۱ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۱ شوال ۱۴۴۵ | Apr 20, 2024
مؤتمر الراوديد ومجالس العزاء بمشاركة آية الله العظمى مكارم الشيرازي بقم المقدسة

قال أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة عبدالسلام عباس الوجيه في حوار خاص مع وكالة أنباء الحوزة: الثورة الإسلامية في إيران أخرجت العالم الإسلامي من سباته العميق الذي طال واستفحل، كما رفعت راية الإسلام المحمدي الأصيل.

وكالة أنباء الحوزة، قال العلامة عبدالسلام عباس الوجيه أمين عام رابطة علماء اليمن في مقابلة مع وكالة أنباء الحوزة إنّ أهم رسالة للثورة الإسلامية العظيمة في ايران هي إيقاظ العالم الإسلامي من سباته وإعلاء قيم العزة والكرامة والمبادئ الحقة، وقد أثبتت الثورة عقب مسيرتها الطويلة صلابتها وعزتها وشموخها وانكسرت على جدارها كل محاولات الإستكبار العالمي.

وفيما يلي نص الحوار:

الحوزة: ما هو تاثیر انتصار الثورة الاسلامیة في ایران علی البلدان الاسلامیة والمستکبرین؟ هل یوجد فرق بین هذه الثورة الاسلامیة والثورات الاخری وما هو سبب بقائها حتی الآن؟

إن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان زلزالاً هز عروش الطغاة والمستكبرين في عالمنا الإسلامي وفي شتى أنحاء العالم، وحقق إنجازاً رائعاً وكبيراً في سبيل المستضعفين، إذ إن انتصار هذه الثورة مثّل الأمل الكبير لكل المستضعفين في العالم وخصوصاً في البلدان الإسلامية، إذ أحدث ردات كثيرة زلزلت عروش الكثير من الطغاة، وحركت الشارع الإسلامي للعمل في سبيل رفع قيم الخير، والحق، والعدل، والسلام، وأخرجت العالم الإسلامي من سباته العميق الذي طال واستفحل، كما رفعت راية الإسلام المحمدي الأصيل، وأبرزت جوانب العظمة في فكر آل البيت عليهم السلام الذي لا يقر ظلم الظالمين، ولا يصبر على جبروت مستكبر، فلكم قامت قبلها وبعدها من ثورات في بلدان العالم الإسلامي لا تستند إلى ما استندت إليه الثورة الإسلامية في إيران من قيم ومبادئ، فعادت كثيرٌ منها ببلدانها إلى الوراء حين استبدلت طغاة ومستكبرين بآخرين، أما هذه الثورة فقد أرست قيم الحق والعدل وثوابت الدين، وأسس الشورى، وحققت العدل، وهذا هو سر بقائها إلى اليوم وهو ما نأمل أن يبقى ويدوم بوعي وإيمان وصلابة وعزم الأحرار في إيران الإسلام، كما نأمل أيضاً في استمرار روح الثورة التي حفظت النظام الإسلامي من صنوف الغزو الفكري ومن المؤامرات التي لم تنقطع عليها يوماً واحداً من دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا وقرن الشيطان المتمثل في آل سعود وفكرهم التكفيري، وهما الورقتان اللتان تعملان لصالح الصهاينة وأكابر مجرمي العالم.

الحوزة: کیف تقیم قیادة ودور الامام الخمینی في انتصار هذة الثورة وما هو رأیکم حول وجود او فقدان قائد للبلدان الاسلامیة والعربیة في السنوات الماضیة خلال الصحوة الإسلامية أو الربیع العربي؟

الإمام الخميني رحمة الله عليه كان قيادةً فذةً استلهمت روح الإسلام وفكر آل البيت عليهم السلام، فجمعت بين الزهد والتقوى والعبادة والفكر المستنير، والحركة والثورة والعزم والإرادة وكل مواصفات القائد الحكيم والثائر العظيم، لقد جمع الإمام الخميني بين الأصالة والمعاصرة وأثبت قدرة الإسلام المحمدي الأصيل على قيادة العالم، وعلى تحقيق العدل والسلام والرخاء الاقتصادي والتقدم العلمي، والجمع بين خير الدنيا والآخرة، هذا القائد العظيم كان وما زال وسيظل ملهماً لكل ثائر مسلم حرٍ ولكل مجاهد في سبيل رفعة الإسلام وجعل كلمة الله هي العليا، وللأسف الشديد عندما أقفرت البلدان الإسلامية من وجود الشخصيات القيادية العظيمة أمثال الإمام عانت وتعاني من صنوف الذل والاستعباد والتغريب عن هويتها وأصالتها وفقدان الحرية والكرامة والإستقلال والنهوض بعيداً عن التدخل الأجنبي والاستكبار العالمي الذي نهب خيراتها وأذل شعوبها.

الحوزة: ما هي اهم رسالة لهذه الثورة وهل هي تعزز موقف وشأن ایران في المنطقة بعد انتصار الثورة؟ ولماذا غیر الغرب علاقاته مع ایران بعد انتصار الثورة؟

أهم رسالة لهذه الثورة الإسلامية العظيمة هي إيقاظ العالم الإسلامي من سباته وإعلاء قيم العزة والكرامة والمبادئ الحقة، وقد أثبتت الثورة عقب مسيرتها الطويلة صلابتها وعزتها وشموخها وانكسرت على جدارها كل محاولات الإستكبار العالمي، وها نحن نرى إيران الإسلامية شامخة بشموخ ثورتها، ناهضة بنهوض أحرارها وثوارها، وما زلنا نأمل ان يكون لها الدور الأكبر في مناهضة الاستكبار العالمي، وفي مساندة أحرار الأمة في النهوض وفي تعزيز روح المقاومة ومساندة المستضعفين، كما نأمل أن يتجدد روح الثورة الإسلامية وان لا يؤثر الميل إلى الدعة والسلام في إخمادها. إن التيار الثوري الذي أراده الإمام الخميني أن يعم العالم الإسلامي يجب أن يبقى متوقداً ومشتعلاً ويجب أن لا ينحصر دور إيران على الاهتمام بالشأن الداخلي وأن ينكفئ الاهتمام بشؤون العالم الإسلامي، فقد حوربت هذه الثورة لدورها العظيم في إيقاظ وصحوة العالم الإسلامي وفي التصدي للمؤامرات الغربية والصهيونية ودفعت الثمن الكبير في سبيل المحافظة على هذه القيم والتصدي للاستكبار العالمي، وسواءً قامت بدورها المنشود أو أخفقت فيه أو خمد حماسها إلى حدٍ ما سيظل الغرب وقوى الاستكبار والصهيونية يحيكون عليها المؤامرات تلو المؤامرات، ولن يخلصها من هذه المؤامرات إلا الموقف القوي في مساندة ثورات الشعوب، وفي الانتصار لقوى المقاومة، وفي تعزيز الدعم والصمود للدول التي تتعرض لأبشع أنواع العدوان، كاليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين التي هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.  

الحوزة: إيران تنعم بالاستقرار الأمني بین بلدان المنطقة خاصة بعد ظهور‌الارهاب. فهل يعدّ هذا الاستقرار من انجازات الثورة الاسلامیة وهل لایران دور في تعزیز أمن المنطقة؟

هذا الأمن الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية في إيران هو من ثمار الثورة الإسلامية العظيمة التي أرست قواعد السلام في إيران العزيزة والتي حافظت وما زالت بقيادة الإمام الخامنئي حفظه الله على الثوابت الثورية وعلى المنطلقات والأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وكذلك هذا الأمن والاستقرار يعود إلى الحاضنة الشعبية التي لمست خيرات وإنجازات الثورة اقتصاداً وتنميةً ونهوضاً وأمناً واستقراراً وتعايشاً وعدلاً ومساواة فتحقق الاستقرار الاجتماعي الذي هو أساس الاستقرار الأمني.

أما دور إيران في تعزيز الأمن في المنطقة فهو دورٌ رائد كانت وما زالت تبذل الجهود الكبيرة في سبيل منع الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية وما زالت أيضاً تبذل الجهود الكبيرة في مواجهة المؤامرات على الشعوب الإسلامية بالطرق الدبلوماسية وبالمواقف العادلة، ونأمل أن يستمر دورها في تعزيز أمن واستقرار وحرية واستقلال دول العالم والمنطقة، وفي نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين.

ارسال التعليق

You are replying to: .