۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
الإمام الخامنئي يستقبل أهالي قم في الذكرى السنوية لانتفاضتهم قبل انتصار الثورة الإسلامية

وكالة الحوزة - بالتزامن مع الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي مدينة قم في 19 من شهر دي 1356 هـ.ش (9/1/1978م)، التقى الإمام الخامنئي الآلافَ من سكان هذه المحافظة وذلك في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله).

وكالة أنباء الحوزة - بالتزامن مع الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي مدينة قم في 19 من شهر دي 1356 هـ.ش (9/1/1978م)، التقى الإمام الخامنئي الآلافَ من سكان هذه المحافظة وذلك في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله). وخلال هذا اللقاء تناول سماحته الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية مثنياً على تحرك الشعب المنسجم والمتآلف والذي عمل على إفشال هذه المؤامرة. كما أشار سماحته إلى الدور الأمريكي في هذه الأحداث متوعداً المسؤولين الأمريكيين بالقصاص منهم لما ألحقوه من أضرار بالبلاد.

وفي التفاصيل وخلال لقاء سماحته بالآلاف من سُكان محافظة قم تحدّث قائد الثورة الإسلامية بالتفصيل عن الأحداث التي شهدتها بعض مدن الجمهورية الإسلامية مؤخراً حيث اعتبر سماحته التحليلات المختلفة التي تمَّ إعدادها حول الأحداث الأخيرة تجتمع على نقطة صحيحة وهي الفصل بين مطالب الناس الصادقة والمُحقّة وبين تحركات إحدى المجموعات الوحشية والتخريبية إذ قال سماحته: يجب الفصل بين هاتين الحركتين.

وأضاف سماحته: يجب عدم الخلط بين أن يكون شخصٌ ما محروماً من حقه ويعترض أو أن يقوم هؤلاء المعترضون -سواء أكانوا مئة أو خمسمئة شخص- بالتجمع وبالمطالبة بحقوقهم، هذا شيء، وأن تقوم مجموعة ما باستغلال هذا التجمع ويقوموا بشتم القرآن، وشتم الإسلام وإهانة علم البلاد، وإحراق المساجد وأعمال التخريب والحرق هذا شيءٌ آخر. يجب عدم الخلط بين هذين الأمرين.

وأشار الإمام الخامنئي إلى وجود هذه المطالب والاعتراضات الشعبية في البلاد سابقاً ووجودها الآن ووضح سماحته: حدثت بعض المشاكل لبعض المؤسسات المالية وبعض الأجهزة والمؤسسات الأمر الذي دفع بالناس للشعور بعدم الرضا.

كما وجه قائد الثورة الإسلامية بضرورة الإصغاء لمطالب الناس ومتابعتها بقوله: غالباً ما تصلنا الأخبار أنَّ مجموعةً من الناس تجمعت في مدينة ما أو أمام مؤسسة ما أو أمام محافظة من المحافظات أو أمام مقر مجلس الشورى. مثل هذه الأشياء موجودة، ولطالما كانت موجودة في ما مضى. لا يُعارض أو يخالف أحدٌ هذه التحركات. يجب الاستماع لكلام الناس والإصغاء له ومتابعته. وتقديم الإجابة والرد المناسب بحسب المستطاع. وأضاف الإمام الخامنئي: علينا جميعاً، لا أقول "عليكم متابعة هذا الأمر" نفس العبد (الفقير لله) مسؤولٌ أيضاً، علينا جميعاً متابعة هذا الأمر.

وفي شرحه لما شهدته البلاد من أحداث شغب اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن لا علاقة للمطالب الشعبية المُحقّة بأن تقوم مجموعة من الناس بحرق علم البلاد أو أن يقوم البعض باستغلال تجمع الناس وإطلاق الشعارات المناوئة لاعتقادات الناس والمعادية للقرآن وللإسلام ولنظام الجمهورية الإسلامية.

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى وقوف مثلث نشط مؤلف من أمريكا وإسرائيل ومنافقي خلق وإحدى دول الخليج الفارسي خلف هذه الأحداث حيث قال سماحته: وفقاً للقرائن والأدلة المخابراتية، كان هناك مثلثٌ نشطٌ في هذه القضايا. وهذا ليس أمراً متعلقاً باليوم أو بالأمس بل هو أمرٌ منظمٌ ومعدّ له. الخطة؛ خطةٌ أمريكية وصهيونية. منذ عدة شهور هم يُخطّطون لهذا الأمر. المال قدّمته إحدى حكومات الخليج الفارسي الغنية. طبعاً لهذه الأعمال تكلفتها المالية ويجب عليهم أن ينفقوا الأموال. طالما هؤلاء موجودون فإن الأمريكيين غير مستعدين لدفع الأموال. والضلع الثالث هم حفنة العملاء والمرتزقة، وهو ما قامت به منظمة المنافقين المُجرمة.

وأضاف الإمام الخامنئي: كانوا مستعدين منذ عدة شهور. وسائل إعلام منافقي خلق قالت في هذه الأيام أنها كانت على تواصل مع الأمريكيين. منذ عدة شهور هم يُعدّون العملاء والمرتزقة وينظمونهم، اذهبوا والتقوا بهذا وذاك. اعثروا على أشخاص في الداخل وأرشدونا إليهم لكي ندعمهم. لكي يقوموا بتوزيع المناشير على الناس. هم أنفسهم من كان يُعدُّ تلك المناشير. أطلقوا شعار لا للغلاء. حسنٌ، إنَّه شعارٌ يُعجب الجميع. يجمعون الناس من خلال هذا الشعار. ثم يندفعون وسط جموع الناس؛ لتحقيق أهدافهم المشؤومة، وليقوموا بسوق الناس خلفهم.

وفي تحليله لما جرى وكيف انتهت هذه المؤامرة قال قائد الثورة الإسلامية: هذا ما قام به الناس؛ في البداية نزلت مجموعة من الناس إلى الشوارع، طبعاً لم تكن مجموعة كبيرة، ولكن بمجرد ما أدركوا أهداف هؤلاء، وهذا ما ظهر من خلال الشعارات التي أطلقوها، انسحب الناس وفرّقوا الصفوف.

ثم تابع قائد الثورة الإسلامية الحديث في هذا الصدد منتقداً تناقض شعارات مثيري الشغب مع أفعالهم حيث قال سماحته: هتفوا بشعار روحي فداء لإيران من جهة، وأحرقوا علم إيران من جهة أخرى! فاقدو العقل هؤلاء لم يدركوا أن هاتين الخطوتين لا تتناسبان مع بعضهما البعض. كما أنّ نفس هذا الشاب المنتمي لخط حزب الله، نفس هذا الشاب الثوري هو من وقف في مواجهة عدو إيران. من كان هؤلاء الثلاثمئة ألف شهيد الذين قضوا خلال فترة الدفاع المقدس؟ لقد كانوا ذات هؤلاء الشباب المؤمن والثوري الذين دافعوا عن بلدهم، متى ضحّيتم من أجل إيران لتهتفوا بشعار روحي فداء لإيران؟

حسناً، أمريكا غاضبة، وهي غاضبة بشدة أيضاً؛ إنها ليست غاضبة فقط مني أنا العبد الحقير لله، بل هي غاضبةٌ من الشعب الإيراني والدولة الإيرانية والثورة الإسلامية في إيران. وذلك كونها تلقت الهزيمة من قِبَل هذه الحركة العظيمة.

وردّ الإمام الخامنئي على تُرّهات وتفاهات المسؤولين الأمريكيين قائلاً: الآن شرع المسؤولون الأمريكيون بالتفوه بالتفاهات؛ يقول الرئيس الأمريكي إن الدولة الإيرانية تخشى شعبها؛ لا، الدولة في إيران هي وليدة هذا الشعب، ولأجل هذا الشعب، وعبر هذا الشعب عرفت الحياة، إنها تتكئ على هذا الشعب. لماذا تخاف؟ لو لم يكن هذا الشعب موجوداً لما وجدت هذه الدولة.

وواصل سماحته الردّ على تصريحات الرئيس الأمريكي قائلاً: يقول الرئيس الأمريكي إنَّ الدولة الإيرانية تخشى القوة الأمريكية؛ إذا كنا نخشاكم كيف أمكننا طردكم خارج إيران في سبعينات القرن الماضي وأخرجناكم من كل المنطقة خلال السنوات الأخيرة الماضية؟

ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ الحكام الأمريكيين أخطؤوا ولم تصب رصاصتهم هدفها وأنّ ما ألحقوه من خسائر بالشعب الإيراني لن يمر دون رد حيث قال سماحته: أولاً ليعلم الحُكّام الأمريكيون أنَّ رصاصتهم أخطأت هدفها، لرُبما تعيدون الكرَّة ولكن اعلموا أنَّ رأسكم سيصطدم بالصخور مرةَ أخرى. ثانياً ليعلموا أنهم قد ألحقوا أضراراً بنا خلال الأيام القليلة الماضية، ولن يبقى هذا الأمر دون قصاص. ذاك السيد الذي يتربع على رأس السلطة هناك حتى ولو كان شخصاً غير متزنٍ ظاهرياً، ولكن ليعلم أنَّ مسرحياته المجنونة هذه لن تبقى دون رد.

ووجّه الإمام الخامنئي كلمة خاطب فيها جميع من يميل للتعاون مع أمريكا إن كان داخل البلاد أو خارجها قائلاً: أولئك الذين يميلون للتعامل مع الأمريكيين، إن كانوا من خارج البلاد وللأسف البعض من داخل البلاد، فليعلموا أنّ النظام راسخٌ في وقوفه وسيزيل كافة نقاط الضعف والمشاكل بعون الله.

ارسال التعليق

You are replying to: .