قال الباحث العراقي علي صفار الکربلایي خلال مقابلة صحفية مع مراسل وكالة أنباء الحوزة إن قضیة التحقیق تحتاج إلی أدوات علمية کثیرة، منها المعرفة بالورق والخطوط والعصر الذي کتب فیه المخطوط والعلم الذي یتناوله المخطوط، فالمحقق یعاني کثیرا من قضیة مقابلة النسخ یضاف إلی ذلك ان التحقیق المصحفي يتطلب الالمام بما لا یقل عن عشرة علوم.
وفيما يلي نصّ المقابلة:
الحوزة: من فضلك عرف نفسك واذکر لنا أهم نشاطاتك في مجال الکتابة والتألیف والتنقیح؟
أنا علي صفار الکربلایي باحث ومحقق عراقي وجئنا الیوم إلی قم المقدسة برفقة وفد کامل من العتبة العباسیة. لي تحقيقات وبحوث كثيرة منها كتابي «تحقیق کتاب المصحف الشریف المنسوب إلی إبن البواب من القرن الخامس الهجري» الذي فاز في المؤتمر الأخير للكتاب في الجمهورية الإسلامية في إيران.
الحوزة: تکلم لنا حول کتابك هذا؟
خزانة العتبة العباسیة المقدسة تضم قرابة خمسة آلاف مخطوط من ضمنها مئات المصاحف الثمینة سواء کانت مصاحف کاملة او أجزاء او أحزاب او أوراق تعود إلی القرن الثاني أو الثالث الهجري وإلی القرون المتأخرة یعني مصاحف عثمانیة، صفویة، قاجاریة، مصاحف مکتوبة علی الرق بالخط الکوفي ومن ضمن هذه المجموعة الثمینة جداً هنالك الجزء الاول من المصحف الشریف مکتوب بخط الثلث «للذهبي» ومحددة الکتابات بالحبر الأسود ومزخرف ومزوق ومذهب ویعتبر تحفة من التحف النادرة ینسب إلی ابن البواب أو علی الأقل إلی مدرسته أو طریقته.
ووجدناه تحفة ثمینة بخطه ورسمه المصحفي وبقضیة وقفه وابتداءه وفواصل آیاته وتجزئته وتحزیبه ففیه علم کثیر ویعتبر کنزا فوفقنا لکي نحقق هذا المصحف في أکثر من أربعمئة صفحة من القطع الکبیر متطرقین من خلالها الى الادوات العلمیة المختصة بعلوم القرآن وصولا إلی عد الآیات وعد الکلمات کما ذکرها کاتب المصحف.
وجدیر بالذکر أننا نعتبر هذا الجهد الخاضع خدمة للقرآن الکریم وللثقل الآخر العترة الطاهرة والحمدلله أنه توج بحصول المرتبة الثانیة للاختصاص القرآني ومن أول الکتب التي تألف في العتبات التي ترفع بطلب خاص من مکتبة الفاتیکان القسم العربي وقد تعهدوا بترجمته إلی اللغتین الإیطالیة والانجلیزیة وأیضا بعثوا لنا بکتاب شکر علی الکتاب القیم لأنه متشعب الأطروحات وبعض الاطروحات التي طرحناها هي بکر لم نطرحها من قبل متعلقة باللغة القدیمة والأم للقرآن الکریم.
الحوزة: ما هي السمات التي یجب أن یتصف بها الباحث والکاتب والمؤلف لکي یکتب بحثا علميا ممتازا؟
طبعا قضیة التحقیق تحتاج إلی أدوات علمية کثیرة، منها المعرفة بالورق والخطوط والعصر الذي کتب فیه المخطوط والعلم الذي یتناوله المخطوط، فالمحقق یعاني کثیرا من قضیة مقابلة النسخ یضاف إلی ذلك ان التحقیق المصحفي يتطلب الالمام بما لا یقل عن عشرة علوم منها علم رسم المصاحف أو ما یعرف قدیما بهجاء المصاحف، نقط المصاحف، ضبط المصاحف، القراءات مشهورها وشاذها ، الوقف والإبتداء ، التجزئة والتحزیب وفواصل الآیات، العد في الامصار كالعد الکوفي، العد البصري،العد المدني،العد الشامي، كما أن العد المدني اکثر من عد والبصري أکثر من عد والکوفي أکثر من عد، والخطوط والزخرفة ومعرفة عصر الکاتب کل هذه العلوم تدخل في قضیة التحقیق المصحفي بسبب أن المصحف شيء آخر، یعني لا یوازیه مخطوط لأنه عندما یکون هنالك مخطوط مصحفي هذه الأمور کلها داخلة في المخطوط المصحفي.
وبناء على ما تقدم، نعرف کیف نعرف هویة المصحف وأنه هل هو علی قراءة بصریة، أو کوفیة، أو مدنیة، أو شامیة وعد آیاته وفق أي مصر من الأمصار، رسم کلماته اعتمد علی أي مصاحف الأمصار أو إنه دمج بینها، لماذا کتبت هذه الکلمة بإثبات الألف وفي غیرها بحذف الألف وجدیر بالإشارة أن من لم یطّلع علی کل هذه العلوم یکون تحقیقه للکتاب المصحفي ناقصا لأنه یختلف عن باقي المخطوطات بشکل کبیر.
الحوزة: کیف تقیم المستوی العلمي للمؤتمر الذي فاز فيه كتابك؟
الحمد لله نحن وجدنا الجودة العلمیة لهذا المؤتمر بمستوی جید وهذا من خلال الکتب التي قدمتها العتبة العباسیة المقدسة وهي کتب مهمة ولها مکانتها واختیارها من قبل المؤتمر إضافة إلی باقي الکتب التي تم اختیارها وفوزها بالجوائز. فقد كان المؤتمر ناجحا ونتمنی أن يستمر ويقدم المزید من الخدمات للمکتبة الإسلامیة إنشاء الله.