان له زوجة لكان ثمة ما يماثله من جهة الزوجية, وقد نفى الله تبارك وتعالى جميع جهات المثلية بينه وبين خلقه حين قال: (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) (الشورى:11).
والآية الثانية تقرر أن الولد الذي ينسبه النصارى أو غيرهم إلى الله كيف يمكن أن يتصور مع أن الولد في سبيل أن يكون ولداً يفتقر إلى من تلده, والحال أن الله تعالى لا زوجة له فتلد له الولد حسبما يزعمون. فأنت ترى ان القرآن الكريم يحاجج هؤلاء بمنطقهم وعلى ضوء ما يعرفونه في كيفية حصول الولد, فإنه لا يحصل ثمة ولد من دون والدة, فكيف زعموا أن الله تعالى هو والد لذلك الولد وليس ثمة زوجه له كي تلد الولد؟!

وقد بيّن الله تعالى لهم فساد قولهم بنسبة الولد إليه طالما كان شرط تولد الولد هو وجود الوالدة وهي الزوجة للوالد, فإذا عقلوا أن الولد وما يفتقر إليه أعني الوالدة إنما يتعلق بالمخلوق لا الخالق أدركوا بأن الله تعالى منزه عن أن يكون له ولد.

فليس ما ذهبت إليه في سؤالك عن كيفية المماثلة بين المخلوق والخالق في الآية الثانية يناقض ما ورد في الآية الأولى النافية للمثل, فإن الآية الثانية ليست بصدد قياس الخالق على المخلوق كما تريد أن تثبت, فتكون جارية مجرى التمثيل, بل هي في مقام التنزيه لله عز وجل باستعمال منطق المثبتين للولد, أي أن الباري عز وجل يتنزل إلى فهم وإدراك هؤلاء القوم ويحاجهم بما يعرفوه فيثبت لهم عدم صحة نسبة الولد إليه طبقاً لهذا المنطق. فلاحظ.

ارسال التعليق

You are replying to: .